«عسكرة السيرة النبوية».. كتاب يكشف طريقة الإخوان لحكم الشعوب المصابة بالهوس الديني
الأحد 04/يوليو/2021 - 06:53 م

شيماء يحيى
لعبت الجماعات الإرهابية على الوتر الديني واستغلت مسلكه، كونه المدخل الأكثر تأثيرًا على الشعب المصري، وغيره من الشعوب العربية المصابة بالهوس الديني، وقد تمكنت جماعة الإخوان من تغليف رسائلها الموجهة بغلاف الدين، ودس سياستها بأشكال عدة في إطار التحدث بصوت الدين، وعسكرة السيرة النبوية.

التأويل الخبيث للسيرة النبوية
فضحت مصادر عديدة زيف تأويلات الجماعة الإخوانية، واستراتيجيتهم في بث سياستهم وأفكارهم السامة بشكل غير مباشر، وقد صدر حديثًا كتاب جديد للكاتب الصحفي والباحث السياسي السيد الحراني، بعنوان «الجماعة الإخوانية وعسكرة السيرة النبوية»، يرتكز على الألاعيب التي تمارسها جماعات الإسلام السياسي.
ويرتكز الكاتب في كتابه على محاولات قيادات الجماعة التي تتعمد أن تستشهد بالسيرة النبوية في مواضع غير صحيحة، حتى يتم توظيفها من أجل مزاعم إقامة دولة الخلافة الإسلامية بتأويل خبيث للسيرة وعسكرتها، حتى تتماشى مع تيار أو فصيل أو جماعة بعينها.
حمل الكتاب بين طياته 25 فصلًا، أوضح خلالهم مدى تحايل عناصر جماعات الإسلام السياسي، وخاصةً جماعة الإخوان، في سرد النصوص القرآنية، والأحاديث النبوية، والسيرة العطرة بتأويلات خبيثة وصورة مشوهة مجثوثة من جذورها ومفهومها وملابسات أحداثها.
ويؤكد الكاتب أن الاستدلال بالنصوص الدينية يأتي من أشخاص غير كفء ولم تتحقق فيهم الأهلية العلمية، أو ممن شذ عن كلام أهل العلم من أجل أن يخدم فكرته، وقد ظل بعضهم لسنوات طويلة القيام بدور الداعية الإسلامي وفرض نفسه كفقيه يرشد أهل الأمة الإسلامية.
جاء كتاب «عسكرة السيرة النبوية» ليضع الأمور في نصابها الصحيح، ويوضح المخططات التي تحاك ضد الإسلام والمسلمين باسم الإسلام والسيرة النبوية، وتأتي مقدمة الكتاب كدراسة تحليلية موثقة تحمل مضمون مواجهة الأزهر الشريف وقياداته الحالية، بمضمون صادم عن بعض عناصر الإخوان بين صفوف طلاب الكليات المختلفة داخل جامعتها، وأيضًا بعض أعضاء هيئة تدريسها الذين تورطوا في قضية اغتيال النائب العام المصري السابق هشام بركات.
وتناول الكاتب بداخل طيات «الجماعة الإخوانية وعسكرة السيرة النبوية» أسرارًا جديدةً حول نشأة العلاقة تاريخيًّا بين صالح سرية منفذ العملية الفاشلة لمحاولة الانقلاب على نظام حكم الرئيس المصري الراحل أنور السادات، والتي عرفت إعلاميًّا بـ«الفنية العسكرية» في سبعينيات القرن الماضي، ووالد حسن البنا مؤسس جماعة الإخوان من خلال خطاب ووثائق تشرح أبعاد تلك العلاقة؛ إذ إنها تؤكد على أن دعم الخارج للإخوان ماليًّا لم يتوقف في خمسينيات القرن الماضي، على الرغم من الحصار الذي فرضه الرئيس المصري الراحل جمال عبد الناصر على الجماعة وقيادتها.

استراتيجية التمدد في الخارج
استعرض الكاتب مقتطفات من تقارير حديثة صادرة عن المخابرات الفرنسية حول نشاط جماعة الإخوان الإرهابية داخل باريس ومدن أخرى، وانتشار واسع لمدارس الإخوان في أوروبا، وتمددها على وجه الخصوص في فرنسا وإسبانيا وهولندا وبريطانيا، وذلك باستغلال القوانين والحريات المطلقة.
وفضحت تلك التقارير أطماع وطموحات الجماعة في التوسع داخل المجتمع الغربي فرنسا والمجتمعات الأوربية، فهي تسعى إليه جاهدةً؛ حيث إن هدفها الأول والأخير دعوة جيل جديد من شباب الغرب ليعتنق الإسلام الراديكالي، وتجييش هؤلاء الشباب من أجل الدفع بهم للقتال.
وتعتمد جماعة الإخوان الإرهابية في انتشارها بالمجتمعات الأوروبية، على التغلغل العميق في الطبقات المختلفة، بداية من العامة وحتى الوصول إلى الساسة وصناع القرار؛ إذ تتمكن الجماعة من تكوين قواعد شعبية لها، تمنحها شرعية التعامل مع الطبقات العليا بهرم السلطة، ومن ثم تتنامى خيوط الإخوان المتشابكة بمناطق نشاطها.
وقد تطرق الكتاب أيضًا إلى شهادات المنشقين عن الجماعة، وتركوا وراءهم ركب الجماعة الإرهابي، وعادوا إلى طريق الحق ومسارهم الصائب، وتنحوا عن نيران الحرب والخراب، وخلفوا شهادات واعترافات هامة ومعلومات مثقلة تفضح الداخل بالتنظيم، وتودي بقيادات كبيرة.