ad a b
ad ad ad

«الصحراء الغربية قبل فلسطين»...قرار الملك يجبر إخوان المغرب على الانصياع لـ«الدولة الوطنية»

الجمعة 08/يناير/2021 - 05:43 م
المرجع
سارة رشاد
طباعة

 مازالت أصداء الاتفاق الذي أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، التوصل إليه بين المغرب والاحتلال الإسرائيلي، في النصف الثاني من ديسمبر الماضي، تلقي بظلالها، على الواقع السياسي المغربي، وتحديدًا حزب العدالة والتنمية (امتداد الإخوان في المغرب) والذي وجد نفسه مضطرًا للقبول بالاتفاق الذي وافق عليه الملك، بل والسير في إتمام إجراءاته باعتباره الحزب المسؤول عن الحكومة.


«الصحراء الغربية

انتقادات واسعة

 

وفيما تلقى الحزب انتقادات واسعة عقب موافقته على الاتفاق بسبب تنافي موقفه مع ما رفعه طويلًا من شعارات رافضة للتطبيع، عقد الحزب الأحد الماضي، اجتماعًا خاصًا للأمانة العامة ترأسه الأمين العام ورئيس الحكومة المغربية، سعد الدين العثماني، وضح فيه موقف الحزب، إذ نقلت صحف مغربية إن «العدالة والتنمية» خلص إلى التأكيد على أن الحزب يقف وراء قرارات الملك محمد السادس، وأن الصحراء الغربية تأتي قبل القضية الفلسطينية.


ونقل موقع «هسبريس» المغربي عن قيادي في «العدالة والتنمية»، قوله: «إن جميع أعضاء الأمانة العامة للحزب اتفقوا على شعار "القضية الوطنية أولًا والقضية الفلسطينية دائمًا"، وأنهم أكدوا على ضرورة التصدي لمواجهة المهرولين نحو التطبيع، ووضع آليات لذلك».


«الصحراء الغربية

الوطنية أم الإسلامية..  أيهما يأتي أولًا؟


وإلى جانب أن موقف إخوان المغرب يتنافى مع موقف جماعة الإخوان التي هاجمت اتفاقات التطبيع العربية الحديثة مع إسرائيل واعتبرته تهاونًا وتخليًا عن الأسس المتفق عليها، فموقف الحزب الذي تلخص في «القضية الوطنية أولًا والقضية الفلسطينية دائمًا» يعيد فتح ملف الدولة الوطنية وموقعها في فهم الإخوان.


 وبالرغم من أن المراجع والدراسات كافة ذهبت إلى أن جماعة الإخوان طالما رفضت مفهوم الدولة الوطنية ووضعت قبلها مفهوم الأمة والدولة الإسلامية، فتصريحات «العدالة والتنمية» تشير إلى أن الحزب يضع مصالح الدولة الوطنية قبل الأمة الإسلامية، وهو ما يتعارض مع فهم الإخوان.


ووفقًا لموقع «إخوان ويكي» فيوضح حسن البنّا أوجه الخلاف بين فهم الإخوان للوطنية والمفهوم العام لها، قائلًا: «وجه الخلاف بين الوطنية، كما يفهَمها "الإخوان" ودعاة الوطنية المجردة، فيأتي في مقدمة أوجه الخلاف أن أساس وطنية المسلمين هي العقيدة الإسلامية، والإسلام قد جعل الشعور الوطني بالعقيدة لا بالعصبية الجنسية، وقد حدد هدفه بالعمل للخير من أجل البشر، فالاعتبار عند الإخوان للعقيدة أولاً، بينما هي عند غيرهم ترتبط بالحدود الجغرافية».


وفي دراسة حديثة لمركز تريندز للبحوث والاستشارات، تناولت مفهوم الوطنية عند الإخوان، حذر المركز من تهديد الجماعة لمرتكزات الدولة الوطنية والانقلاب عليها، وأشارت الدراسة التي حملت عنوان «الدولة الإخوانية الموازية.. بناء من أجل الحكم»، إلى أن الجماعة منذ نشأتها على يد المؤسس حسن البنّا كانت لديها رؤية واضحة لبناء الدولة الموازية، ورغم توصيف حسن البنّا لجماعته عند تأسيسها بأنها حركة تسعى لإحداث التغيير الاجتماعي ولا شأن لها بالسياسة، فإنها بعد عقد من تأسيسها وتحديدًا في مايو 1938 أعلنت عن دخولها معترك العمل السياسي وتبنّي مواقف معادية للحكومة والنخب السياسية القائمة، بل إنها عملت على تكوين مجموعات داخل الجيش، والشرطة، والقضاء، بالإضافة إلى تأسيس النظام الخاص  في أواخر ثلاثينيات القرن الماضي وتحديدًا في مايو 1938.


وتضيف أن فكرة الحكم وإدارة الدولة ظلت تغري البنّا، إلا إنه عندما اختار الطريق لتمرير ذلك نصح بالتحكم في مناهج ونظم التعليم والتربية ووسائل الإعلام، والمؤسسات الخيرية، وصولًا إلى السيطرة على الدولة واختراق المؤسسات الرسمية.


وذهبت الدراسة إلى أن كراهية الدولة الوطنية تمثل أهم مرتكزات المشروع الإخواني، فقد تربى أعضاء جماعة الإخوان المسلمين على معاداة الدولة باعتبارها دولة جاهلية ولابد من تغييرها بالوسائل كلها، كما أن الدولة الوطنية لا تشكل لهم أي أهمية قياسًا بتحقيق حلم «أستاذية العالم»، لذلك فهم يسعون إلى ما يعتقدون أنه الشكل الشرعي الوحيد للمجتمع في الإسلام بوصفه خلافة عابرة للحدود.


ويشير ذلك إلى المأزق الذي يمر به إخوان المغرب للدرجة التي جعلتهم يخالفون موقف الجماعة وأحد أسس بنائها، وهو ما تحدثت عنه بدرية الراوي، في دراسة بعنوان «الدولة بين مُنَّظرِي الإخوان المسلمين».


 وتوضح الراوي: «أن أجنحة جماعة الإخوان اعتادت التلاعب بالمواقف، فتراها في محور إقليمي ودولي هنا ومحور معادٍ له في منطقة أخرى».


للمزيد.. انقسامات يقودها الحمائم.. مأزق إخوان المغرب قبل استحقاقات 2021


"