الأكراد جهرًا والنفط سرًا.. رغبات «أردوغان» الجامحة في بلاد الرافدين

تسعى تركيا إلى إقامة قواعد عسكرية جديدة في دول المنطقة العربية لتنفيذ مخططها المزعوم الهادف لإعادة إحياء الإمبراطورية العثمانية، وبدأت في اتباع هذا النهج منذ وصول حزب «العدالة والتنمية» برئاسة «رجب طيب أردوغان» إلى سدة الحكم، فأقامت قواعد في سوريا والعراق إضافة للصومال وقطر، والآن تسعي لإقامة قواعد جديدة في ليبيا.

ويتمثل الدور الأساسي لقواعد تركيا سواء في سوريا أو العراق في منع أكراد سوريا من تحقيق أي نوع من الاستقلال أو الحكم الذاتي، والتصدي لنشاط عناصر «حزب العمال الكردستاني» سواء في العراق أو في سوريا ونقل الحرب إلى هناك بدلًا من مواجهتهم داخل تركيا.
رفض عراقي
وفي سياق هذا، فإن إعلان وزارة الدفاع التركية في تغريدة على موقع «تويتر» في 17 يونيو 2020، نشر قوات خاصة في شمال العراق في إطار عملية برية ضد «حزب العمال الكردستاني» بسبب مزاعم أنقرة عن تزايد الهجمات في الآونة الأخيرة ضد مراكز الشرطة والقواعد العسكرية التركية الواقعة قرب الحدود العراقية، يدفع للحديث عن مهام القواعد العسكرية التركية في العراق وأهدافها.

وفي ظل الرفض العراقي لوجود هذه القواعد ومطالبة الحكومة فى بغداد تركيا مرارًا، بسحب قواتها، قدم نواب في برلمان كردستان العراق في أواخر عام 2019، طلبًا لإخراج القوات التركية من أراضي إقليم كردستان العراق.
ويعني ذلك أن العلاقة بين تركيا والعراق تشهد توترًا، إذ استدعت بغداد في 16 يونيو 2020 السفير التركي لديها للاحتجاج على الضربات التي شنها الطيران التركي على مواقع لـ«حزب العمال الكردستاني» على الأراضي العراقية وتحديدًا في المدن الواقعة في الشمال (قنديل وسنجار وهاكورك).
ووفقًا لما تم الإعلان عنه مؤخرًا حول قواعد أنقرة في العراق عام 2019، فهناك نحو 20 قاعدة عسكرية تركية موزعة على محافظتي (أربيل ودهوك) في شمال العراق، وأشارت بعض التقارير إلى أن أنقرة لديها عدد من المقرات الأمنية التي يتمركز فيها عناصر الاستخبارات التركية لكنها لم تكشف عنها.
للمزيد: بالدعم الاقتصادي.. تركيا تحاول شراء الولاء من «كردستان العراق»

مزاعم تركية
وسبب تعنت أنقرة فى سحب قواتها من بلاد الرافدين، هو أن العراق يمثل منطقة مهمة، حيث يمتلك رابع احتياطي للنفط عالميًا، فضلًا عن موقعه الجيوسياسي المهم في منطقة الخليج العربي، بالإضافة إلى أن العراق دولة مهمة لأمن الحدود الجنوبية لتركيا، ولذلك تواصل أنقرة عملها في إقامة قواعد جديدة رغم الرفض العراقي، وذلك تحت مزاعم ملاحقة «حزب العمال الكردستاني» الذي تصفه تركيا بالإرهابي.
وتسعى «أنقرة» من خلال بوابة بلاد الرافدين إلى الحصول على دور إقليمي في الشرق الأوسط، فضلًا عن رغبتها فى تحجيم النفوذ الإيراني في العراق وسوريا، من خلال مشاركتها المباشرة فى النزاع داخلهما.