جدران هشة لحزب الديكتاتور.. «العدالة والتنمية» التركي يتصدع بانشقاقات كبيرة
ضمن موجة الأزمات التي يغرق فيها الرئيس التركي رجب طيب أردوغان خلال الفترة الحالية، ضربت حزبه الإخواني المسمى بـ«العدالة والتنمية» موجة انشقاقات وخلافات كبيرة؛ حيث أكد زعيم المعارضة التركية ورئيس حزب الشعب الجمهوري «كمال كليجدار أوغلو»، أن حزب العدالة الحاكم في تركيا يشهد مزيدًا من الانشقاقات الداخلية خلال الأيام القادمة، بسبب معارضة عدد كبير من الأعضاء للسياسات التي يتبعها أردوغان، خاصة ما يفعله في كل من سوريا وليبيا، إضافة إلى ذلك حالة الاقتصاد المتردية التي وصلت لها تركيا.
وأشار كليجدار في مقابلة مع تلفزيون« كرار»، نقلتها صحيفة زمان التركية، إلى أن التأييد الشعبي لحزب العدالة والتنمية تراجع إلى نحو 30 أو 35%، حسب قوله.
وتوقع أوغلو انشقاقات جماعية في حزب أردوغان، قائلا: إن هناك استياء كبيرًا لدى مجموعة كانت تدعم حزب العدالة والتنمية لغياب بديل، ولذلك أعتقد أن الحزب سيشهد موجات كبيرة من الانشقاقات، وأن السياسة في البلاد سيعاد تشكيلها.
وفي السياق ذاته، علق المتحدث عن ظاهرة الانشقاقات الأخيرة في حزب العدالة والتنمية، وتأسيس حزبي المستقبل والديمقراطية والتقدم قائلا: إن تأسيس أحزاب سياسية جديدة أمر نابع من أخطاء الحزب الحاكم في السياسة، فمن عملوا في السياسة لفترة طويلة داخل ذلك الحزب، ودافعوا عن الشفافية والمحاسبة أمام الشعب، ودافعوا عن ضرورة الاعتماد على الكفاءات في إدارة الدولة، من الطبيعي انشقاقهم وتأسيسهم لأحزاب جديدة.
وتابع: المشكلة الأساسية في تركيا هي مشكلة ديمقراطية، فلا يمكن إصلاح الاقتصاد قبل إصلاح الديمقراطية.
أبرز المنشقين
ومن أبرز هؤلاء المنشقين، رئيس الوزراء الأسبق، أحمد داود أوغلو، الذي شكل حزبًا جديدًا سماه « المستقبل»، الذي أبدى استعداده لإطلاق تحالف مع أحزاب المعارضة من أجل تقديم رؤية جديدة لتركيا يفتقدها الحزب الحاكم حاليا.
وانشق أيضا عن حزب أردوغان، وزير الاقتصاد الأسبق، علي باباجان، الذي أطلق قبل أشهر حزب «الديمقراطية والتقدم»، وتعهد باستعادة الديمقراطية في تركيا، التي رأى أنها تراجعت في ظل حكم أردوغان.
وفي السياق ذاته، أظهرت استطلاعات الرأي الأخيرة التي أقامتها بعض الصحف المعارضة، أبرزها زمان التركية، تراجعًا واضحًا في شعبية حزب العدالة والتنمية؛ ما جعل قياداته تخطط للدفع مع حلفائهم القوميين لاتخاذ إجراءات من شأنها أن تؤثر على قانون الانتخابات.
وهذا الأمر يمكن يتسبب في عمل انتخابات مبكرة.
فبحسب ما أعلنته المحكمة العليا في تركيا، فعدد أعضاء حزب العدالة والتنمية انخفض خلال العام الجاري والماضي، بمقدار 788 ألفا و131 عضوًا، وأصبح أعضاؤه 9 ملايين و931 ألفًا و103 أعضاء، بعد أن كانوا 10 ملايين و719 ألفًا و234 عضوًا.
وفي السياق ذاته، ذكرت العديد من وسائل الإعلام التركية المعارضة، خلال الآونة الأخيرة، أن هناك تسريبات من داخل الحزب تتحدث عن أن الرئيس رجب طيب أردوغان سيلجأ لاستخدام ورقة التعديلات الوزارية لوقف تراجع شعبية حزبه التي تأثرت كثيرًا بنتائج الانتخابات المحلية الأخيرة التي جرت 31 مارس 2019.
كما ذكرت صحف تركية أخرى، أن العدالة والتنمية يعتزم تعديل القوانين المتعلقة بالحد الأدنى لتمثيل الأحزاب في البرلمان والمقدر بـ10%، وتخفيضها، في دلالة واضحة على إدراك الحزب انخفاض شعبيته بشكل كبير.
سبب التراجع
ومن جانبه، قال الباحث وأستاذ العلاقات الدولية بكلية الاقتصاد والعلوم السياسية جامعة القاهرة محمد حسين لـ«المرجع»: إن من أهم الأسباب في حالة الانشقاق التي عصفت بحزب أردوغان العدالة والتنمية، هو تجبر أردوغان وأسلوب الديكتاتورية التي يتبعها مع أعضاء حزبه قبل شعبه؛ ما أثار غضب الكثير من الأعضاء، ولعل أبرز دليل على ذلك أردوغان خلال العامين الماضيين خسر أقرب معاونيه، وخسر ما يقرب من 850 ألف عضو من حزبه الحاكم.
وأكد حسين، أن أردوغان انخرط في أزمات دولية لعل أبرزها في سوريا وليبيا؛ بسبب أطماعه السلطوية، وتحقيق حلم الخلافة العثمانية البائدة، وهذا الأمر تسبب في خسارة الكثير من أموال تركيا، وموت العديد من شباب الجيش التركي، والدخول في أزمات دولية، فكل هذه الأمور جعلت أعضاءه ينشقون عنه.
وأضاف أستاذ العلاقات الدولية، أن الأزمات الاقتصادية التي أصبحت تركيا تعاني منها بشكل كبير مع ارتفاع معدلات البطالة وخفض التوظيف، كان سببًا مهمًّا ورئيسيًّا في حالة الانشقاق، ذلك بجانب تراجع شعبية الحزب.
للمزيد.. الطالب التركي.. مجند لأحلام أردوغان وخادم لسياسته الاستعمارية





