ad a b
ad ad ad

هل يصبح العراق ساحة تصفية حسابات بين تركيا وإيران؟

الجمعة 05/مارس/2021 - 04:51 م
المرجع
نورا بنداري
طباعة

اشتعلت لهجة التصريحات بين الحليفين التركي والإيراني بشأن الوجود على الساحة العراقية، إذ أن طهران تريد الانفراد بالعراق، وفي الوقت ذاته تريد أنقرة الحصول على نصيب من الكعكة بالتدخل بزعم محاربة الأكراد.


السفير الإيراني في
السفير الإيراني في العراق «إيرن مسجدي

مطلب إيراني


بدأ الخلاف بعد تصريحات السفير الإيراني في العراق «إيرن مسجدي» فى 27 فبراير 2021: «بأن بلاده ترفض التدخل العسكري في العراق، وأنه يجب ألا تكون القوات التركية بأي شكل من الأشكال مصدر تهديد للأراضي العراقية ولا أن تقوم باحتلاله»، مطالبًا القوات العراقية بتوفير الأمن لنفسها، وأن تتولي قوات إقليم كردستان العراق مهمة حفظ الأمن في المنطقة، فضلًا عن مطالبته للقوات التركية بالانسحاب.


رد تركي


دفع هذا التصريح الجانب التركي، للرد عليها، إذ قال  سفير أنقرة في بغداد «فاتح يلدز» في تغريدة على حسابه بموقع  التواصل الاجتماعي «تويتر» إن سفير إيران آخر من يلقي محاضرة على تركيا حول احترام حدود العراق.


لم يقتصر الأمر على ذلك، بل استدعت وزارة الخارجية التركية في 28 فبراير 2021، سفير طهران لدى أنقرة، قائلة في بيان لها: «إن ما ننتظره من إيران هو دعم تركيا في مكافحتها للإرهاب وليس الوقوف ضدها».


خطأ في الفهم


استدعاء تركيا للسفير الإيراني دفع طهران للرد، إذ قال المتحدث باسم الخارجية الإيرانية «سعيد خطيب زاده» إن السلطات التركية أساءت فهم تصريحات طهران بشأن العراق، لافتًا إلى أن «إيران وتركيا تجمعهما علاقات قوية، وأن الحديث عن سعى إيران لإزاحتها من العراق كلام غير منضبط لأن الحكومتين متفقتان على حماية العراق وسيادته الوطنية».


 «مسعود إبراهيم حسن»
«مسعود إبراهيم حسن» الباحث المختص

رفض عراقي


دفع هذا السجال عددًا من البرلمانيين العراقيين للقول، إن كلًا من طهران وأنقرة يسعيان خلال الفترة الحالية للفوز بالعراق باعتبار أن كلًا منهما لديه نفوذ به، ولكن طهران تصمم على الانفراد بها نظرًا للنفوذ القوي، ودعا رئيس البرلمان العراقي، محمد الحلبوسي، ممثلي البعثات الدبلوماسية إلى عدم التدخل في شؤون العراق.


ويعلق الدكتور «مسعود إبراهيم حسن» الباحث المختص في الشأن الإيراني، بالقول إن هذا الصراع  الذي وقع تحديدًا بشأن مدينة «سنجار» شمال العراق، من الممكن أن يظهر في مناطق أخري مثل سوريا، خاصة بسبب اصطفاف تركيا بجانب شركائها في حلف الناتو ضد الملف النووي الإيراني وتطوير طهران لأسلحتها النووية.


وأضاف في تصريح خاص لـ«المرجع»، أن إيران تعتبر العراق من أهم مناطق نفوذها في الشرق الأوسط والخليج، وتسمي بلاد الرافدين بالنسبة لإيران «الحديقة الخلفية»، لذلك فإن إيران لن تترك العراق لقوى أخرى سواء الولايات المتحدة أو تركيا.


وأشار الباحث إلى أنه من المتوقع أن تكون العراق ساحة لتصفية الحسابات وحرب بين الميليشات العراقية الموالية لإيران في العراق والقوات التركية، ولن تترك طهران العراق للجانب التركي، إذ أن بغداد هي المتنفس في ظل العقوبات الأمريكية الخانقة لاقتصاد الملالي، بالإضافة إلى أن إيران تعتبر العراق امتدادًا لها من الناحية المذهبية والجيو سياسية. 

"