«المعايرة» الإيرانية تفضح نفاق «نظام الدوحة»


تخبط قطري إيراني
حاولت الدوحة من جديد استمالة حليفها الفارسي، والتأكيد على وقوفها إلى جواره، خاصة بعد رفض طهران بيان الأمانة العامة لدول مجلس التعاون الخليجي، الذي يضم (الإمارات والسعودية والبحرين والكويت وسلطنة عمان وقطر)، والذي صدر في 9 أغسطس 2020، والذي طالب بتمديد حظر السلاح المفروض على إيران، وأكد أن تدخل إيران المستمر في شؤون دول الجوار يجعل أمر تمديد حظر التسلح ضروريا.
دفع الموقف القطري، وسائل الإعلام الإيرانية للتساؤل عن أسباب ذلك، إذ أشار موقع قناة «العالم»، إلى أن قطر بعد مقاطعة الدول الخليجية لها، لجأت إلى إيران التي ساعدتها ووقفت إلى جوارها، ورغم ذلك تعاطفت الدوحة مع بقية أعضاء مجلس التعاون، الأمر الذي يثير التساؤلات، كما اتهم موقع «مهاجران» الإخباري الإيراني، قطر بالتعاون سرًّا مع دول مجلس التعاون الخليجي والتخلي عن حليفتها طهران؛ لتمديد حظر السلاح على إيران.
وجاء الرد القطرى، إذ أشار «مطلق بن ماجد القحطاني»، المبعوث الخاص لوزير الخارجية القطري لمكافحة الإرهاب في تصريح لقناة «الجزيرة»، بأن الطلب الذي قدمه الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي «نايف فلاح مبارك الحجرف»، إلى مجلس الأمن لتمديد حظر التسلح على إيران، يمثل رأي الأمانة العامة فقط، مؤكدًا أن علاقات قطر مع إيران يحكمها حسن الجوار، مشددًا على أن الدوحة تؤكد أن العقوبات الحالية على إيران لن تسفر عن نتائج إيجابية، ولا تسهم في حل الأزمات، وحل الأزمات يجب أن يكون عبر الحوار.

الحليف الأمريكي أم الإيراني؟
يثير ما سبق، التساؤلات حول أسباب تغير النهج القطري تجاه إيران، وما مدى تأثير ذلك على العلاقات بين الحليفين، وللإجابة على هذه التساؤلات، أوضح «محمد العبادي» الباحث المختص في الشأن الإيراني، أن قطر لديها بالفعل تعاون معلن مع إيران في مختلف المجالات، لكن في ذات الوقت ترتبط بتعاون وتنسيق مع الولايات المتحدة الأمريكية فيما يخص مواقفها الإقليمية، ولذلك لا تستطيع الدوحة مخالفة أوامر البيت الأبيض، الراغب بشدة في تمديد حظر التسليح على إيران، والذي سينتهي في أكتوبر المقبل، ولذلك توافقت الدوحة مع دول مجلس التعاون الخليجي.
ولفت «العبادي» في تصريح خاص لـ«المرجع»، أنه رغم ما أثاره الإعلام الإيراني بخصوص خيانة قطر لحيفتها، فإنه تجدر الإشارة إلى أن إيران تسمح لحلفائها بمساحة من المناورة، وليس لدى طهران مانع من أن تخالفها قطر في موقف أو آخر، المهم أن تتفق الدوحة معها في نهاية الأمر، وهو ما فعلته الدوحة بالتوافق مع دول مجلس التعاون على هذا القرار.
وأضاف الباحث في الشأن الإيراني أن نظام ولاية الفقيه يتبع مبدأ الإخوان، القائم على قاعدة «نتعاون فيما اتفقنا عليه ويعذر بعضنا بعضا فيما اختلفنا فيه»، وهذا بالفعل النهج الذي تتعامل به إيران مع الحليف القطري.
للمزيد: لاسترضاء واشنطن.. العلاقات «القطرية ــ الإيرانية» تدخل نفقا مظلما