سلاح ثلاثي الأبعاد.. هكذا تطورت أدوات إرهاب اليمين المتطرف

تتزايد التخوفات من انتشار إرهاب اليمين المتطرف «المسلح» والذي أصبحت جماعاته تطور من الأسلحة التي تستخدمها، في وقت تداهم فيه قوات أمن البلاد الأوروبية مخازن وشبكات تسليح.

استغلال كورونا

في نهاية عام 2020، الذي كان عامًا استثنائيًّا بسبب تداعيات جائحة فيروس كورونا، التي وجدها اليمين المتطرف فرصة لزيادة شعبيته، مستغلًا دعم الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، ظهرت مجموعات يمينية مسلحة، وتم استخدام الأسلحة في حوادث إرهابية إضافة إلى تهديدات بالقتل.

في ديسمبر 2020، أعلن رئيس مؤتمر وزراء الداخلية الألماني، جيورج ماير، قلقه وخوفه، من تسلح اليمين المتطرف، بعدما تم ضبط كمية من الأسلحة في النمسا، وقال: «إن التطرف اليميني والإرهاب اليميني يتزايدان وينظمان نفسيهما بشكل متزايد دوليًّا».

التخوف الذي أعرب عنه المسؤول الألماني، جاء مدفوعًا بمصادرة 76 قطعة سلاح، بينها رشاشات أوتوماتيكية وشبه أوتوماتيكية ومتفجرات وقنابل يدوية، في النمسا، صنعها أحد مواطني النمسا من النازيين الجدد وعدد من الشركاء.

التخوفات أيضًا أشارت إلى أن اليمين المتطرف وتسليحه أصبح عابرًا للحدود، فهذه الأسلحة التي ضبطت في النمسا، تم تمويل تصنيعها بأموال من بيع المخدرات لصالح ميليشيا يمينية متطرفة في ألمانيا، وتحديدًا في ولايتي بافاريا وشمال الراين فستفاليا.

وتخشى ألمانيا زيادة قوة اليمين المتطرف، والذي وصفته المخابرات الألمانية في تقريرها السنوي بأنه «الخطر الأكبر» على البلاد.

وكانت تقارير إخبارية قد تحدثت مؤخرًا عن تدريب أشخاص من النازيين الجدد من دول أوروبية أخرى، في معسكرات في روسيا تابعة لمتطرفين، حيث يتدربون على استخدام الأسلحة والمتفجرات.

وفي مارس الماضي، أعلن متحدث باسم الادعاء العام الألماني في مدينة جيرا، إيداع 8 أشخاص الحبس الاحتياطي بعد حملة مداهمات واسعة النطاق نفذتها السلطات الألمانية بين أنصار تيار النازيين الجدد في عدة ولايات. ويواجه هؤلاء الأشخاص وآخرون تهمة الاتجار المنظم بالمخدرات وغسل الأموال.

ويصل عدد النازيين الجدد الذين تمّ القبض في ولاية تورينجن لوحدها على عشرة، وقد جرت هذه التحقيقات عن طريق المكتب المحلي لحماية الدستور (الاستخبارات الداخلية).

تهريب الأسلحة لصالح اليمين المتطرف طال أيضًا فرنسا، ففي يناير 2021، فككت السلطات الفرنسية شبكة كبرى لتهريب أسلحة تشمل مشتبها بهم من العسكريين، وسط توقعات بإعادة بيعها لمهربي مخدرات ومناصرين لليمين المتطرف.

وقالت ممثلة النيابة العامة السبت خلال جلسة استماع أمام قاضي الحريات والتوقيف إنه «ملف واسع» يتعلق «بمخزون استثنائي من الأسلحة والذخائر التي تم ضبطها».

وفي بريطانيا، مثل ثلاثة أشخاص اعتقلوا في تحقيق في الإرهاب اليميني واتُهموا بحيازة أجزاء من سلاح ناري مطبوع بتقنية ثلاثية الأبعاد أمام المحكمة، في مايو 2021.

ووُضع المتهمون رهن الاعتقال للمثول أمام محكمة أولد بيلي في 28 مايو، وقد اعتقلت شرطة مكافحة الإرهاب الأربعة جميعًا خلال مداهمات في 1 مايو 2021.

ويوجه المدعي للثلاثة تهمة حيازة مقالات مرتبطة بعمل إرهابي، فيما يتعلق بسلاح ناري مطبوع ثلاثي الأبعاد، وهو ما يعد تطورًا كبيرًا في تسليح اليمين المتطرف.