مراجعات عقائدية.. اعتقال «قرداش» يفتح ملف غلاة «داعش»
بعد أيام من إعلان جهاز المخابرات العراقي، الأربعاء 20 مايو 2020، اعتقال عبد الناصر قرداش، أحد أهم قادة تنظيم داعش الإرهابي، والذي كان مرشحًا لخلافة زعيم التنظيم السابق أبي بكر البغدادي (قتل أواخر أكتوبر 2019)، تحدث الداعشي عن مراجعات عقائدية وفكرية داخل التنظيم، وعن غلبة الغلاة داخل صفوفه، وتحولات في الخطط والتعيينات بعد خسارته على الأرض.
وبحسب تصريحات «قرداش»، فإن العدد الأكبر من قيادات التنظيم كانوا من الغلاة، الذين رجحت كفتهم حتى إنهم نفذوا عمليات إعدام لمن تمت استتابتهم، بعكس تيار آخر داخل التنظيم كان يرفض قتل من استتاب.
وعن أوامر عزله، عما تسمى بولاية الشمال، سرد قرداش قائلا: إن شخصًا يُدعى عبد الإله قام بقتل بعض الأشخاص بعد توبتهم، غدرًا بناء على أوامر من أبي معتز القرشي الذي كان يشغل منصب نائب والي الشمال، وكان هنالك امتعاض شديد، فتم منعه من العودة من سوريا بسبب تلك القضية.
وتابع: تم استدعائي من قبل البغدادي، بغية ترفيع أبي معتز لمنصب أمير لجنة العراق، وأنا أمير الشمال، وكانت هناك خلافات خلال اللقاء، بسبب مواقفه، وعلى إثر هذا الأمر تم عزلي بشكل نهائي من الموضوع برمته، حتى نيابة ولاية الشمال تم عزلي منها.
وظهر أحد عناصر التنظيم في مقطع فيديو نشر بتاريخ 22 ديسمبر 2014، على مواقع تُعنى بأخبار الجماعات الجهادية، يقول: إن خلية تتكون من أربعة من عناصر التنظيم خططوا للخروج على دولة الخلافة بالسلاح، مضيفًا أن هذه الخلية هدفت إلى زعزعة الأمن في داخل التنظيم.
وبحسب دراسة للدكتورة أحلام محمد السعدي، بعنوان «فكر التكفير عند جماعات الإسلام السياسي من الاعتناق إلى المراجعة»، والمنشورة في مؤتمر «ظاهرة التكفير – الأسباب – الآثار - العلاج» بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية بالمملكة العربية السعودية، فإن المراجعات الفكرية التي أجرتها جماعات الإسلام الحركي، وهمية وزائفة.
وأوضحت الدراسة أن الخلاف بين الجماعات التكفيرية لم يكن خلافًا في اعتناق الفكر التكفيري، وإنما في درجة التشدد في التكفير، وهو ما أدى ببعض هذه الجماعات إلى رفض المجتمع، والتعامل معه من منطلق الرؤية التكفيرية التي تدعو إلى هجره والخروج منه، وبناء المجتمع الإسلامي الصحيح مثل جماعة التكفير والهجرة، أو تكفير النظام باعتباره رأس الكفر، والدعوة إلى الخروج عليه مثل جماعات الجهاد؛ ما يعني أن المراجعات ليست لتقييم الذات، لكن للوقوف عند الحد المتفق عليه من التكفير.
للمزيد: الأمن العراقي يعلن اعتقال «عبدالناصر قرداش» أحد أبرز قيادات تنظيم «داعش» الإرهابي





