مداهنة إيرانية لقرارات «أردوغان» العنترية
جاء الموقف الإيراني من قرار تركيا، تحويل معلم «آيا صوفيا» التاريخي إلى مسجد، داعمًا ومؤيدًا، إذ أكد المتحدث باسم وزارة الخارجية، عباس موسوي، أن بلاده سعدت بهذا.
ووفقًا لتصريحات أدلى بها لوكالة «الأناضول» التركية الرسمية، تابع المتحدث باسم الخارجية الإيرانية: «نحن أيضًا شعرنا بالسعادة من قرار فتح "آيا صوفيا" للعبادة الذي رحّب به شعب تركيا والمسلمون»، وتعليقًا على الانتقادات التي تعرضت لها أنقرة بسبب تلك الخطوة، قال: «هذا أمر يتم النظر فيه في سياق السيادة الوطنية للدولة التركية».
وكان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، أصدر في 10 يوليو الجاري، قرارًا رئاسيًّا بافتتاح «آيا صوفيا» كمسجد للصلاة عقب إلغاء القضاء التركي قرارًا صادرًا من مجلس الوزراء عام 1934، قضي آنذاك بتحويل «آيا صوفيا» إلى «متحف».
وكان «علي أرباش»، رئيس الشؤون الدينية في تركيا، أكد خلال زيارته «آيا صوفيا»، الأحد 12 يوليو، أن الصلوات الخمس ستقام يوميًّا في المسجد بشكل منتظم، اعتبارًا من الجمعة 24 يوليو.
وقالت رئاسة الشؤون الدينية في تركيا في بيان لها: «لا يوجد أي مانع من الناحية الدينية من افتتاح آيا صوفيا، أمام الزوار خارج أوقات الصلاة».
وجاء الدعم الإيراني للقرار التركي على خلفية التقارب الذي حدث بين الطرفين مؤخرًا، والذي أعقب زيارة وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف لأنقرة منتصف يونيو الماضي.
وأجرى الطرفان آنذاك مباحثات لمناقشة الترتيبات الإقليمية في المنطقة، والتي تتعارض فيها مصالح البلدين بشكل كبير، فالمشروع الإيراني التوسعي يريد ألا يصطدم على الأرض بالآخر التركي الاستعمارى، الذي يسعى لإحياء الخلافة العثمانية على الأراضي العربية.
ويسعى الطرفان لتنسيق خطواتهما باستمرار بعد التصادمات التي وقعت منذ بضعة أشهر في الشمال السوري ووصل فيها الأمر حد الاقتتال، لكن تم التركيز خلال التفاهمات الجديدة على التقارب في الملفات الإقليمية، وعلى إثر ذلك نفذ الطرفان عملية عسكرية مشتركة ضد الأكراد في شمال العراق، واتفقا على دعم ميليشيات حكومة الوفاق الليبية في طرابلس وعدم التصادم في سوريا والعراق.
واستأنفت إيران، مطلع شهر يوليو الجاري، تصدير الغاز الطبيعي إلى تركيا، بعد توقفه نحو ثلاثة أشهر، منذ 31 مارس الماضي.





