يصدر عن مركز سيمو - باريس
ad a b
ad ad ad

استمرار الإنكار والتعتيم على الفشل.. «كورونا» يحصد أرواح آلاف الإيرانيين

الخميس 06/أغسطس/2020 - 07:38 م
المرجع
إسلام محمد
طباعة

لا يزال النظام الإيراني يواصل مسلسل الإنكار والتعتيم على فشله في التعامل مع أزمة فيروس كورونا المستجد، إذ تسبب في وصول البلاد إلى مستويات قياسية من الوفيات والإصابات أكثر من أي دولة أخرى في المنطقة، وعلاوة على ذلك أخفت وسائل الإعلام الرسمية الأعداد الحقيقية لضحايا الفيروس.


استمرار الإنكار والتعتيم

وفي ظل سيطرة ميليشيات الحرس الثوري على إدارة ملف الأزمة، تم إخفاء وفاة عشرات الآلاف من المواطنين لأسباب سياسية داخلية وخارجية، فداخليًّا أرادت الحكومة الإبقاء على الأنشطة والفعاليات الدينية الشيعية في المراقد والحسينيات، وخارجيًّا كان الهدف من الإخفاء عدم قطع الروابط التجارية مع الصين، وعدم إظهار الضعف أمام الولايات المتحدة الأمريكية التي تفرض عقوبات على إيران، وأيضًا عدم قطع حرية التنقل بينها وبين كلٍ من العراق وسوريا، إذ كانت الميليشيات تنتقل عبر البلدان الثلاثة بحرية، ما ساهم في نشر الوباء.


ثلاثة أضعاف الأرقام الرسمية


وبلغ قتلى فيروس كورونا المستجد في ايران حتى 20 يوليو الماضي، ثلاثة أضعاف الرقم الرسمي المعلن من قبل وزارة الصحة، وهو 14 ألفًا فقط، أي أكثر من 42 ألفًا على أقل تقدير، أما الإصابات، فكانت نحو 451 ألف إصابة، أي ضعفين ما أعلنته السلطات أيضا، وهو ما توصل إليه تحقيق أجرته هيئة الإذاعة البريطانية، بناء على تسريبات حديثة، تكشف أن السلطات أبلغت عن أرقام أقل بكثير من الحقيقية، رغم وجود سجل لكل الوفيات لديها، ما يؤكد أنه تم التكتم عليها بشكل متعمد.


ومؤخرًا تحدث التلفزيون الرسمي في إيران، عن وقوع حالة وفاة كل 7 دقائق بسبب الوباء إذ أطلقت وسائل الإعلام تحذيرات بأهمية الحفاظ على قواعد التباعد الاجتماعي، كما عرض التلفزيون لقطات للمواطنين في شارع مزدحم دون وضع الكمامات أو مراعاة التباعد.


وكانت وسائل إعلام غربية، كشفت عن حفر السلطات الإيرانية مقابر جماعية؛ لدفن ضحايا الجائحة ليلًا؛ سعيًا للتغطية على الأعداد الحقيقية للمتوفين، في محاولة لإخفاء فشل السلطات في التعامل مع الأزمة.



وزير الصحة والعلاج
وزير الصحة والعلاج والتعليم الطبي الإيراني، سعيد نمكي

اعتقال المشككين


وتواصل الأجهزة الأمنية الإيرانية، ملاحقة من يشككون في الأرقام الرسمية التي تعلنها الدولة حول ضحايا المرض، وأعلن المتحدث باسم القوات المسلحة، أبوالفضل شكارجي، القبض على 3600 ممن اتهموا بأنهم من رؤوس مدبري ومروجي الشائعات.


ويتهم النظام الإيراني بالقتل الممنهج للمعارضين داخل سجونه، بالتزامن مع انتشار فيروس كورونا المستجد داخل البلاد، ففي  حين منحت الدولة إفراجًا مؤقتًا، لـ70 ألف سجين جنائي تجنبًا لانتشار الفيروس، لم تشمل تلك القوائم أى معتقلين سياسيين.


وبحسب وكالة أنباء "إرنا"، أعلن وزير الصحة والعلاج والتعليم الطبي الإيراني، سعيد نمكي، الثلاثاء 4 أغسطس الجارى أن الامتحانات العامة في البلاد ستجرى في موعدها المقرر في 21 أغسطس، مع الالتزام بالاحترازات الصحية، متجاهلًا المطالبات بتأجيلها في ظل انتشار الجائحة. 

"