يصدر عن مركز سيمو - باريس
ad a b
ad ad ad

تبرعات الإخوان في الغرب.. نفوذ متصاعد وشبكة اقتصادية عنكبوتية

الأربعاء 30/يونيو/2021 - 04:32 م
المرجع
نهلة عبدالمنعم
طباعة

يمتلك التنظيم الدولي لجماعة الإخوان شبكة اقتصادية يوظفها كمصادر دخل للإنفاق على أنشطته في المناطق المستهدفة، وتعد المؤسسات الاجتماعية ذات الطابع الخيري والإنساني أبرز متغير في هذه الشبكة لقدرتها على جمع التبرعات والتسويق للجانب الشعبي للجماعة.


استطاع الإخوان تكوين إمبراطورية في الولايات المتحدة الأمريكية والاتحاد الأوروبي عبر منظمات تنشط كقوة ناعمة، نافية علاقتها المباشرة بالتنظيم، إذ تصطبغ مؤسسات الإخوان بتوجه ديني واجتماعي للحيلولة دون المصادرة القانونية، وبالأخص في ظل الضغوط السياسية على قادة الحكومات الغربية لإعلان الجماعة إرهابية، وتصفية مصادر دخلها.

تبرعات الإخوان في
التبرعات.. أموال طائلة بحوزة إخوان الغرب
تُظهر المتابعات، النفوذ الواسع لمؤسسات تنظيم الإخوان في الولايات المتحدة الأمريكية وتحديدًا فيما يخص جمع التبرعات، فخلال السنوات القليلة الماضية، استطاع مجلس العلاقات الإسلامية الأمريكية (CAIR) تحصيل ملايين الدولارات، موظفًا الكوارث الطبيعية والمناسبات الدينية لحث أتباعه على التبرع.

وحدد مجلس العلاقات الأمريكية في مطلع 2021 هدفًا ماليا مفاداه جمع 3 ملايين دولار تبرعات خلال الستة أشهر الأولى من العام، ومع بداية يونيو 2021 كانت نسبة التبرعات المعلنة من المجلس قد تجاوزت مليوني ونصف المليون دولار.

وشكرت الجماعة أنصارها على تلبيتهم دعوتها في تحقيق هذا الهدف النصف سنوي، مشيرة إلى أن التبرعات التي تلقتها خلال شهر رمضان الماضي أسهمت بشدة في تحقيق الملايين المطلوبة.

وفي رمضان 2020 حاول المجلس جمع مليوني ونصف المليون دولار كتبرعات منفصلة عن باقي أوجه التبرعات الأخرى.

وخلال أزمة انتشار فيروس كورونا المستجد، ضاعف المجلس وكذلك الجمعية الإسلامية لأمريكا الشمالية (إسنا) أو (ISNA) من مطالبات التبرع من أجل معاونة غير القادرين على تخطي هذه الأزمة، كما استغل مجلس العلاقات المظاهرات التي ضربت البلاد على خلفية الاعتراض على مقتل المواطن ذي الأصل الأفريقي «جورج فلويد» على يد عناصر الشرطة للاشتراك في حملة «حياة السود مهمة» عبر مطالبات بالتبرع للدفاع عن المقبوض عليهم في هذه التظاهرات لمخالفتها للقيود المفروضة آنذاك لمواجهة انتشار الجائحة.

وفي بلدان التكتل الأوروبي، توظف الجماعة منظمة الإغاثة الإسلامية التي تأسست في 1984 لجمع التبرعات، وقد تلقت المنظمة ضربة ألمانية في 2020 عندما أوقف اتحاد المنظمات الخيرية في البلاد تعامله معها لارتباطها بجماعة الإخوان، ولكنها لا تزال تعمل بقوة في بريطانيا، وأسست الجماعة في 2001 ائتلاف الخير بزعامة "يوسف القرضاوي" لجمع التبرعات في المنطقة الغربية من العالم، ولكن في 2008 أدرجته واشنطن على لائحة الإرهاب.

تلعب هذه المؤسسات أخطر أدوار الجماعة عبر تعميق العلاقة مع طبقات المجتمع المختلفة، فمن جهة تبني روابط مع المحتاجين لخدماتها من الطبقات غير القادرة، ومن جهة أخرى تنال تعاطف المتبرعين بأهوائهم المختلفة وذلك عبر إعلاناتها المستمرة عن قيمة التبرعات الكبيرة التي تحصدها، وبالتالي تنمي صورة ذهنية عن حجم الثقة بها ككيان قادر على إيصال المساعدات.
تبرعات الإخوان في
تأثير شبكة التبرعات على المراكز الروحانية
توفر المؤسسات الخيرية غطاء لجماعة الإخوان من أجل تحقيق الأهداف السياسية، إذ تنفق الجماعة جزء من أموال التبرعات للإنفاق على المراكز الثقافية والدينية ودور العبادة التي تديرها في الغرب، وبالتالي تعد المؤسسات المالية من المحددات لإطار الإيديولوجيات المعتمدة بالمراكز الدينية ما يمثل خطورة قد تضر القيم المجتمعية والوطنية في ظل إيمان إخواني بعدم جدوى الحدود الوطنية.

ويشكل مسجد «فينسبري بارك» بالمملكة المتحدة، أشهر مركز ديني يدار بواسطة جماعة الإخوان في أوروبا، إذ تتولى الرابطة الإسلامية بالبلاد والتي تمثل أهم مؤسسة للجماعة في لندن الإشراف عليه.
تبرعات الإخوان في
اقتصاد الحلال وأرباح الجماعة
تتربح الجماعة مبالغ طائلة من تجارة الأطعمة والمشروبات الحلال في الغرب، ويعد فرع التنظيم الدولي في فرنسا أبرز الفاعلين في هذا الإطار، كما يتولى اتحاد المنظمات الإسلامية في فرنسا منح الشركات الموافقة على العمل بهذا المجال.

ويتولى القيادي الإخواني إبراهيم منير إدارة بعض المشروعات الاقتصادية الخاصة بالجماعة في المملكة المتحدة، وأبرزها «نيل شور تراست»، والتي أنشئت في أغسطس 2010 في لندن، وتكمن خطورة هذه الكيانات في سرية علاقاتها بالإخوان؛ ما يجعلها تنتشر دون فرص لتقويضها حكوميًّا.

"