واشنطن وطهران تلعبان «عض الأصابع» من جديد.. على طاولة المفاوضات
منذ تولي الرئيس الأمريكي «جو بايدن» مقاليد البيت الأبيض في يناير 2021، والجدل حول عودة واشنطن إلى الاتفاق النووي الذي انسحب منه نظيره السابق «دونالد ترامب» في مايو 2018، ورفع العقوبات الاقتصادية التي فرضها على إيران، محور الحديث حتى الآن، فكل من واشنطن وطهران، لديه شروط حتى يلتزم الطرف الآخر للجلوس على طاولة المفاوضات في نهاية الأمر، وحتى تتحقق تلك الشروط يضغط كل طرف من جهته كي يلتزم الطرف الآخر.
عقوبات أمريكية
وكان آخر تلك الضغوط، قيام قادة الحزب الجمهوري في الكونجرس الأمريكي، في 21 مارس 2021، بتقديم مشروعي قانونين جديدين، بشأن فرض عقوبات اقتصادية على الميليشيات الإيرانية في العراق وسوريا، ويستهدف المشروع تصنيف الجماعات المسلحة التي تدعمها إيران في العراق، على أنها منظمات إرهابية، وفرض عقوبات جديدة على عدد من الإيرانيين،من ضمنهم المرشد الأعلى «علي خامنئي»، وذلك لانتهاكه حقوق الإنسان في إيران، وفقًا لصحيفة «واشنطن فري بيكون» الأمريكية.
ونقلت الصحيفة الأمريكية عن عدد من المحللين السياسيين، قولهم إن الإدارة الأمريكية برئاسة «بايدن» تريد من خلال تلك المشروعين، عودة إيران إلى طاولة المفاوضات من جهة، والتأكيد من جهة أخرى على أن إدارة «بايدن» قادرة على فرض عقوبات على إيران في أي وقت تشاء.
مزاعم خامنئي
يأتي هذا في الوقت الذي أعلن فيه المرشد الأعلى الإيراني «علي خامنئي» في تصريحات له الأحد 21 مارس 2021، أن واشنطن لا بد وأن تثبت حسن نيتها خلال الفترة الحالية، و قبل العودة إلى الاتفاق النووي المبرم عام 2015، قائلا: «يجب أن يرفع الأمريكيون العقوبات، وبعد ذلك نختبر ثقتهم ونعود للاتفاق»، ومضيفًا: «التزاماتنا هذه هي السياسة القاطعة لبلدنا وهي ليست استثنائية».
وأضاف المرشد الأعلي بأن التزام الولايات المتحدة بالاتفاق كان حبرًا على ورق، زاعمًا أنه بالرغم من ذلك، قامت إيران بتنفيذ جميع التزاماتها، ولهذا على واشنطن المبادرة من أجل انفراج الأزمة خلال الفترة الحالية.
حالة توازن
وحول ذلك، أوضح «محمد العبادي» الباحث المتخصص في الشأن الإيراني، أن ما يحدث من الكونجرس الأمريكي سواء جهوريين أو ديمقراطيين، وحديث مسؤولين من إدارة بايدن، عن مفاوضات غير مشروطة، هدفها إحداث حالة من التوازن، بمعني أن واشنطن تري حتى الآن استمرار الدعم الإيراني للميليشيا الإرهابية المنتشرة في دول المنطقة والتي تضرب القواعد الأمريكية في العراق، وميليشيا الحوثي الانقلابية التي تستهدف المملكة العربية السعودية حليف واشنطن، ويهددون أمن الطاقة العالمي، ولذلك يعمل الأمريكيون على إيصال رسالة لإيران أن ورقة العقوبات ما زالت موجودة لكبح جماح إرهاب طهران في المنطقة.
ولفت «العبادي» في تصريح خاص لـ«المرجع»، إلى أن الاختلاف بين الجمهوريين والديمقراطيين خلق حالة من النكاية في إدارة «بايدن» الذي قام برفع الحوثي من قوائم الإرهاب، وأعلن عن استعداده للتفاوض مع إيران، ولذلك من المتوقع أن يستمر الجمهورون في تقديم تلك المشاريع لفرض عقوبات على إيران، ولمراجعة خطوات بايدن بخصوص إيران.
وأضاف «العبادي»، أن إيران ما يهمها الآن، هو رفع العقوبات من على كاهلها، خاصة أن الرئيس الحالي «حسن روحاني» اقتربت فترته الرئاسية على الانتهاء، ولذلك يحاول إلى حل وسط مع «بايدن»، الذي لن يتخذ خطوة بدون مراعاة وجهة نظر حلفائه في منطقة الخليج والوصول إلى حل وسط معهم، خاصة السعودية التي ترفض أعمال إيران الإرهابية في المنطقة، ووصول رئيس جديد للجمهورية الإيرانية، التي تسعى بقوة للمفاوضات لرفع تلك العقوبات.





