ad a b
ad ad ad

بالتدمير أو التعطيل.. الـ«MI6» تستهدف خوادم داعش ومنصات الدرونز

السبت 13/فبراير/2021 - 11:48 ص
المرجع
نهلة عبدالمنعم
طباعة

اعتمد تنظيم داعش على التقدم الإلكتروني الحالي كمتغير لتطويع الأدوات التكنولوجية لتنفيذ المهام الإرهابية، وبالتالي فإن المواجهة باتت مقترنة بتوازي الحرب على الواقع الحقيقي والافتراضي، وهو ما طبقته الـ«إم إي سكس»، المخابرات البريطانية، لإضعاف التنظيم، وتشتيت منصات تواصله.

بالتدمير أو التعطيل..

ومن خلال عملية إلكترونية سرية، استطاعت المملكة المتحدة تقويض الشبكة الداعشية على الإنترنت، سواء المواقع المستخدمة في الحشد والتجنيد أو مواقع الدعاية، أو المنصات التي تتواصل من خلالها العناصر مع القادة في المستويات المختلفة بقيادة التنظيم، إلى جانب التشويش على الاتصالات الهاتفية، وتقويض الشبكات الخاصة بتسيير الطائرات بدون طيار (الدرون).


وتشير صحيفة فايننشال تايمز «Financial Times» التي نقلت تقرير الاستخبارات البريطانية حول تدمير أجزاء مهمة من شبكات التواصل الداعشي، إلى أن الحكومات الأوروبية كانت تتخوف من استخدام الطائرات بدون طيار في عمليات كبرى ينفذها التنظيم ضد المصالح الغربية أو ينقل عبرها المتفجرات، كما أن عمليات تجنيد الشباب الأوروبيين عبر المواقع الإلكترونية المستخدمة كان يمثل إزعاجًا للسلطات لتبعاته الخطيرة على أمن المنطقة.

بالتدمير أو التعطيل..

الاستخبارات البريطانية تستهدف خوادم داعش

ونشرت فايننشال عن جيريمي فليمنج، مدير وكالة الاستخبارات «GCHQ» (وهي هيئة استخبارية تُعنى بالاتصالات والأمن السيبراني، ويطلق عليها مكاتب الحكومة البريطانية للاتصالات)، ورئيس القيادة الاستراتيجية ببريطانيا، باتريك ساندرز أن الدولة بات لديها وحدة مهمة للتعامل مع الأعداء رقميًّا وسيبرانيًّا من أجل حماية المملكة من الهجمات، وهو ما أكده رئيس الوزراء بوريس جونسون.


وأفاد المسؤولان بأن تنظيم داعش يستخدم التقدم الإلكتروني من أجل التواصل بشكل أسهل بين عناصره، وتجنيد عناصر جدد، وتنفيذ العمليات الإرهابية، وذلك لبناء إمبراطورية كبرى أطلق عليها عبثًا مسمى الخلافة، وبالتالي فإن هدف المجموعة التي نفذت الهجوم البريطاني كان تحويل تلك الاستراتيجية التي يعتمد عليها داعش لثغرة أمنية لتفتيته، وتقويض حركته دوليًّا.

بالتدمير أو التعطيل..

حروب عسكرية وإلكترونية لهزيمة داعش

وعلى الرغم من اعتراف الاستخبارات البريطانية بأن السنوات الثلاث الماضية شهدت هجومًا إلكترونيًّا كبيرًا ضد داعش، كما أن الولايات المتحدة قد نفذت ذات الاستراتيجية وربما بالتعاون مع لندن، فإن المعلومات المتاحة حول تدمير خوادم داعش لم تكن كافية ولكنها كانت مقتضبة، وجاء في مجملها بأن عناصر التنظيم أصبحت لا تثق في بعض النصوص المرسلة عبر المواقع لشكهم في فقدان مسار الاتصال التنظيمي إلى جانب شل حركة الطائرات بدون طيار، وانعدام سيطرة التنظيم على أغلبها.


ويضيف مسؤولا الاستخبارات بأن الهجمات الإلكترونية المنفذة كان معها هجمات على الأرض بالقوة العسكرية الدولية المشتركة وبمساعدة الجيش العراقي للتأكد من مدى نجاح الهجوم الإلكتروني، وضعف الاتصالات بين العناصر وصعوبة توجيه المجموعات أو التعامل مع الطائرات بدون طيار، ومن خلال هذه العمليات تأكدت القيادة البريطانية بأن الهجمات السيبرانية حققت قدرًا ملموسًا من الأهداف المطلوبة للقضاء على التنظيم.


تداعيات الحرب الإلكترونية على داعش

وإلى جانب الهجوم العسكري الذي شنته القوات بالتوازي مع الهجوم الإلكتروني لمعرفة التأثيرات الحقيقية على التنظيم، فإن الجوانب التي ذكرتها الاستخبارات كأهداف للتدمير، كانت خلال المرحلة الماضية ومنذ ظهور تنظيم داعش إشكالية كبرى في تعدد معاقل التنظيمات الإرهابية، وتمدد التمركزات الخاصة بها.


فإن عمليات التجنيد وحروب الدعاية التي اعتمدت للترويج لقوة التنظيم على الرغم من الضربات العسكرية التي يتلقاها تعد من الدعائم في انتشار التنظيم إقليميًّا وبالأخص في أفريقيا، وبالتالي فإن تدمير هذه الخوادم سيؤثر على عمليات التواصل الجمعي والفردي بين عناصر التنظيم، وسيهدد الثقة في المعلومات والأوامر الواردة إليهم سواء كانت من القيادة أم من السلطات الدولية المُهاجمة للمنصات الإلكترونية.


للمزيد.. التسلل سرا نحو إسبانيا.. مخاوف في مدريد من هجمات داعشية محتملة

"