«دار البِر» الإماراتية.. طوق نجاه لمنكوبي السودان
بين عشية وضحاها، شردت آلاف الأسر السودانية بفعل ارتفاع منسوب مياه نهر النيل في البلاد؛ ما أدى إلى غرق المنازل، وأصبحت العائلات بلا مأوى.
وكانت تلك المشاهد المأساوية دافعًا لأن تطلق جمعية «دار البِر» الإماراتية حملة إغاثة تتضمن توفير الاحتياجات للمنكوبين من خيام إعاشة وأغطية وملابس، إضافة إلى المواد الغذائية والأدوية، والمواد الطبية المنشودة لمواجهة الأمراض التي قد تصاحب الفيضانات، مثل الملاريا للحيلولة دون تفاقم الأوضاع.
ودشنت جمعية «دار البِر»، حملة لإرسال فرق طبية ميدانية من الإمارات، عبر التقنيات الحديثة، بحيث تقدم الفرق الميدانية الدعم الطبي «عن بعد» وتجهيز مستشفى طبي ميداني، وعيادات متنقلة تقدم جميع الخدمات الطبية الأولية، والتنسيق مع فرق إماراتية طبية بالتعاون مع المؤسسات الصحية والإنسانية في السودان، إضافة إلى توزيع الأدوية والمستلزمات الطبية على المتضررين في مختلف مناطق الأكثر تضررًا من الفيضانات، مع الحرص والالتزام الكامل بتطبيق كل الإجراءات الاحترازية والوقائية الصحية والاستباقية لمنع انتشار فيروس كورونا.
إنقاذ «أم رهو»
وأسلت «دار البِر» المساعدات اللازمة بعد أن تضررت الكثير من الأسر، وأغرقت الأراضي الزراعية، ونفقت الثروة الحيوانية، وهما مصدر رزق وقوت الكثير من السكان، ودمرت قرية «أم رهو» بمنطقة سيدون في نهر عطبرة بأكملها؛ حيث هدمت المساكن والمؤسسات والمرافق العامة والخدمية، وشردت جميع الأسر والأهالي من قاطنيها.
وأعلن المدير التنفيذي للجمعية، محمد سهيل المهيري، أن «دار البر» تستهدف إغاثة 5 آلاف أسرة من السودان، بتكلفة تصل إلى 2.4 مليون درهم، مشددًا على أن ما تقوم به الجمعية يأتي ترجمة للسياسة الإماراتية تجاه الأشقاء في السودان.
وقبل عامين أرسلت «دار البر» الخيرية وفدًا إلى السودان للتأكيد على دعمها لعدد من الأنشطة الخيرية، خاصة في مجال التعليم والإغاثة، والتقى الوفد الإماراتي نائب رئيس الجمهورية السودانية، وأكد الأخير تذليل كافة العقبات التي تواجه عمل الجمعية وشركائها في السودان، داعيًا لتركيز نشاط «دار البر» في المناطق التي شهدت عودة طوعية واستقرارًا.
رافد من روافد العمل الخيري
تعد جمعية «دار البر» الإماراتية، رافدًا أساسيًّا وقويًا من روافد العمل الخيري الإماراتي في الخارج، لما تقوم به من مشروعات متنوعة في كل البلدان الشقيقة حول العالم، وتصل المناطق الأكثر احتياجا لإمداد كل الفئات المستحقة بالمساعدات، ونشر رسالتها الخيرية في مختلف البقاع الفقيرة والنائية.
ويقول محمد أمين عبد الله الكارب، سفير السودان لدى الإمارات: منذ بداية الفيضانات والسيول الحالية التي تشهدها السودان، أرسلت الإمارات 3 طائرات مساعدات، تحمل أطنانًا من الإمدادات الطبية والمساعدات للمتضررين، ودعمت جهود العاملين، مشيرًا في الوقت نفسه إلى أن السودان، حكومة وشعبًا، يقدرون حرص الإمارات على الوقوف مع السودان، بما يرسخ متانة وعمق العلاقات الأخوية بين البلدين الشقيقين.





