يصدر عن مركز سيمو - باريس
ad a b
ad ad ad

بطباعة قطرية.. كاتب عراقي يغسل سمعة الإسلامويين في فرنسا

السبت 31/أكتوبر/2020 - 02:04 م
المرجع
نهلة عبدالمنعم
طباعة

في خضم الحديث عن الفروق التعريفية بين مصطلحي «الإسلاموية» و«الإسلامية» كمرادفين مختلفين حول علاقات الدين، والتي تثير أزمة كبيرة حاليًا في المجتمع الفرنسي وصلت إلى معركة فكرية بين الرئيس إيمانويل ماكرون وقيادات الإسلام بالداخل والخارج فضلًا عن انتقالها للطبقات المجتمعية بالشرق الأوسط والعالم الإسلامي، يناقش الباحث العراقي بمدرسة الدراسات العليا في العلوم الاجتماعية بباريس، «وليد كاصد الزيدي» في كتابه (الإسلاموية المتطرفة في أوروبا.. دراسة حالة الجهاديين الفرنسيين في الشرق الأوسط) الرؤى المختلفة للفرنسيين حول المصطلحين.


كاتب عراقي وكتاب قطري


ويقدم الكتاب الصادر في 2016 عن مركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات - وهو المركز القطري الذي يديره عزمي بشاره المسؤول عن غالبية المراكز البحثية السياسية في الإمارة الخليجية الممولة لجماعة الإخوان- تعريفات مختلفة حول الإسلاموية والخلط بينها وبين الإسلام من حيث الرؤى الفرنسية، أي نقلًا عن الباحثين الفرنسيين في هذا المجال، بالإضافة إلى رؤية نظرية حول الأوضاع الإسلاموية بالبلاد وأبعاد انتشارها وطبيعة الحالة التجنيدية لها من حيث العوامل المحركة لانضمام بعض الفرنسيين للحركات المتطرفة، وأسباب تصاعد الهجمات ضد باريس.


الخلط التعريفي وتماهي الإخوان


قدم الكاتب تعريف القاموس الفرنسي لاروس لمصطلح الإسلاموية بأنه (حركة سياسية دينية تسعى لأسلمة جميع مناحي الحياة أو توحيد تيارات الإسلام تحت نموذج واحد متشدد) فيما أضاف الكاتب أن بعض الكتاب الفرنسيين وجدوا أن الفصل بين الإسلامية والإسلاموية ليس ذا صفة فالاثنان واحد ما تسبب في وجهة نظره في تخبط الإعلاميين والسياسيين حاليًا في الفصل بين المصطلحين.


ويدفع الباحث في ثنايا كتابه، التي تبحث في متغير التعريفات، بأن نهاية القرن التاسع عشر أو بالتوازي مع ضعف الدولة العثمانية وترهل خلافتها، بدأ العالم الإسلامي في إصدار حركات تعبر عن الربط بين الماضي والحاضر، وتحاول الحفاظ على الهوية في وجه الحداثة، وذلك في إشارة ضمنية حول جماعة الإخوان ودورها في بلورة الإسلاموية التي يراها الكثيرون اعتمادًا على الدين القيم وشعبيته من أجل الوصول إلى السلطة.


ويعني ذلك؛ أن الكاتب قصد بشكل أو بآخر تصدير جماعة الإخوان أو ما نُشئ في ذلك الوقت من تيارات على أنها مرجعية فكرية، تحاول معالجة سقوط الخلافة دون إسقاط سياسي أو فكري على حال التيار، وما وصل إليه من استثمار ديني لأبعاد سياسية واضحة.


الإسلام والإسلاموية في فرنسا.. إشكاليات الكتاب


تحدث الكاتب عن هجرات من المسلمين؛ أغلبهم من المغاربة والشرق الأوسط ارتحلت نحو فرنسا منذ ذروة الحرب العالمية الأولى، ومن ثم بدأت في التعاظم عددًا وانتشارًا، وحول تحول البعض إلى التطرف من حيث الجيلين الثاني والثالث أشار االكاتب إلى الانعزالية وأزمة الهوية، فمن وجهة نظره تفرض فرنسا نموذج الثقافة الواحدة التي ترى في التعددية خطرًا على أمنها القومي، بعكس بريطانيا التي تقوم على التعددية الثقافية باعتبارها إثراء فكريًّا للمجتمع.


وبرأيه هذا ما يثير مخاوف باريس ويصعد من الحديث عن التطرف هناك، إذ لم تعد الجالية الإسلامية مجرد فئة في المجتمع، ولكنها أخذت في الانتشار المخيف، بالتوازي مع التغطية الإعلامية لطالبان أفغانستان وبشاعة المشهد الداعشي في سوريا والعراق.


ويتضح من هذه الرؤية بعض الإشكاليات المختلفة؛ فأولًا التعددية التي يدفع الكاتب بوجودها في بريطانيا عكس فرنسا التي تأثرت بالتطرف تبدو غير منطقية من حيث التأثير، فلندن أيضًا عرفت التطرف الإسلاموي، وتصدرت نسب الهجمات والضحايا أوروبيًّا فضلًا عن إغفال الكاتب للدور السياسي أي أنه حصر الاندفاع نحو الإرهاب بأزمة الهوية في المجتمعات الأوروبية، متغافلًا السياسة المحركة للجماعات الإسلاموية بما فيها استقطاب الشباب.


ولم يستطع الكاتب إنكار دور تركيا، كجسر مهم، أدى في النهاية إلى نقل المتطرفين من فرنسا إلى سوريا والعراق للانضمام لـ«داعش»، بما يشكله ذلك من تدريبات عقائدية وقتالية قد تضر باريس بشدة إذا ما عاد هؤلاء مجددًا إليها، أي أن أنقرة من وجهة نظر الكاتب لعبت دورًا مهمًا في بلورة الإرهاب في القارة الأوروبية لا سيما فرنسا.


المزيد.. ذئاب الإرهاب ترتع في أوروبا.. وفرنسا وألمانيا تحذران من الفوضى

"