ad a b
ad ad ad

مبادرات الصلح التركية.. دلالة الوساطة القطرية ومراوغات أنقرة وتأهب أردوغان

الثلاثاء 26/يناير/2021 - 08:02 م
المرجع
سارة رشاد
طباعة

 مع قرب وصول الرئيس الأمريكي الجديد جو بايدن إلى البيت الأبيض لتولي مقاليد الحكم في 20 يناير الجاري، تعالت الأصوات بمبادرات صلح متنوعة من شأنها تغيير وجه المنطقة حال ما وجددت طريقها للتنفيذ. 

 مبادرات الصلح التركية..
المصالحة الخليجية

 البداية كانت من المبادرة الخليجية التي نجح الطرف الكويتي في تقريب وجهات النظر للتوصل إلى اتفاق يفكك الجليد تدريجيًا بين دول المقاطعة الرباعية (السعودية، والإمارات، ومصر، والبحرين) وقطر.

السعودية وتركيا

 لحق ذلك مبادرة طرحها المبعوث الخاص لوزير الخارجية القطري لمكافحة الإرهاب والوساطة في تسوية المنازعات، مطلق القحطاني، تفيد باستعداد قطر للتوسط بين السعودية وتركيا لتهدئة الأجواء وعودة العلاقات.

وقال القحطاني، خلال مشاركته في ندوة بعنوان «سياسة وتجربة دولة قطر في الوساطة وحل النزاعات»، نظمها معهد الدوحة للدراسات العليا غير الحكومي، الإثنين: «قطر تمتلك مصادر دخل حيوية وإستراتيجية، وتقع في منطقة حيوية وجيوسياسية واقتصادية مهمة، وفي الوقت نفسه، تقع في منطقة ملتهبة وفي حالة من التوتر شبه دائمة، من بعض القوى الإقليمية، بالإضافة إلى أنها تقع بين دولتين جارتين توجد تحديات بينهما، السعودية وإيران، كل ذلك دفع قطر إلى تبني سياسة مستقلة محايدة تؤمن بالحوار والمساعي الحميدة والوساطة والمفاوضات والدبلوماسية الوقائية وتسوية المنازعات والأزمات بالطرق السلمية، فأصبح ذلك خيارًا إستراتيجيًّا لدولة قطر».
 مبادرات الصلح التركية..
وساطة قطرية

وردًا على سؤال بشأن استعداد قطر للوساطة وتهدئة التوترات بين تركيا والسعودية، صرح القحطاني: «هذا يرجع إلى مبدأ الموافقة كمبدأ أساسي في العلاقات الدولية».

وأضاف المسؤول القطري: «إذا رأت هاتان الدولتان (السعودية وتركيا) أن يكون لدولة قطر دور في هذه الوساطة، فمن الممكن القيام بذلك».

 وتزامن ذلك مع تعليق تركيا على المصالحة الخليجية، إذ رحبت تركيا بالخطوة معربة عن استعدادها للانخراط في سياق تعاوني مع دول المنطقة.

تجديد الخطاب السياسي

 وفيما يرى مراقبون أن هذا الترحيب يدخل في سياق خطاب سياسي جديد تتبناه تركيا مع جيرانها الشرقيين، فأنقرة اتخذت خطوات مماثلة على الجانب الغربي، حين أكد رئيسها، رجب طيب أردوغان ووزير خارجيتها خلال الأسبوع الجاري، أن مستقبل تركيا مع أوروبا، متمنين أن تمنح أوروبا تركيا فرصة للتعديل من سياساتها.

 وتابع أردوغان عن أمنيته في أن تتمكن الأطراف المعنية بأزمة مياه شرق المتوسط من تحويلها من ساحة للنزاع لساحة للتعايش والتعاون. ويأتي ذلك التصريح في الوقت الذي كانت تتهم فيه تركيا بأنها مسؤولة عن الانتهاكات التي شهدتها منطقة شرق المتوسط بتنقيبها في المياه الإقليمية لكل من قبرص واليونان.

وأمام هذه التصريحات اشترط مقرر البرلمان الأوروبي بشأن تركيا ناتشو سانشيز أمور، اتخاذ تركيا خطوات عملية لتأكيد حسن نواياها.

 وتقريبًا هو الشرط نفسه الذي طرحه مراقبون فيما يخص عودة العلاقات مع السعودية، إذ طالما كانت تركيا تعتاد على أسلوب الإزدواجية من قول شئ وفعل شيء آخر.

 ويرى مراقبون أن هذه المرة ستكون تركيا جادة في مبادراتها نظرًا للوضع المتأزم الذي تمر به منذ إعلان فوز بايدن بالرئاسة الأمريكية.

 ويقول الكاتب التركي، مراد يتكين، لصحيفة الزمان التركية، إن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان يعيش في حالة توتر وانتظار بعدما عجز حتى اللحظة عن التواصل مع نظيره الأمريكي جو بايدن.

وأوضح يتكين أن أردوغان يحاول تأسيس قناة اتصال مع الرئيس الأمريكي الجديد الديمقراطي جو بايدن، الذي سيتسلم مهامه في الـ20 من يناير 2021، ولكنه لم يفلح في لك حتى الآن.

وأشار يتكين إلى أن واشنطن طبقت أكبر عقوبة على تركيا من خلال استبعادها من برنامج مقاتلة إف35، كما أنها أيضًا أعلنت عقوبات جديدة تستهدف وزارة الصناعة الدفاعية التركية.

تأهب أردوغان

وتابع الكاتب التركي: «أردوغان في حالة تأهب متوترة، لأن العلاقات التي كان يحاول إقامتها مع جو بايدن والديمقراطيين منذ ما يقرب من عامين لم تؤتِ ثمارها حتى الآن. إلا أنه لم يفقد الأمل بعد».

بدورهما تناول الباحثان في «صندوق مارشال الألماني للولايات المتحدة» قدري تاشتان، وإيلكه تويغور مسألة قوة أوروبا في ردع تركيا خلال فترة بايدن، قائلين: «يدرك الأوروبيون أنه حتى مع فوز بايدن، أنهم لن يعودوا إلى السنوات الذهبية التي جمعت بروكسل بواشنطن. ورغم ذلك، سيتمكن الاتحاد الأوروبي من التعاون مع الرئيس الجديد أكثر مما استطاع أن يفعل مع ترامب».

 وتطرقا إلى العقبات التي واجهت أوروبا خلال فترة الرئيس دونالد ترامب :«ستتذكر بروكسل الأعوام الأربعة الماضية، أعوام وِحدة في عالم متعدد الأقطاب ومتزايد الاضطراب، والفراغ الذي تركته واشنطن في الجوار المباشر لتركيا سمح للأخيرة باتباع سياسة خارجية متشددة ومتعسكرة هناك، وعززت تحركات تركيا في سوريا، وليبيا، وشرق المتوسط، وناغورنو قره باخ الشقاق مع الاتحاد الأوروبي».

وفي ضوء ذلك يُفهم الاضطرار التركي للمهادنة مع أوروبا التي تقول المؤشرات إن كفتها ستفوق الكفة التركية خلال فترة رئاسة بايدن.

"