عالقون في الجحيم.. زهور سوريا تحترق في ليبيا برعاية أردوغان
لم تتوقف ظاهرة تجنيد الأطفال والشباب السوريين ما دون العشرين، من قبل الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان تحت مظلة الفصائل الموالية لها، والدفع بهم لجبهات القتال لا سيما في ليبيا، إذ يوجد في العاصمة طرابلس المئات من الأطفال الذين أرسلوا للقتال بجانب ميليشيا حكومة الوفاق عالقين.
توثيق المأساة
وثّقت منظمة «سوريون من أجل الحقيقة والعدالة» وجود أطفال سوريين مجندين للقتال عالقين دون مغادرة البلاد والعودة لسوريا مرة أخرى، عقب تجنيدهم بهويات مزورة للقتال في ليبيا بعد إغرائهم بالأموال التركية.
خلال تقرير صادر لمنظمة «سوريون من أجل الحقيقة والعدالة»، الأربعاء 10 مارس 2021، كشف عن وجود العديد من الأطفال السوريين الذين جندتهم الفصائل الموالية لأنقرة وأرسلتهم لليبيا، وعمليات التجنيد التي لم تتوقف بالرغم من ادعاء وزارة الدفاع في حكومة الوفاق بفرض قيود صارمة على تجنيد الأطفال، مؤكدًا أن عمليات إرسال الأطفال السوريين ظلت مستمرة حتى سبتمبر 2020، بواسطة سماسرة يلعبون دور حلقة الوصل بين المجند أو ذويه، وقائد الفصيل من جهة أخرى، إذ تتفق جميع الأطراف على تزوير الأوراق الثبوتية وتغيير تاريخ الميلاد، أو استخراج وثائق جديدة تحمل بيانات غير حقيقية، حتى لا يتضح عمر الطفل الحقيقي.
وبحسب التقرير، وصل عدد الأطفال السوريين المجندين حتى فبراير الماضي إلى نحو 200، في مدينة طرابلس الليبية في معسكر بالقرب من مطار معتيقة الدولي، بالإضافة إلى وجود عدد من الأطفال في مواقع أخرى يؤدون مهام عسكرية.
وخلال شهادة عرضتها المنظمة الحقوقية، تمكنت من جمع معلومات عن ثمانية أطفال على الأقل، تم تجنيدهم للقتال في ليبيا، عاد منهم اثنان إلى سوريا، بينما لا يزال ستة آخرون منهم عالقين هناك، أكدت أنه تم جمع نحو 200 مقاتل تتراوح أعمارهم بين 16 و 18 عامًا، في معسكر حديث أُنشئ في مطار معتيقة، بعد صدور قرار قضى بترحيل المقاتلين الأطفال والبالغين، إلا أنهم لا يزالون عالقين في ظل ظروف سيئة ونقص في الرعاية الطبية، وهم ممنوعون من المغادرة.
وبحسب إحدى الشهادات، قامت مجموعة ليبية مسلحة تدعى «لواء الصمود»، بتجنيد سوريين مع أطفالهم للقتال، عبر وسطاء سوريين مقيمين في ليبيا منذ فترات طويلة، بشكل منفصل عن عمليات التجنيد التي كانت تتم برعاية تركيا.
تزوير الهوية
وعن عمليات مرور الأطفال للقتال في ليبيا بجانب ميليشيات «الوفاق»، كشف موقع «المونيتور» في تقرير له عن كيفية تزوير أعمار الأطفال والمراهقين من خلال إصدار بطاقات هوية مزورة لهم، حيث يتم التلاعب بتواريخ ومكان ميلادهم، إضافة إلى استخدام أسماء إخوانهم الأكبر سنًا للتضليل وللتغطية.
المرصد السوري لحقوق الإنسان، كشف هو الآخر في العديد من البيانات الصادرة عنه، عمليات تجنيد الفصائل الموالية لأردوغان الأطفال السوريين والدفع بهم لجبهات القتال في ليبيا لصالح «الوفاق»، مؤكدًا أن فصيل «السلطان مراد»، هو الرائد في تجنيد الأطفال السوريين الذين تتراوح أعمارهم بين الـ15 والـ18 عامًا عبر عملية إغراء مادي في استغلال كامل للوضع المعيشي الصعب وحالات الفقر.
وعن ذهاب الأطفال إلى ليبيا، أوضح المرصد السوري لحقوق الإنسان، أن الكثير من الأطفال يذهبون من إدلب وريف حلب الشمالي إلى عفرين، بحجة العمل هناك في بداية الأمر ومنهم من ذهب دون علم ذويه، ليتم تجنيدهم بعفرين من قبل الفصائل الموالية لتركيا، وإرسالهم للقتال في ليبيا إلى جانب حكومة الوفاق.
للمزيد: نظام «أردوغان» يعاند المجتمع الدولي: «لن نخرج من ليبيا أبدًا»





