ad a b
ad ad ad

لمواجهة الضغط الدولي.. «أردوغان» يشق الصف الأوروبي من جهة إيطاليا

الأربعاء 24/يونيو/2020 - 04:14 م
المرجع
نهلة عبدالمنعم
طباعة

يجتهد الرئيس التركى، رجب طيب أردوغان، لتوظيف الانقسام الأوروبي، في مزيد من التوغل بليبيا، فبعد الزيارة التي أجراها وزيرالخارجية الإيطالي «لويجي دي مايو» إلى أنقرة في 20 يونيو 2020، تصاعد الحديث حول محاولات حثيثة من الحكومة التركية لمعاودة شق الصف الأوروبي لتشكيل حلف داعم لمصالحها في ليبيا، في مواجهة التكتل العربي الأوروبي الروسي الذي يعارض وجودها في المنطقة.


ادعت تركيا عبر وزير خارجيتها «مولود جاويش أوغلو» أنها ستواصل العمل مع الحكومة الإيطالية للتوصل إلى حل سياسي للأوضاع الليبية، ولكن في خضم كلمته لم ينس الوزير التركي توجيه اللوم إلى العملية البحرية «ايريني» التي أطلقها الإتحاد الأوروبي وتشترك فيها «روما» لمراقبة تحقق قرار وقف تدفق السلاح إلى ليبيا فمن وجهة نظره يعتبرها لا تحقق السلام.


تداعيات الزيارة


في ظل محاولات توحيد الجبهة الدولية وبالأخص الأوروبية لمواجهة الأطماع التركية في ليبيا التي تعتبر البعد الإقليمي البحري للقارة العجوز، تأتي الزيارة الإيطالية إلى أنقرة كمتغير يعاد توظيفه في اللعبة السياسية، فمع بداية الأزمة الليبية اختارت روما دعم حكومة الوفاق على حساب قائد الجيش الوطني خليفة حفتر بعكس الموقف الذي تبنته فرنسا.



ولكن شهدت المرحلة القريبة الماضية تعديلًا في الموقف الإيطالي ظهر بصورة أكبر في الاتفاقية البحرية التي وقعتها مع اليونان في يونيو 2020 لتنظيم الأعمال والمهام في الحدود البحرية المشتركة بينهما، ما من شأنه أن يقطع الطريق على «أردوغان» واحتمالية استغلاله المنطقة في تحقيق أطماعه في التنقيب عن الغاز بشرق المتوسط والذي تتعطش له الاحتياجات التركية.


وبهذه الزيارة أعادت إيطاليا إلى الواجهة احتمالية تحالف مع تركيا يعيد الانقسام مجددًا إلى الموقف الأوروبي، وهو الانقسام الذي تسبب في تراجع الدور الأوروبي في ليبيا، ولكن تبقى متغيرات الموقف متعلقة بما يحتاجه كل من الطرفين من هذه العلاقة.

لمواجهة الضغط الدولي..
هل يدفع ضعف التكاتف الأوروبي حيال «كورونا» إيطاليا لمعاونة أردوغان؟


اتجه بعض المحللين لربط الأزمة الإنسانية العنيفة التي مرت بها إيطاليا، خلال مواجهتها انتشار فيروس كورونا المستجد، بما يحدث على الساحة حاليًا من استقطاب «تركي ــ إيطالي» رغم مساعي سابقة للتباعد، فخلال انتشار الجائحة في إيطاليا وقتلها أعدادًا تتخطى دولة التفشي «الصين» تراجعت بعض الدول الأوروبية عن مد يد العون لروما تحت وطأة الاحتياج الشديد للأدوات الطبية.


فمن جهتها اتخذت ألمانيا قرارًا بوقف تصدير المستلزمات الطبية لتغطية احتياجاتها، أما كرواتيا فاستحوذت على شحنة كمامات كانت متجهة من الصين إلى إيطاليا، وخلال اجتماعات جرت في الاتحاد الأوروبي لبحث التعاون مع روما لتقليل خسائرها الاقتصادية من الجائحة رفضت ألمانيا وفرنسا الموافقة على اقتراحات إيطاليا بشأن تقاسم الديون فيما عرف إعلاميًّا بسندات كورونا.


وفي ذات الوقت تدخلت تركيا بمساعدات لإيطاليا، ولكن من الواضح أن أزمة «كورونا» قد تلقي بظلالها على تماسك الاتحاد الأوروبي ولكن ليس هي السبب الأوحد أو حتى المطروح بقوة لتخلي روما عن تحالفها الأوروبي لدعم «أردوغان» في ليبيا، وبالأخص أنها قد وقعت اتفاقًا مع اليونان قبل أيام من الزيارة لتركيا.


وبناء عليه تبرز الرغبة الإيطالية في موازنة العلاقات الخارجية في ظل أزمة الانقسامات الأوروبية بينها وبين فرنسا وألمانيا، إذ ربما أرادت الحفاظ على حليف آخر من خارج المنظومة ولديها ملفات مشتركة حساسة مع رفقائها غير المتوافقين، ولكن الأهم هو أن تركيا بهذا الاستقطاب تظهر مدى ضعفها ورغبتها في وجود أي حليف لمواجهة الضغط الدولي ضدها وضد تدخلها في ليبيا.


وفي تصريح صحفى لشبكة «سكاي نيوز عربية» قال الباحث السياسي إسماعيل كافاني، إن ما تسعى إليه تركيا من محاولات لضم إيطاليا إلى صفها خلال المعارك الجارية في ليبيا يظهر ضعفها ومدى الضغط الدولي المشكل ضدها.


المزيد.. بالقواعد العسكرية.. «أردوغان» يطمح فى استعمار ليبيا بمساعدة الإخوان

"