يصدر عن مركز سيمو - باريس
ad a b
ad ad ad

بالدواعش.. أردوغان يضغط على أوروبا بالترحيل العشوائي

السبت 07/نوفمبر/2020 - 02:03 م
المرجع
نهلة عبدالمنعم
طباعة

لا يزال الهجوم الداعشي في فيينا يلقي بتبعاته على الساحة العالمية، وبالأخص فيما يتعلق بالخلاف (التركي –النمساوي) وذلك بعد ارتباط تدفع به الصحف التركية بين ترحيل سابق للمنفذ فيزولاي من أنقرة إلى بلاده كمتطرف فشلت السلطات النمساوية في التعامل معه واستمرار الضغوط السياسية لترحيل مزيد من الدواعش إلى بلدانهم الأوروبية.

بالدواعش.. أردوغان
بالدواعش. . أردوغان يضغط علي أوروبا

تسعى الحكومة التركية في اتساق موقف واضح مع الولايات المتحدة الأمريكية إلى ترحيل الدواعش القابعين بأنقرة إلى دولهم الأوروبية وسط تهديدات بإطلاق سراح غير منضبط إذا لم تستجب القارة العجوز، وبالفعل تمكنت الدول من استقدام بعض عناصرها عبر دفعات قليلة من تركيا التي لا تتورع في استخدام هذا الملف إلى جانب اللاجئين كأدوات ضغط سياسي لإرباك ساسة الاتحاد الأوروبي.

وبعد الهجوم الذي نفذه تنظيم داعش ضد 6 مواقع في العاصمة النمساوية فيينا ما أسفر عن مقتل 4 أشخاص وإصابة العشرات دفعت المنصة المقربة من الحكومة التركية (ديلي صباح) بأن منفذ الهجوم كتيم فيزولاي المكني بـأبو دجانة الألباني والبالغ من العمر 20 عامًا كان من ضمن المرحلين من تركيا إلى فيينا عقب فشله في الانضمام لصفوف داعش، متهمة الحكومة النمساوية وأوروبا بالفشل في التعامل مع ملف العائدين.

واستغلت المنصة الحادث الأخير للتأكيد على أن تركيا عازمة على ترحيل جميع الدواعش الموجودين على أرضها بغض النظر عما وقع في النمسا التي تتحمل الخطأ عن برنامجها النفسي والاجتماعي لمعالجة التطرف، والذي سبق وقال عنه وزير الداخلية كارل نيهامر بأن الداعشي المتطرف استطاع التحايل عليه للخروج مبكرًا من السجن ثم تنفيذ جريمته.

حملة تركية

يتضح من الحملة الإعلامية لتركيا أمران مهمان، أولهما: أن أنقرة تريد تبرئة ساحتها من اتهامات مبطنة حول العلاقة بين العائدين وتنفيذ الهجمات الإرهابية، بما يعني استمرار التواصل أو القدوم بأوامر خاصة لتنفيذ الهجمات في دولهم، وهو ما يتضح في الهجوم الشديد على سياسات أوروبا في التعامل مع الملف.

أما الأمر الثاني فيرتبط بتأكيد أنقرة على إعادة الدواعش مهما كان الأمر، ما يشير إلى عزم حقيقي لإرسال المتطرفين استوجب التأكيد لتفادي المماطلة الأوروبية بعد حادث فيينا المنفذ عبر أحد العائدين، أو ربما تكون تركيا عازمة على استغلال الموقف لتمرير هدف سياسي أو اقتصادي ما تبتز به أوروبا.
بالدواعش.. أردوغان
 تركيا والنمسا

تتوازى الحادثة الأخيرة مع صراع السياسة بين أنقرة وفيينا حول عدة ملفات من أبرزها رعاية التطرف، فمن جهتها تتهم الحكومة النمساوية نظيرتها التركية باستخدام أجهزتها الاستخبارية لإدارة الشغب في النمسا، ففي يونيو 2020 صرح وزير الداخلية كارل نيهامر بأن سلطات البلاد لديها ما يثبت بالمستدات استخدام أنقرة لمجموعات من المتطرفين فكريًّا لإشعال حرب شوارع (تركية – كردية) في العاصمة.

فمن ضمن الاستراتيجيات الخارجية التركية هي استخدام العناصر التي تكفلها المؤسسات التابعة للدولة للتنكيل بالمعارضين الأكراد بالخارج، فضلًا عن توظيفهم في عمليات تجسس، وغيرها من الممارسات التي تخشاها النمسا وألمانيا على حد سواء، فالأخيرة باتت ترصد تصاعد ذات التوجه على أرضها عبر تغذية أيديولوجية ومالية تجيدها أنقرة.

خلاف عميق

ويعزز الخلاف بين الأطراف سعي تركيا لاستغلال المنظمات الثقافية والدينية التابعة لها في النمسا للحشد والتجنيد للمصالح الخاصة، إذ ذكر موقع نورديك مونيتور أن مؤسسة وندر بالنمسا تعمل لصالح حكومة رجب طيب أردوغان وأجهزة استخباراته.

"