أخطرها «داعش» و«القاعدة».. سريلانكا تضيف 11 جماعة إلى قائمة الإرهاب
أعلنت السلطات في سريلانكا حظر تنظيمي
القاعدة وداعش ضمن قرار بحظر 11 جماعة إرهابية في البلاد، إذ أصدر مكتب النائب
العام، دابولا دي ليفرا في 7 أبريل 2021 قرارًا بحظر عدد من التنظيمات وإعلانها
إرهابية.
ويأتي هذا القرار على خلفية المطالبات المجتمعية المتزايدة بشأن التحقيق في الهجمات التي ضربت البلاد في 21 أبريل 2019 الموافق لعيد الفصح (عيد القيامة) وأودت بحياة 359 شخصًا، وكان تنظيم داعش قد أعلن مسؤوليته عن هذا الحادث الذي نفذ خلاله سلسلة تفجيرات ضربت 3 كنائس و5 فنادق بالعاصمة كولومبو وعدة مدن أخرى بالبلاد.
وكانت سلطات البلاد قد حظرت الجماعة المتطرفة المحلية ومجموعات إسلاموية أخرى وغيرها بوذية في أعقاب الهجوم الفادح ولكن المواطنين بالبلاد لا يزالون ينظمون التظاهرات من أجل الضغط على المسؤولين لإنهاء التحقيقات وتقديم جميع المتورطين إلى العدالة.
داعش سريلانكا
إن الاضطرابات السياسية في الدول تجعل منها بيئة مواتية لاستقطاب الجماعات الإرهابية، وهو ذات المتغير الذي يتحقق في سريلانكا التي تحتضن أكبر وأخطر جماعة متطرفة في العالم، إذ يتنامى في البلاد نفوذ جماعة نمور التاميل، وهي جماعة تأسست في البلاد في 1983 وتطالب بالانفصال عن الحكومة المركزيَّة في العاصمة «كولومبو» وتأسيس دولة مستقلة تعرف مجازًا بدولة «إيلام التاميليَّة»، وتضم حدودها مناطق شمال وشرق الجزيرة، التي تشهد تعدادًا كبيرًا لمواطنين من عرق السنهالية البوذية.
وتصنف الولايات المتحدة جماعة «نمور التاميل» كجماعة إرهابية منذ 1997، وتشكل الجماعة خطرًا كبيرًا على أمن البلاد لامتلاكها ترسانة أسلحة قوية تجعلها تبدو كدولة داخل الدولة، فهي تمتلك قاعدة طيران مستقلة وسلاحًا جويًّا مستقلًا يتدرب على تنفيذ العمليات القتالية وهيئة استخبارات داخلية وإدارة سياسية، ويتزعمها حاليًا فيلوبيلاى برابهاكاران وتسببت الحركة في قتل آلاف الأشخاص منذ نشأتها، وتسببت في اشتعال حرب أهلية في سريلانكا استمرت نحو 26 عامًا وأضرت باستقرار البلاد.
الإرهاب والتسلل الكبير
يمنح الاضطراب السياسي والجماعات الانفصالية فرصة لمرور الجماعات المتطرفة التي تريد تنفيذ الهجمات بالداخل، فتداول السلاح على نطاقات واسعة وسرية نتيجة استفحال التنظيمات المسلحة يجعل وصول المتفجرات إلى أيدي الإرهابيين أمرًا أكثر سهولة.
كما أن التنظيمات المتطرفة العاتية تفتح المجال لغيرها للدخول في التجارة غير المشروعة، وبالتالي فأن صعود «داعش» وتنفيذه للهجوم الكبير الذي ضرب البلاد رغم أنه قد أحدث صدمة بالداخل، ولكن هذا النفاذ يبدو منطقيًا بالنظر إلى الحالة المجتمعية للدولة، فإلى جانب الجماعات الداعية للانفصال، تعاني البلاد من بعض الطائفية والتعصب الديني بين البوذيين والمسلمين ما يلقي بظلاله على معايير التسامح الديني بالبلاد.
فيما تتهم الدولة جماعة التوحيد الداخلية بالتورط في هجمات عيد الفصحن وهي جماعة أعلنتها الدولة إرهابية، كما تتوقع أنها قد تكون تلقت دعمًا خارجيًّا من «داعش» أو غيرها من الجماعات المتطرفة لتنفيذ الهجوم.
ويؤدى تأخر الحكومة في إعلان قوائم الإرهاب إلى طرح تساؤلات حول الجدية الأمنية والقدرات الخاصة بالقانونيين والعسكريين لمكافحة الإرهاب قبل أن يستشري بالبلاد ويتجاذبه المتعصبون من الديانات المختلفة، وهو الوضع الذي قد يؤهل البلاد لحرب طائفية تزيد من معاناتها.





