زيادة نسبية في معدل العمليات الإرهابيّة بالشرق الأوسط مع مطلع 2021
شهدت معدلات العمليات الإرهابية في منطقة الشرق الأوسط حالة من التذبذب، بين زيادتها في بعض المناطق أو انحسارها في إطار الملاحقة الدائمة من الجهات الأمنية، إذ رصد العدد الأول من «مؤشر الإرهاب الشهري للشرق الأوسط والمنطقة العربية»، الصادر عن «المركز الوطني المصري للدراسات»، زيادة نسبية في معدلات النشاط الإرهابي خلال شهر يناير الماضي في دول الشرق الأوسط والمنطقة العربية.
وبلغ عدد العمليات الإرهابية خلال هذه الفترة نحو 110، وقعت نسبة كبيرة منها في الدول التي تعاني بعض الصراعات الداخلية أو فشل الحكم، وقد وصل إجمالي العمليات التي شهدتها هذه الدول 88 عملية، في حين لم يتجاوز عدد العمليات التي وقعت في الدول التي تنعم بالاستقرار بشكل ما، حاجز الـ22عملية.
وبحسب المؤشر فإن أغلبية العمليات الإرهابية تمركزت في نمطين محددين، أولًا الهجمات المسلحة والتي تكررت 52 مرة، ثانيًا التفجيرات التي رصدت 37 عملية، على خلاف استخدام الأنماط المعتادة كالقذائف، والخطف والقتل، والهجمات الانتحارية التي جرى تنفيذها 4 مرات فقط، وعمليات الخطف والاحتجاز، في حين لم تشهد دول المنطقة محل الرصد أي عمليات انغماسية.
واعتمد المؤشر في رصد العمليات الإرهابية على مناهج متنوعة في عمليتي الرصد والتحليل، مثل المنهج البحثي والاستقصائي؛ لتحقيق أكبر استفادة ممكنة والحصول على نتائج ثاقبة.
سوريا تتصدر القائمة
كشف «مؤشر الإرهاب الشهري للشرق الأوسط والمنطقة العربية»، عن تمركز معظم العمليات الإرهابية في بعض دول الصراع؛ إذ حصلت سوريا على المركز الأول في قائمة تلك الدول، فخلال شهر يناير شهدت 28 عملية إرهابية، تليها أفغانستان والصومال في المركز الثاني؛ إذ تعرض كل منهما إلى 24 هجمة إرهابية.
وأشار المؤشر إلى خلو ليبيا وجنوب السودان من العمليات، وهما دولتان من دول الصراع، كما أشار للأسباب التي دفعت لكثافة العمليات خلال شهر يناير، والتي من بينها احتدام المشهد السياسي ورغبة بعض التنظيمات في إثبات وجودها مثل أفغانستان والصومال.
سيطرة الدولة المصرية
رصد المؤشر خلال تتبعه للعمليات الإرهابية في منطقة الشرق الأوسط، انحسارًا كبيرًا فى النشاط الإرهابي في محافظة شمال سيناء المصرية ، نظرًا لنجاح استراتيجية مكافحة الإرهاب التي تبنتها الدولة.
«داعش» واعتماد البروباجندا الكاذبة
لم يغفل «مؤشر الإرهاب الشهري للشرق الأوسط والمنطقة العربية»، متابعة الخطاب الإعلامي لتنظيم «داعش» الإرهابي، وخلص إلى أن التنظيم اعتمد على البروباجندا الكاذبة في الترويج لنفسه، على أمل استقطاب المزيد من المقاتلين، وذلك عن طريق توضيح حقيقة الخلاف بينه وبين الأنظمة الحاكمة، خلافًا على أساس العقيدة وليس السياسة، والتركيز على القدرات العسكرية للتنظيم، فتحت عنوان «النهاية والبداية» بث التنظيم فيديو على تطبيق تليجرام، حاول فيه العودة للمشهد السوري من بوابة الإعلام، وقد لفت استخدام لفظ النهاية في إشارة لخروج التنظيم من سوريا عام 2017، والعودة التي تمثل بداية جديدة لـ«داعش» في عام 2021.
وأثناء الفيديو طرح التنظيم أسئلة عدة كان هدفها اللعب على مشاعر الرافضين لوجوده داخل الأراضي السورية، ومن ناحية أخرى تشجيع روح أعضائه، وهو ما بدا واضحًا في لغة الخطاب التي ظهرت منكسرة أحيانًا وعنيفة متوعدة في أحيان أخرى.





