صوب الهاوية.. «حراس الدين» بين اعتداءات «عبيد تركيا» وضربات التحالف الدولي
ينزلق ما يُعرف بتنظيم «حراس الدين»، وهو فصيل إرهابي مسلح في الشمال السوري، صوب الهاوية بعد خسارته العديد من قياداته وعناصره إما بالقتل أو بالاعتقال من قبل ما تعرف بـ«هيئة تحرير الشام» وهي فصيل مسلح يعمل في الشمال أيضًا، وأيضًا من قبل استهداف طائرات التحالف الدولي له.
ووفق وكالة «سانا» السورية الوطنية والمرصد السوري لحقوق الإنسان، شنت «تحرير الشام»، منذ يونيو الماضي، عمليات ملاحقة قادة في «حراس الدين»، واعتقلت منهم، عضو مجلس شورى التنظيم المدعو أبو حمزة الدرعاوي، وكل من أبي عبد الرحمن، وخالد الجوفي، وسهل الجزراوي، وأبي عبد الدرعاوى، وأبي أحمد الدرعاوي، وأبي يحيى الجزائري، وفضل الله الليبي، وأبي عمر منهج، وذلك خلال حملات أمنية للهيئة في محافظة «إدلب» السورية.
كما قُتل القيادي في «حراس الدين»، أبو زيد الأردني في اشتباكات بين «تحرير الشام»، وبين ما عُرفت بغرفة عمليات «فاثبتوا» التي تضم حراس الدين، وفصائل مسلحة أخرى.
تمويلات تركية
يؤكد المرصد السوري لحقوق الإنسان، أن السبب الرئيسي وراء الخلافات بين التنظيمي، هو اختلاف «حراس الدين» مع تركيا، بسبب تقليل أنقرة من الدعم المالي المدفوع لحراس الدين.
وأشار إلى أن «هيئة تحرير الشام» بمثابة عبيد لأنقرة، أما «حراس الدين» فكانوا يخدمون تركيا، ولكن بحدود، وكانوا دائمًا يدخلون في خلاف مع أنقرة حول المال، لذلك نالت «تحرير الشام» القسط الأكبر من التمويلات.
وأوضح المرصد، أن خلاف الهيئة مع التنظيم، ما هو إلا تطبيق لأوامر الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، الموجهة للهيئة، لإنهاء جميع الأطراف التي تشكل خطرًا على الوجود التركي، والتي تعارض الاتفاقات الثنائية ما بين روسيا وتركيا، خاصة أن حراس الدين من أكبر المعارضين للاتفاقيات بين تركيا وروسيا.
استهداف أمريكي
وفي القوات الذي تفتك الاشتباكات بالطرفين «حراس الدين» و«تحرير الشام»، قُتل ما يقرب من خمسة قياديين في «حراس الدين» بثلاثة استهدافات عبر طائرات مسيرة (درون)، منذ يونيو الماضي.
ومن أبرز المستهدفين، نائب قائد التنظيم العام، خالد العاروري الملقب بـ«أبي القسام الأردني»، الذي قتل متأثرًا بجروح أُصيب بها، نتيجة استهداف درون سيارته غربي إدلب، وقُتل قيادي كان برفقته يُدعى بلال الصنعاني، كما قُتل القيادي أبو عدنان الحمصي؛ إثر استهدافه بغارة من طيران التحالف الدولي على طريق بنش بريف إدلب الشرقي، وكذلك القيادي أبو محمد السوداني، الذي لقي مصرعه متأثرًا بجروح أصيب بها خلال غارة للطيران الأمريكي، استهدفت سيارة تقله مع القاضي الشرعي في التنظيم «أبي ذر المصري».
لن يبقى
من جانبه، قال الناشط السوري، ريان معروف: إن ملاحقات «تحرير الشام» لـ«حراس الدين» سوف تستمر خدمة لتركيا، حتى لا يصبح هناك أي وجود للتنظيم.
وأكد «ريان» في تصريح لـ«المرجع»، أن تركيا تريد التخلص من «حراس الدين» ولكن عن طريق «تحرير الشام»، أما الرئيس الأمريكي دونالد ترامب فيجد في ضربات التحالف الدولي للإرهاب في الشمال السوري وسيلة لتحقيق النجاح في سباق الانتخابات الرئاسية بالقضاء على الإرهاب، موضحًا أن «حراس الدين» قارب على الاندثار بعد أن تحول إلى مجموعة من العناصر المتوارية التي تخشى الاستهداف جوًّا والاعتقالات أرضًا.
للمزيد.. «حراس الدين» يعترف بمقتل اثنين من أبرز قيادات «القاعدة» بالمغرب العربي





