استهداف عناصر «برخان» يزيد المخاوف من تنامي العنف في الساحل الأفريقي
الخميس 07/يناير/2021 - 05:55 م

أحمد عادل
في ظل اعتزام فرنسا تقليص عدد قواتها الموجودة في غرب أفريقيا المعروفة باسم قوة «برخان»، والاستهدافات المتكررة لعناصرها، تتزايد المخاوف من تنامي نشاطات الجماعات الإرهابية في تلك المنطقة.
وتكبدت «برخان» المتمركزة في مالي لمواجهة الإرهاب في الساحل الأفريقي خسائر كبيرة منذ انتشارها في عام 2013، رغم تأكيد باريس على النجاحات التي حققتها في العام الماضي 2020.

وزيرة الجيوش الفرنسية فلورنس بارلي
نجاحات عسكرية
تلقّت قوّة «برخان» الفرنسية ضربة جديدة، السبت 2 يناير 2021، بمقتل جنديّ وجندية من عناصرها في مالي بهجوم بعبوة ناسفة، وذلك بعد مقتل ثلاثة اواخر العام المنصرم في ظروف مماثلة.
ودافعت وزيرة الجيوش الفرنسية «فلورنس بارلي»، عن وجود القوات الفرنسية في منطقة الساحل الأفريقي لمواجهة التهديد الإرهابي، معربة عن أملها في توفير حماية لجنودها بشكل أفضل.
وقالت مصرحة لصحيفة «لوباريزيان» الفرنسية، الإثنين 4 يناير 2021،: «حققنا نجاحات عسكرية مهمة خلال عام 2020، بعد مقتل العديد من كبار الزعماء داخل التنظيمات الإرهابية ومهاجمة سلاسل التوريد والمؤون الخاصة بهم».
وأضافت: «أن قوات برخان تعرضت للقصف مرة أخرى في اليوم التالي لزيارة رئيس الوزراء الفرنسي جون كاستكس للقوات ليلة رأس السنة».
وأعربت عن حزنها الشديد لفقدان العديد من الجنود في أيام قليلة، قائلة: «إنها مأساة لنا جميعًا، أن تفقد فرنسا 5 من أبنائها، بمقتل 3 جنود ثم اثنين أخرين بعد أيام قليلة».
وتابعت بارلي: «من الضروري أن نتذكر أننا منخرطون في منطقة الساحل بناءً على طلب الدول المعنية لأن الجماعات الإرهابية التابعة لتنظيمي "القاعدة" و"داعش" تبث الرعب والفوضى»، مشيرة أيضًا إلي أن «هذه الجماعات لديها جدول أعمال دولي يتعلق مباشرة بأمننا».
وأضافت الوزيرة الفرنسية: «إن الإرهابيين يتبنون إساليب خبيثة لحرب العصابات، لإدراكهم أنه لن تكون لديهم فرصة إذا واجهوا جنود برخان في قتال منظم»، ولفتت إلي «تحقيق نجاحات عسكرية مهمة في 2020، إلا أنه لا تزال الأوضاع الأمنية في منطقة الساحل صعبة».
وتابعت: «هناك نحو40 جنديًّا إستونيًّا هناك بالفعل. وسينضم إليهم في غضون أيام قليلة 150 جنديًّا سويديًّا ونحو ستين جنديًّا تشيكيًّا»، ومضت قائلة: «يجب أن تكون هذه القوة جاهزة للعمل بشكل كامل بحلول الصيف المقبل».
تنافر القوات المشتركة
تبدو القوات المشتركة لدول الساحل الخمس، التي تشكّلت في العام عام 2017، عاجزة أمام تصاعد قوة هذه الهجمات، في ظلّ تنافر هذه القوات ونقص تسليحها وسوء تشكيلها، فضلًا عن تأخر دفع مساعدات وعد بها المجتمع الدولي، إذ لم تتلق القوة المشتركة سوى 300 من أصل 400 مليون دولار تم التعهد بها العام الماضي.
ويضاعف هذا الوضع الأعباء بغض النظر عن تمكن فرنسا من السيطرة على عمليات الإرهابيين في شرق مالي في السنوات الأولى من دخولها المنطقة، حيث تبدو غير قادرة اليوم على منع النزاع من التمدد، رغم تكثيف الفرنسيين لعملياتهم المضادة، فإن النجاحات العسكرية ليست بالقدر الكافي.
وحتى سنوات قريبة كانت مكافحة الإرهابيين تقتصر على جماعات بعينها مثل «جماعة نصرة الإسلام والمسلمين» وهي التحالف الإرهابي الرئيسي في مالي و«تنظيم القاعدة في المغرب الإسلامي»، ولكن مع بروز جماعات موالية لتنظيم «داعش» الإرهابي يبدو أن الأمور تتجه نحو الأصعب.