خريف السلطان.. بيرات ألبيرق.. صهر أردوغان ومدمر اقتصاد تركيا «4-7»
الإثنين 16/نوفمبر/2020 - 03:56 م

محمود البتاكوشي
تسلم بيرات ألبيرق صهر الرئيس التركي رجب طيب أدروغان مهامه كوزير للخزانة والمالية في 9 يوليو عام 2018، حينها كان سعر الدولار 4.53 ليرة تركية، وبعد مرور ما يزيد عن عامين، قرر الاستقالة، وترك منصبه بعد أن وصل سعر الدولار إلى 8.57 ليرة، في انهيار غير مسبوق في تاريخ العملة الوطنية التركية، كما ارتفع التضخم بنسبة 33%، وذلك بسبب عدم خبرته، فكل مؤهلاته أنه زوج إسراء ابنة أردوغان.
ولد ألبيرق في 21 فبراير 1978 بإسطنبول، هو ابن رجل الأعمال المعروف صادق ألبيرق، لديه أخ وحيد يكبره سنًّا هو سرهاد ألبيرق، يرجع أصل العائلة إلى مدينة طرابزون شمال البلاد.
درس في ثانوية الفاتح الخاصة، وأكمل تعليمه الجامعي في كلية الاقتصاد (قسم اللغة الإنجليزية) في جامعة إسطنبول، وفي عام 2002 حصل على درجة الماجستير في الاقتصاد من جامعة (pace) في نيويورك، ثم حصل على درجة الدكتوراه من جامعة قدير حاس بعد تقديمه أطروحة بعنوان «توليد الطاقة الكهربائية عن طريق مصادر الطاقة البديلة».
تزوج بيرات من إسراء أردوغان ابنة الرئيس التركي عام 2004، وحينها كان أردوغان رئيسًا للوزراء، وحضر حفل الزفاف كشهود شخصيات بارزة في حزب العدالة والتنمية آنذاك عبد الله جول الذي كان وزيرًا للخارجية وقتها، ورئيس مجلس الأمة بولنت أرينتش.
دخل ألبيرق البرلمان من بوابة حزب العدالة والتنمية في انتخابات 7 يونيو 2015، عين كوزير للطاقة في حكومة أحمد داوود أوغلو، واستمر في منصبه خلال فترة حكومة رئيس الوزراء بن علي يلدرم، وفي عام 2018 مع تأسيس أول حكومة في ظل النظام الرئاسي، عين «أردوغان» صهره «ألبيرق» كوزير للخزانة والمالية، مع بداية تسلمه منصبه الجديد تلقى ألبيرق العديد من الانتقادات، منها تسلم سياسي لهذا المنصب الحساس، ما خلق وفق معارضيه، قلقًا متزايدًا على بيئة البلاد الاقتصادية، لا سيما أن العروض التي قدمها الوزير لممثلي الاقتصاد والاستثمار العالميين لم تكن مقنعة.
ردود فعل ألبيرق على تراجع سعر صرف الليرة أثارت عاصفة انتقادات، إذ جاءت البيانات الاقتصادية سلبية للغاية، وفي كل مرة يقول إن «ارتفاع سعر صرف الدولار ليس مهمًا بالنسبة لي وللمواطن العادي».
حاز آلبيراق على لقب الديكتاتور الصغير ورجل تركيا الثاني، بعد أن بات ظلا لأردوغان، سواء بالسير معه في تنقلاته المهمة أو الجلوس بجواره في الاجتماعات المصيرية، وظهرت أنيابه وهو يركل رئيس الوزراء التركي السابق أحمد داوود أوغلو، خارج دائرة السياسة، فلم يسمح له بالترشح أمام أردوغان، خاصة بعد أن تخطى أوغلو الخطوط الحمراء، وصعد بنجمه وازدادت شعبيته أثناء توليه رئاسة الحزب خلفًا لأردوغان.
لعب آلبيراق دورًا كبيرًا في مسرحية الانقلاب في يوليو 2016، والتي رسم سيناريوهاتها بعقل شيطاني، ليذبح الأصوات المعارضة، ويحكم السيطرة على المؤسسات التي قد تلعب دورًا في توعية الجماهير لإنهاء حكم أردوغان، ولم يمض وقت كبير حتى شنت الأجهزة الأمنية الموالية للرئيس حملات واسعة النطاق طالت رجال الجيش، وموظفي الدولة، والصحفيين والإعلاميين، ومارست كل أنواع القمع دون أن ينتقده أحد حتى في محيطه الأوروبي؛ حيث تم النظر للأمور حينها بأنها محاولة لحفظ الأمن داخل تركيا، كشفت الوثائق تورط آلبيراق بداعش في تهريب نفط تنظيم داعش الإرهابي إلى تركيا.
حاول آلبيراق علاج فشله الاقتصادي من خلال ابتزاز ألمانيا عبر قضية اللاجئين، كما أصبحت فضائحه مادة دسمة لوسائل الإعلام، فتناولت سقطاته، وسخرت من مؤهلاته الضعيفة، وأبرزت علاقاته المشبوهة مع إسرائيل، وتودده بتل أبيب من خلال جلوسه إلى وزير الطاقة الإسرائيلي يوفال شتاينيتز من أجل السماح له بإنجاز المفاوضات بين شركة بوتس التركية المملوكة للدولة، ومد خط أنابيب غاز من الحقول الإسرائيلية عبر تركيا، وبالتالي نقله إلى أوروبا.