القرصنة الإلكترونية.. عبث الملالي لإزاحة «ترامب» من البيت الأبيض
عبثًا نظام الملالي بدأ يشن حربه الالكترونية ضد الرئيس الأمريكي «دونالد ترامب»، من أجل إزاحته من كرسي البيت الأبيض؛ خاصة مع اقتراب الانتخابات الرئاسية الأمريكية في نوفمبر المقبل، وينافس فيها «ترامب» المرشح الديمقراطي «جو بايدن»، وتقود طهران حربها عبر قراصنة تابعين لإيران بتنفيذ هجمات الكترونية لحسابات أشخاص ومنظمات مشاركة في الانتخابات الأمريكية المقبلة.
مايكروسوفت تكشف وإيران تنفي
وهذا ما كشفت عنه شركة «مايكروسوفت» الأمريكية العملاقة المتخصصة في مجال الكمبيوتر، إذ أعلن نائب رئيس الشركة لأمن العملاء «توم بيرت» في 10 سبتمبر 2020، أن خبراء الأمن السيبراني العاملين بالشركة اكتشفوا في الفترة من (18 أغسطس إلى مطلع سبتمبر 2020) هجمات إلكترونية عديدة تم تنفيذها من قبل قراصنة يعملون لصالح كل من إيران وروسيا والصين، لاستهداف الأشخاص والمنظمات المشاركة في حملتي المرشحين الديمقراطي والجمهوري، مبينًا أن من بين المستهدفين مستشارين لأحزاب أمريكية كبرى ومراكز فكر، وفقًا لوكالة «رويترز» للأنباء البريطانية.
وعلى الفور، نفت إيران ما أعلنته «مايكروسوفت»، إذ وصف المتحدث
باسم الخارجية الإيرانية "عباس خطيب زاده" إعلان الشركة الأمريكية بأنه
مجرد «ادعاءات سخفية» ليس لها أساس من الصحة، مشددًا على أن بلاده لا يهمها
من يترأس البيت الأبيض بل تريد فقط أن تلتزم الولايات المتحدة بالإطار والقواعد
والقوانين الدولية، وأن تكف عن التدخل في شؤون البلدان الأخرى، وتفي بالتزاماتها
الدولية، وفقًا لوكالة الأنباء الإيرانية الرسمية «إرنا».
اختراق الملالي
ولم يكتف المتحدث الإيراني بذلك، بل ما آثار الشكوك حوله، قوله؛ بأن أمريكا سبق وأن تدخلت منذ عقود طويلة في انتخابات دول أخرى، بما في ذلك إيران، وأطاحت بحكومة «محمد مصدق» المنتخبة بالبلاد عام 1953، هذا الأمر اعتبره البعض أنه محاولة من إيران للقول بأنه مثلما اخترقت أمريكا انتخابات سابقة لإيران، فلا مانع بأن تقوم طهران هي الأخرى بارتكاب نفس الواقعة.
خاصة أن هذه ليست المرة الأولي التي تتهم فيه الولايات المتحدة، النظام الإيراني بالقرصنة لاختراق الانتخابات الأمريكية، حيث سبق وأن أعلنت "مايكروسوفت" التي تمتلك رؤية واسعة للبنية التحتية التي يستخدمها المتسللون لشن الهجمات الإلكترونية، في أكتوبر 2019، قيام مجموعة من قراصنة مرتبطين بالحكومة الإيرانية أطلق عليهم اسم "الفوسفور" حاولت التغلغل لاختراق حسابات بريد إلكتروني لمسؤولين أمريكيين سابقين وحاليين وصحفيين كانوا على صلة بالحملة الرئاسية الأمريكية، وفقًا لوكالة أنباء بلومبرج الأمريكية.
وفي إطار ذلك، تثار التساؤلات، هل ما كشفت عنه مايكروسوفت مجرد ادعاءات أمريكية، كما تقول إيران، أم أنها حقائق بالفعل؟، وإذ قامت إيران بأعمال القرصنة هذه فما مساعيها من اختراق حسابات لأشخاص مشاركين في الانتخابات الأمريكية؟، خاصة أن «ترامب» وإيران تربطهما علاقة سيئة بسبب العقوبات الأمريكية التي فرضها «ترامب» على إيران وأدت لانهيار الاقتصاد الإيراني والعملة الإيرانية.
دوافع إيرانية
ولذلك، أشار «أسامة الهتيمي» الكاتب الصحفي المتخصص في الشأن الإيراني، أنه ليس خافيًا أن إيران وبعدما تعرضت للعديد من الهجمات الإلكترونية من قبل واشنطن، خاصة تلك التي شنتها أمريكيا على بعض المواقع النووية الإيرانية وبعض المنشآت الحيوية من خلال ما عرف بفيروس "استاكس نت" عام 2010؛ قررت أن تطلق جيشًا إلكترونيًّا عام 2011 يتكون من متطوعين يصل عددهم إلى عشرات الآلاف، فضلًا عن مجموعة من متخصصين وخبراء، أغلبهم من المجهولين في مجال عمليات الاختراق والتغلغل الإلكتروني، نجحوا في القيام بالعديد من العمليات الهجومية والاختراقية لأمريكا خلال السنوات الماضية، الأمر الذي دفع الأمريكيين إلى النظر لإيران باعتبارها أحد اللاعبين الجدد في العالم الإلكتروني.
ولفت «الهتيمي» في تصريح لـ«المرجع»، إلى أن في إطار هذا، ليس من المستبعد صحة الاتهامات الموجهة لإيران من قبل شركة مايكروسوفت الأمريكية بشأن عمليات الاختراق والتجسس على سياسيين وصحفيين للتأثير على الانتخابات الأمريكية، وهي اتهامات ليست الأولى من نوعها؛ حيث سبق أن وجهت الشركة اتهامها لإيران أيضًا العام الماضي بل إنها حصلت في مارس 2019 على حكم قضائي بالرقابة على 99 موقعًا استخدمتها ما عرف بجماعة "فوسفورس" التابعة لمخترقين إيرانيين، وذلك بسبب شنها لهجمات؛ حيث كانت تتابع أنشطتها منذ 2013.
وأضاف أنه بات واضحًا أن إيران تسعى، وبكل طاقتها، من أجل إزاحة الرئيس الأمريكي «ترامب» الذي انسحب من الاتفاق النووي مايو 2018، على أمل أن يخلفه رئيس من الحزب الديمقراطي يكون أكثر مرونة في التعامل مع إيران، أو على الأقل يجمد الخطوات التي اتخذها «ترامب» في إطار ما يسمى بسياسة الضغوط القصوى على إيران.
وأوضح الكاتب الصحفي أنه من الطبيعي، أن تقابل مثل هذه الاتهامات بالرفض والاستنكار من قبل طهران تفاديًا لتصعيد أمريكي إلكتروني، إذ تبقى الولايات المتحدة هي الأكبر عالميًّا من ناحية القدرة على الاختراق الإلكتروني والحرب السيبرانية.
للمزيد: هجمات «واشنطن» الإلكترونية على «طهران».. بين السلاح الافتراضي وتغير الاستراتيجيات





