طمعًا في الفدية أو التجنيد.. «بوكو حرام» تخطف طلاب نيجيريا والجيش يؤمن المدارس
تزامنًا مع عمليات القتل والترهيب التي
تمارسها جماعة «بوكو حرام» فرع داعش في نيجيريا، عادت من
جديد عمليات خطف أطفال المدارس لاستخدامهم كعناصر في صفوفها، إذ قامت يوم الخميس
الماضي 11 مارس الجاري، بخطف 39 طالبًا بينهم امرأة حامل من مدرسة في ولاية كادونا،
ذلك بحسب ما جاء في بيان للجيش النيجيري.
وفي السياق ذاته «قال صامويل أروان»، مفوض الأمن والشؤون الداخلية في ولاية كادونا إن الشرطة والجيش وآخرين تصدوا لهجمات على مدرسة أخرى وعلى مبنى للحكومة المحلية قرب مطار كادونا.
ويوم السبت الماضي نشر مقطع مصور، جرى تداوله على مواقع التواصل الاجتماعي في نيجيريا، لطلاب مفقودين من الكلية الاتحادية لميكنة الغابات يظهرهم وهم يتعرضون للضرب.
وقال طالب بالكلية في ذلك المقطع إن خاطفيهم يريدون فدية قدرها 1.3 مليون دولار.
ويعتبر هذا الحادث هو رابع واقعة خطف لتلاميذ في أقل من ثلاثة أشهر، من قبل قطاع الطرق التابعين لجماعة بوكو حرام.
زعيم العصابة
وبحسب وكالة « فرانس برس» الفرنسية، فإن جميع عمليات الاختطاف تتم بواسطة زعيم عصابة محلي يُدعى «أوالون داودوا»، البالغ من العمر 43 عامًا وينشط بالتعاون مع إيدي مينورتي ودنكرامي، وهما زعيما عصابات لديهما العديد من الأتباع المحليين، وهؤلاء الرجال يعملون مع جماعة بوكو حرام مقابل نسبة من أموال الفدية، والجماعة الإرهابية «بوكو حرام» تستعين بذلك الرجل في عمليات خطف الطلاب لأنه أكثر خبرة منهم في هذا العمل الإجرامي.
وأوضحت الوكالة الفرنسية، أن داودوا كان لصًا مسلحًا وسارق ماشية قبل أن يتحول لتهريب السلاح، ويحمل معه من ليبيا أسلحة حصل عليها خلال تدريبات ليبيعها إلى عصابات.
وأضافت: «أنه مع الوقت عقد تحالفا مع "بوكو حرام" وأصبح مهرب سلاح لها أيضًا، فيأخذ الأسلحة التي تصادرها الجماعة من القوات الأمنية النيجيرية في عمليات دهم وكمائن، ثم يبيعها لعصابات أخرى، لقاء حصة».
اشارت «فرانس برس»، إلي أن أوالون داودوا شوهد في الغابة في منطقة كانكراو تلك المنطقة التي خُطف فيها الأطفال وتم اقتيادهم إليها.
وتابعت، أن أوالون داودوا تلقى أوامر من الإرهابي «أبوبكر الشكوي» لخطف التلاميذ وجند إيدي مينورتي ودنكرامي للمساعدة.
وواصلت الوكالة، أنه عقب خطف الأطفال، عبروا بهم الحدود إلى ولاية زمفرا وقسموهم بين عصابات مختلفة للاحتفاظ بهم.
كنز ثمين
من جانبه قال محمد عزالدين، الباحث في الشأن الأفريقي، إن خطف الطلاب بالنسبة لجماعة بوكو حرام يعتبر كنزًا ثمينًا، فهي في الوقت الحالي تحتاج لمصدر دخل جديد لتوسع من رقعتها في نيجيريا، فهي تستطيع من خلال عمليات خطف الطلاب طلب فدية كبيرة.
وأكد عزالدين في تصريح خاص لـ«المرجع»، أن بوكو حرام اتخذت اسلوب خطف الطلاب منهجًا أساسيًّا منذ أكثر من أربعة أشهر، ففي خلال الشهور الأربعة الأخيرة قامت بخطف ما يقرب من 500 طالب وطالبة من خلال 6 عمليات خطف.
