تونسيون يحيون ذكرى مقتل «بلعيد» بفتح ملف جهاز «النهضة» الخاص
لا تفلت حركة النهضة التونسية، امتداد جماعة الإخوان في تونس، من أزمة إلا ودخلت في غيرها، وحدث ذلك اليوم بعدما احتشد آلاف التونسيون في تظاهرة أحيوا خلالها ذكرى اغتيال الناشط اليساري، «شكري بلعيد» الذي تتهم «النهضة» في قتله.
وردد المشاركون في التظاهرة: «يا غنوشي يا سفاح»، مطالبين بكشف الستار عن المتورطين في قتل الناشط السياسي، معتبرين أن «النهضة» تحمي نفسها بوجودها في السلطة.
النهضة تحت المنظار
بخلاف التحفظات التي حملتها شخصيات سياسية على طريقة تعامل قوات الأمن مع التظاهرة، إذ لجأوا إلى العنف لفضها، الأمر الذي اعتبروه تراجعًا في مستوى الحريات ومكتسبات الثورة، جددت التظاهرة آلام حركة النهضة المرتبطة بملف قتل «بلعيد» ومن ثم الجهاز السري لها.
ومنذ فترة حكم الرئيس التونسي السابق الراحل، الباجي قائد السبسي، تعيش «النهضة» فترة توتر على أثر هذا الملف، إذ تعهد «السبسي» في 2018، بكشف من وراء قتل بلعيد، ملمحًا إلى تورط النهضة فيه.
في نفس الوقت، كشف المحامي رضا الرداوي، عضو لجنة الدفاع عن السياسيين المقتولين في 2013، شكري بلعيد ومحمد البراهمي، عن تفاصيل جديدة بشأن علاقة الحركة بعمليتي الاغتيال، إذ قال في أكتوبر 2018، إنه عثر على معلومات جديدة بخصوص ما يعرف بـ«التنظيم الخاص» لحركة النهضة، وكشف أن هذا الكيان تكون في البداية باسم «الجهاز الأمني» بمقترح من عناصر من جماعة الإخوان في مصر.
وتابع المحامي التونسي قائلا: إن التنظيم المكون من ستة أشخاص برئاسة زعيم الحركة، راشد الغنوشي، تلقى دورة تكوينية في الاستخبارات من قبل وفد إخواني مصري، وبغرض التمويه، قيل وقتها إن الوفد وصل لتقديم دورة في الزراعة.
ولفت المحامي إلى أن الدورة المذكورة، مكّنت «النهضة» من التجسس على مؤسسات رسمية في الدولة لصالح جهات أجنبية من ضمنها المخابرات الإيطالية، ولاسيما التجسس على السفيرين الأمريكي والفرنسي.
وذهب المحامي التونسي لأبعد من ذلك، إذ تطرق إلى قيادات الحركة المشرفة على هذا الكيان، معددهم في كل من: «مصطفى خذر، ورضا الباروني، وقيادات أخرى لها عمق وامتداد تاريخي بالحركة».
النهضة تنفي على طول الخط
ردًّا على ذلك قللت حركة «النهضة» الإخوانية من هذه الاتهامات، إلا أن الملف ظل معلقًا ويستدعيه كل من تضعه الظروف في مواجهة النهضة.
وحدث ذلك نهاية العام الماضي 2020، عندما تعهد الرئيس التونسي قيس سعيد، بالكشف عن المتورطين في قتل الناشطين السياسيين بلعيد والبراهمي، في إشارة إلى حركة النهضة التي تشهد العلاقات بينهما توترات متصاعدة حاليًّا.
للمزيد... غياب الغنوشي يساوي اختفاء «النهضة».. قراءة في المشهد السياسي لإخوان تونس





