ad a b
ad ad ad

«أيا صوفيا».. فخ سياسي ينصبه أردوغان لنفسه بتسييس الدين

الإثنين 22/يونيو/2020 - 09:51 ص
المرجع
سارة رشاد
طباعة

لا يجد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان غضاضة في الاتهامات الموجهة إليه باستخدام الدين كورقة في العملية السياسية، فعل ذلك عقب محاولة الانقلاب العسكري المشكوك بها، التي شهدتها أنقرة، في 2016، وكررها مرات ومرات.



«أيا صوفيا».. فخ

 جدال «أيا صوفيا»

 

أحدث هذه المحاولات تصريحاته المثيرة التي كشف فيها أردوغان عن توجيه أصدره للسلطات المعنية ببحث تحويل متحف أيا صوفيا إلى مسجد.


ورغم كونها ليست المرة الأولى التي يلوح فيها أردوغان بهذه الورقة، لكنها تسببت في جدال واسع بالمجتمع التركي والقارة الأوروبية، تحولت فيه كلمة "أيا صوفيا" لترند باللغة العربية والإنجليزية على تويتر.


ويفسر هذا الجدال القيمة التاريخية لأيا صوفيا، إذ يعتبر صرحًا معماريًّا باهرًا بُني عند مدخل مضيق الباسفور، في القرن السادس الميلادي. ومن وقتها تردد الناس على كنيسة «أيا صوفيا».

 

وعقب فتح القسطنطينية عمد محمد الفاتح لشراء الكنيسة وحولها إلى مسجد، لتتوقف الصلاة فيه ويتحول إلى متحف عقب انتهاء حكم الدولة العثمانية وإعلان تأسيس الدولة التركية.


 وبحكم هذه القصة تتعامل أوروبا مع «أيا صوفيا» على أنه رمز ديني فقدوه، إذ يُعد أحد أقدم الآثار البيزنطية في العالم.


ويدرك الرئيس التركي دلالة هذا المكان لدى المسلمين، إذ يُعد رمزًا للانتصار في تاريخهم، ما يفسر تلويحه لمرات عديدة بعودة «أيا صوفيا» إلى مسجد.


وخلال حملته الانتخابية في الانتخابات الرئاسية الأخيرة، وعد أردوغان الأتراك بتحويل «أيا صوفيا» إلى مسجد، لكنه عاد عقب فوزه للتراجع عن هذه الوعود، قائلًا إنه لو تم تحويل «أيا صوفيا» لمسجد فستضر عشرات المساجد بأوروبا.



«أيا صوفيا».. فخ

دغدغة مشاعر المسلمين


الأمر نفسه تكرر إذ عقب أيام من طرح أردوغان وعوده بتحويل المتحف إلى مسجد، وداعب بها مشاعر المسلمين، صوَّت حزبه ذو الأغلبية في البرلمان التركي على عدم تحويل أيا صوفيا لمسجد.


ولهذا انتقد رئيس الوزراء السابق لتركيا وزعيم حزب المستقبل المعارض، أحمد داود أوغلو، أردوغان مشككًا في جديته في تحويل المتحف إلى مسجد، ومعتبرًا أنه يلعب بورقة أيا صوفيا كلما ضاقت به الظروف.

 

وأخذ على حكومة الرئيس رجب طيب أردوغان إحياء السجالات القديمة حول إعادة تحويل متحف أيا صوفيا إلى مسجد.



«أيا صوفيا».. فخ

تحليل اوغلو

وتابع أوغلو المؤسس لحزب المستقبل في ديسمبر الماضي، عقب خلاف مع الحزب الحاكم: "توقف عن التعامل مع رموزنا المقدسة كبطاقة للخروج من السجن كلما واجهتك مشكلة"، متابعاً حديثه "آيا صوفيا ليست أداة بين يديك ولا ورقة مساومة."

وقال زعيم حزب المستقبل: إنّ كل حكومة حاولت على مدى عقود استغلال مساحة مقدسة أو قيمة مشتركة عندما فقدت اتصالها مع الناس.

ويأتي تحليل أوغلو في الوقت الذي يواجه فيها أردوغان تحديات على خلفية سياساته الخارجية التي يأخذها عليه بعض الساسة ويتهموه فيها بتوريط تركيا في ازمات إقليمة.

 وأبرز تلك الأزمات التي تتدخل فيها تركيا هي الملف الليبي، الذي دفع فيه أردوغان بعناصر إرهابية، لاسيما عناصر من الجيش التركي ظهروا لأول مرة قبل أيام وهم يفككون ألغام.



«أيا صوفيا».. فخ

الفخ السياسي


من جانبه دعم  الصحفي المتخصص في الشأن التركي، يوسف الشريف، رأي أوغلو في استغلال أردوغان لورقة أيا صوفا، إذ نشر مقطع فيديو يظهر أردوغان قبل عامين وهو يرفض تحويل أيا صوفيا إلى مسجد.

 

وعلّق الصحفي قائلاً: "تصريح قبل عامين للرئيس أردوغان يرفض فيه مطالب تحويل أيا صوفيا إلى مسجد والصلاة فيه، ويعتبر هذا الأمر فخًا سياسياً، ويقول إنّ مسجد السلطان أحمد المقابل لآيا صوفيا لا يمتلئ بالمصلين! أمّا اليوم، ولأسباب انتخابية، فإنّ أردوغان يعد ناخبيه بتحويل آيا صوفيا إلى مسجد".

 

وتابع: "منهج الإخوان نفسه، الغاية تبرّر الوسيلة، شيء معروف، وهذا كله كلام ما لم نرَ شيئًا على أرض الواقع من الأتراك"

 

 للمزيد... البراجماتية الأردوغانية تكتب تاريخًا جديدًا لـ«آيا صوفيا»

 


"