ad a b
ad ad ad

رؤى حول تفاهمات واشنطن وطالبان تجاه مرحلة الانسحاب

الثلاثاء 11/مايو/2021 - 11:00 ص
المرجع
نهلة عبدالمنعم
طباعة
تصعد «طالبان» من هجماتها ضد القواعد العسكرية والمدنيين منذ بداية مايو2021، وذلك بالتزامن مع بداية الانسحاب الأجنبي من أفغانستان والمقرر اكتماله في سبتمبر، وفقًا لقرار الرئيس الأمريكي جو بايدن.


رؤى حول تفاهمات واشنطن
وترى «طالبان» أن بداية الانسحاب للقوات الأمريكية وقوات حلف الناتو في مايو هو مخالفة للاتفاق المبرم مع إدارة الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب في فبراير 2020، والذي أقر بانتهاء الانسحاب بشكل كامل في مايو وليس بدايته، ومن ثم تعطي الحركة المتشددة لنفسها مبررات من أجل الهجوم على القواعد العسكرية بالبلاد.

وفي خضم الاضطرابات العنيفة التي تؤثر على استقرار المشهد الأفغاني تتنامى التساؤلات حول وتيرة العمليات العسكرية خلال المرحلة المقبلة، إلى جانب استراتيجيات التأمين للقوات الأجنبية المتوقع اتخاذها خلال مرحلة الانسحاب سواء بالتفاهم مع طالبان أو غيرها.

ويبقى المتغير الأكثر أهمية، وسط تأمين الانسحاب وزيادة عمليات طالبان للضغط على المجتمع الدولي، هو (ملف المدنيين)، ذلك الملف الذي لم يلتفت إليه الكثير من الساسة حين إبرام الاتفاقيات، ومع ذلك فالمواطنون الأفغان هم الأكثر تضررًا مما يحدث في البلاد دون ضمانات لمستوى معيشتهم وحقوقهم خلال المرحلة المقبلة، إذ تبقى البنود الأهم حتى الآن للقوى العظمى دوليًّا أن لا تتحول أراضي أفغانستان لمعسكر إرهابي كبير يهدد مصالحها داخليًّا أو خارجيًّا مع تفاهمات حول تفرد طالبان بالسلطة، أما الضمانات حول حقوق الأفغان فهي ليست مطروحة كأولوية من قبل أي طرف.

رؤى حول تفاهمات واشنطن
هجمات ضد القواعد العسكرية

نفذت حركة طالبان في 1 مايو 2021 هجومًا بالصواريخ ضد إحدى القواعد العسكرية الأمريكية في ولاية قندهار بجنوب البلاد، كما نفذت قبله بساعات هجومًا آخر ضد قاعدة عسكرية في إقليم غزني بجنوب شرق البلاد وتسببت في مقتل عدد من الجنود وخطف آخرين.

إذ أعلنت حكومة أفغانستان فقد نحوالي 30 جنديًّا اثر هجوم قاعدة غزني، وقال قائد الجيش الأفغاني محمد ياسين ضياء إن المسلحين سيطروا على القاعدة العسكرية، وبدورها أعلنت حركة طالبان استيلاء عناصرها على أسلحة ثقيلة ومتطورة جراء اقتحامهم لقاعدة غزني.

من جانبه حذر القائد العسكري للقوات الأجنبية في أفغانستان، سكوت ميللر في أبريل 2021 من الرد بقوة في حال تعرض قواته للهجوم خلال عمليات الانسحاب المقرر اكتمالها بحلول الحادي عشر من سبتمبر، والتي ستشهد خروج نحو 2500 جندي أمريكي و7000 آخرين تابعين لقوات الناتو.

وشدد ميللر على امتلاك قواته لجميع الوسائل المتطورة التي تمكنها من ردع الهجمات ومساعدة القوات الأفغانية على تأمين نفسها إبان مراحل الانسحاب، مشيرا إلى أن العودة إلى العنف ستكون مأساوية بالنسبة لكابول.

احتمالات حول الانسحاب بين واشنطن وطالبان

 كتب المتحدث الرسمي باسم حركة طالبان، ذبيح الله مجاهد على صفحته الخاصة بموقع التواصل الاجتماعي «تويتر» أن انتهاء المهلة المقررة لانسحاب القوات الأجنبية من البلاد بحلول الأول من مايو تمنح الحركة الحق في توجيه الضربات للقوات، مؤكدًا انتظار العناصر للقرارات الصادرة عن قيادة الحركة وفقًا للمصالح العليا.

تشير تصريحات «ذبيح» بشكل واضح إلى تحذيرات يشوبها نية نحو التوافق على الأطر الشكلية لمرحلة الانسحاب، فمن جهة تسعى الحركة لإظهار قوتها ضد القواعد الأجنبية دون ضربات كبرى تتسبب في إيقاع عدد كبير من جنود قوات التحالف لبقاء رغبتها في التفرد بالحكم وسط تفاهمات مع الإدارة الأمريكية.

فالمرجح في هذا النحو أن تمتثل حركة طالبان لحلقة مفاوضات مصغرة حول مسار الانسحاب، إذ تريد الولايات المتحدة وحلفاؤها بالناتو تأمين جنودهما خلال عمليات مغادرة أفغانستان وتقليل الخسائر البشرية قدر الإمكان، كما ستحافظ الحركة على قبول دولي يديم علاقاتها بواشنطن لضمان السيطرة على حكم أفغانستان خلال المرحلة المقبلة.
"