«المتوسط» ليس ملعبًا للحمقى.. سفن أردوغان تتحطم على صخرة أوروبا
لمواجهة حماقات الرئيس التركي رجب طيب أردوغان واستفزازات نظامه تجاه دول الجوار بشأن التنقيب عن الغاز في المتوسط دون النظر إلى اتفاقات تلك الدول، دعت كل من فرنسا وإيطاليا إلى نشر قوات عسكرية في المتوسط، للمشاركة في تدريبات مع اليونان وقبرص، واستعدادًا منهما لأي مغامرة تركية، حيث أكدت باريس وروما أن «المتوسط» ملكية مشتركة وليست ملعبًا لطموحات الحمقى.
للمزيد: للحيلولة دون الصدام العسكري.. وساطة ألمانية بين اليونان وتركيا
بسبب التنقيب عن الغاز
تكتل أوروبي في المتوسط
وعلى خلفية العلاقات المتوترة في شرق المتوسط بسبب التعنت التركي لمواصلة وجود سفينة التنقيب «أورتش رئيس» وإمداد عملها في مياه المتوسط، باتت فرضية المواجهات التركية-الأوروبية أبرز الاحتمالات الصعبة مع مواصلة تركيا استفزازاتها، حيث تم تشكيل تكتل أوروبي مكون من فرنسا وإيطاليا واليونان وقبرص، كما أعلنت وزارة الدفاع اليونانية أن قبرص واليونان وفرنسا وإيطاليا اتفقت على نشر وجود مشترك في شرق المتوسط في إطار مبادرة التعاون الرباعية «إس كيو إيه دي»، وذلك ردًا على الاستفزازات التركية في المتوسط.
تدريبات ايفنوميا
وستكون أول مرحلة من التدريبات المشتركة التي أُطلق عليها اسم «إيفنوميا» تركيز الوسائل الجوية والبحرية، بالإضافة إلى قوات هذه الدول الأربع في جنوب شرق المتوسط، وأن هذه التدريبات تكشف الالتزام الجماعي والكامل للدول الأوروبية الأربع في تطبيق قانون البحار وقانون استخدام المجاري المائية الدولية؛ بحسب وزارة الدفاع اليونانية.
ونُشرت قوات فرنسية وإيطالية عسكرية في شرق المتوسط، للمشاركة في تدريبات مع اليونان وقبرص، حيث أعلنت فلورانس بارلي، وزيرة الجيوش الفرنسية نشر قوات لبلادها هناك، في وقت تتفاقم حدة التوتر بين أثينا وأنقرة، على خلفية عمليات التنقيب عن الغاز في المنطقة.
المتوسط ليس للحمقى
وأكدت «بارلي» أن المتوسط يجب ألا يكون ملعبًا لطموحات الحمقى «إنه ملكية مشتركة»، حيث إن احترام القانون الدولي يجب أن يكون القاعدة وليس الاستثناء، موضحةً أن فرنسا ستشارك في التدريبات المشتركة من خلال ثلاث طائرات من طراز «رافال» وفرقاطة ومروحية.
فيما دعا حلف شمال الأطلسي «الناتو» كلًا من تركيا واليونان، لتخفيف التوتر وحل الأزمة بين الدولتين على أساس القانون الدولي وروح التضامن بين الحلفاء، وأعرب ينس ستولتنبرج، أمين عام الحلف عن قلقه إزاء تطورات الأوضاع بمنطقة شرق المتوسط؛ قائلًا: « نحن بحاجة إلى خفض حدة التوتر وأن يجلس الطرفان على طاولة الحوار».
غاز لا قيمة له
في المقابل، خرجت المعارضة التركية لتصدم أردوغان في وجهه بتأكيدها تردي الأوضاع الاقتصادية التركية في الآونة الأخيرة، بسبب سياسات أردوغان، إذ أكد حزب الشعب الجمهوري أن انهيار الليرة المستمر أمام الدولار يؤكد أن أي مؤشرات لتحسن الاقتصاد تضيع هباء، حيث قالت النائبة بالحزب «جوكتشه جوكتشن» إنه منذ إعلان بشارة أردوغان اكتشاف الغاز ارتفع سعر الدولار من 7.19 إلى 7.39 أمام الليرة يعني خسارتنا ٨٦ مليار ليرة، لافتةً إلى أن أردوغان صرح بأن تركيا ستربح 65 مليار دولار جراء كشف الغاز الجديد إلا أننا فقدنا منها نحو 7.1 مليار دولار حتى الآن أي نحو 11% قبل حتى أن يتم استخراجه.
ليس هذا فحسب، بل شككت صحف تركية فيما ذكره أردوغان، ومصداقية الاكتشاف الضخم للغاز، مشيرة إلى تاريخ طويل من الخداع مارسه نظام «العدالة والتنمية» في هذا الملف؛ إذ كشفت صحفية «دنيز زيرك» التركية أن أردوغان أعلن اكتشافات نفطية وهمية 30 مرة على الأقل منذ عام 2003، ولم يكن الغرض سوى تداول هذه الأنباء والترويج لها كإنجازات قبيل الاستحقاقات الانتخابية المختلفة.
فيما ذكرت جريدة «جمهوريت» التركية أن الانتخابات الرئاسية الوشيكة هي هدف أردوغان من هذا الإعلان المضلل، وغير المقرون بدلائل واقعية.
للمزيد: أطماع «أردوغان» في المتوسط.. محاولات بسط الهيمنة وزعزعة الاستقرار





