اتفاق السلام.. حكمة إماراتية تدعم الاصطفاف العربي خلف المصالح الفلسطينية
الأربعاء 19/أغسطس/2020 - 10:53 م
مصطفى كامل
اتفاق تاريخي عقدته دولة الإمارات العربية المتحدة مع إسرائيل، سعيًا منها لاستعادة الشعب الفلسطيني حريته، وإنهاء احتلال أرضه، وتخفيف معاناته، أدى إلى تراجع إسرائيلي عن مخطط رفضه الفلسطينيون والعرب والغرب، بضم أراضٍ فلسطينية بالضفة الغربية، إضافة إلى كون الاتفاق يعد إحدى الركائز السياسية الخارجية لدولة الإمارات، فمنذ تأسيس دولة الإمارات العربية المتحدة، تقع القضية الفلسطينية في مركز اهتمام القيادة الإماراتية وشعبها.
والمتابع لتاريخ الأحداث بالأراضي الفلسطينية، يجد أن دولة الإمارات كانت الدولة العربية الأولى التي تهب لنجدة الفلسطينيين، والوقوف بجانبهم بصورة قوية وفعالة، ومحققة لنتائج على الأرض.
وجاءت الحكمة الإماراتية من خلال تنفيذ اتفاق السلام مع إسرائيل، في إحياء القضية الفلسطينية، وإعادتها لصدارة المشهدين الإقليمي والدولي، وكانت العنوان الأبرز والهدف الأسمى للاتفاق التاريخي الذي تم توقيعه لفتح العلاقات بين كل من أبوظبي وتل أبيب، فقد نجحت أبوظبي في تجميد عمليات الضم الإسرائيلية للأراضي الفلسطينية التي كانت ستقضي في حال تنفيذها على أي فرصة لاستئناف عملية السلام، وأسفرت الضغوط الإماراتية في استجابة إسرائيل لفتح الطريق أمام تسوية وضع الأقصى، فقد ألزم الاتفاق إسرائيل بفتح المسجد أمام المسلمين من بقاع الأرض كافة، وهو نصر تاريخي، ونجاح يُضاف إلى خانة النجاحات الإماراتية في دعم قضية فلسطين وشعبها، لاسيما أن العديد من القوى السياسية في الداخل الفلسطيني وأطراف إقليمية ودولية كثيرة اعتبرت الاتفاق دليلًا على نجاح الإمارات في إعادة اختراق القضية الفلسطينية، وعودتها إلى طاولة المفاوضات، بعد أن دخلت غياهب المجهول.
وأظهر التاريخ أن الدول العربية التي لها علاقات مع إسرائيل -وبالتحديد مصر والأردن- أكثر فاعلية في تعزيز المصالح الفلسطينية، ويعود ذلك جزئيًّا إلى إجراء محادثات مباشرة مع إسرائيل، التي لا تريد أن تفقد علاقاتها بهاتين الجارتين، وستكون الإمارات إضافة قيّمة وفعّالة لهذا التجمع، لاسيّما أنها توسع الحوار العربي الإسرائيلي إلى منطقة الخليج ذات الأهمية الاستراتيجية.
وقف الزحف الإسرائيلي
أفرز الاتفاق، موقفًا ترجمته الإمارات عبر دبلوماسية جريئة، قادتها بدعم أمريكي إلى وقف إسرائيل تنفيذ مخططها الرامي لضم أراضٍ فلسطينية بالضفة الغربية، في قرار أعاد للأرض المحتلة أنفاسها العربية، متناغمًا مع إجماع عربي ودولي، يعكس خطوة جبارة نحو تجسيد حلم الأمة.
خطوة فاعلة تخطوها دولة الإمارات، حاملة معها راية السلام لشعب فلسطين، الذي لم تخذله يوما، وظلت وفية لقضيته وتدعمه، استنادًا إلى سياسة واقعية تنشد حلولًا عملية بعيدًا عن الشعارات والخطابات الوفاء؛ والذي سيوقف خطة الضم الخطيرة التي وضعها رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، وفقًا لصحيفة «نيويوك تايمز» الأمريكية.
ووفق تقرير لقناة «إن بي سي نيوز» الأمريكية، فإن الإضافة الأكثر نجاحًا في هذا الاتفاق هي إزالة خطة الضم الخطيرة من جدول الأعمال، وعلى الرغم أن الدبلوماسية الفلسطينية بمساعدة مصر والأردن ودول عربية وأوروبية أخرى، تمكنت من خلق إجماع دولي ضد خطة الضم الكارثية، إلا أن التهديد ظل واضحًا، نظرًا لأن إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترمب ظلت منفتحة على الفكرة، واستمر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في اعتبارها ضرورية من الناحية السياسية، ووضع نفسه تحت الضغط لتنفيذ الاتفاق.





