ad a b
ad ad ad

الفلبين.. انتعاش «داعش» تحت مظلة «كورونا»

الإثنين 25/مايو/2020 - 07:10 م
المرجع
شيماء يحيى
طباعة

بعد مرور ثلاثة أعوام على العمليات العنيفة التي شهدتها مدينة «ماراوي» ذات الأغلبية المسلمة في جنوب الفلبين من قبل مسلحي تنظيم داعش الإرهابي، عاد التنظيم مجددًا إلى محاولة الظهور، مستغلًا انتشار جائحة فيروس كورونا المستجد في البلاد؛ في تجنيد مقاتلين جدد، ضمن مخططاته لإعادة التموضع داخل القارة الآسيوية.


وتكلفت إعادة بناء وتأهيل مدينة «ماراوي» الكثير بعد أن طالتها أيادي العناصر الإرهابية الموالية لتنظيم «داعش»، إذ استغلوا تردي الأوضاع، وقاموا بهجوم مفاجئ؛ في محاولة لإنشاء ولاية داعشية في جنوب شرق آسيا، وتم الرد بغارات جوية من قبل الجيش الفلبيني على مواقع المسلحين في المدينة؛ ما أسفر عن عشرات القتلى، إضافةً إلى نزوح حوالي 400 ألف شخص، وتدمير أحياء بأكملها.

الفلبين.. انتعاش

وقال رئيس المعهد الفلبيني للسلام والعنف والإرهاب، رومل بانلاوي: إنه رغم الغلق التام للبلاد إثر انتشار جائحة كورونا، فإن «داعش» استمر في مزاولة أنشطته وبقوة، مستغلًا إجراءات الحجر الصحي ضد الجائحة؛ إذ يقوم بتجنيد الأعضاء، ونشر الأفكار المتطرفة، خاصةً في المناطق الريفية المنكوبة التي تضررت بشدة من عمليات الإغلاق.


كانت نتيجة ذلك الغزو الإرهابي المدعوم من المقاتلين الأجانب في الجنوب، وضع الفلبين على خريطة الإرهاب العالمية، إذ راح ضحيته 1100 شخص، وتشرد أكثر من 350.000 مدني، لا يزال 127.865 منهم مشردين، وذلك بحسب مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين.


الإرهاب الانتحاري

في فبراير 2020، شنت القوات العسكرية المتمركزة في جزيرة ميندناو الفلبينية، عمليات على جهات متعددة لمواجهة الجماعات المسلحة الموالية لـداعش، وتم نشر الجنود على نقاط التفتيش الحدودية، وتوزيع المساعدة في المناطق التي يسيطر عليها المتطرفون والمتمردون لتوفير الأمن.


وفي أبريل 2020، ومع تزايد خطر جائحة الكورونا، قتل 11 جنديًّا، وأصيب 14 آخرون، في مواجهة شرسة مع جماعة «أبو سياف» الإرهابية في بلدة باتيكول في جزيرة سولو.


ومؤخرًا قام مقاتلو الحرية بانجسامورو (BIFF) الموالون لتنظيم داعش، والذين يعملون في محافظة ماجوينداناو، بقتل جنديين، وأصابوا آخر يساعد في تنفيذ إجراءات الحجر الصحي في منطقة انتشار الفيروس، خلال اشتباك أطلق ليلًا في بلدة داتو هوفر.


وقال الجنرال اللفتنانت سيريليتو سوبجانا، قائد القوات المسلحة لقيادة غرب مينداناو الفلبينية: إن قوات الأمن تقاتل حاليًّا عدوين مختلفين، قاصدًا الجماعات الموالية لتنظيم داعش مثل BIFF من جهة، وفيروس كورونا من جهة أخرى.


وللمزيد.. من جديد.. «أبو سياف» تلوح بعصا الإرهاب في الفلبين

الفلبين.. انتعاش

ويقول هشام النجار، الباحث في شؤون الجماعات الإرهابية: إن الفلبين تعد من المناطق المهمة لتنظيم «داعش» في الوقت الحالي في آسيا، فهو يسعى لاحتلال مكان «القاعدة» كجبهة حالية للجهاد، ولتعويض سقوط خلافته في العراق، وهي محطة مهمة لإسناد نشاطه سواء في أفغانستان أو إندونسيا وآسيا عمومًا.


وأضاف «النجار» في تصريح لـ«المرجع» أن التنظيم بشكل عام يحاول استغلال انشغال الأجهزة الأمنية وأجهزة الدولة بمكافحة انتشار فيروس كورونا «كوفيد-19»، ومتابعة الإجراءات الأمنية المتعلقة بهذا الأمر، في مخطط ترتيب صفوفه، واستعادة مواقعه القديمة، والتمركز في مواقع جديدة، علاوةً على تنشيط الدعاية كمحاولة لتجنيد عناصر جدد، خاصةً في المناطق الريفية المتضررة من عمليات الإغلاق.


وللمزيد.. الأسماء الحركية.. شفرة الجماعات التكفيرية

الكلمات المفتاحية

"