عشماوي في جحيم «الاختيار».. قصة الخيانة العظمى للوطن الأعظم

نجح الفنان أحمد العوضي، في تجسيد دور الإرهابي هشام عشماوي، ضابط قوات الصاعقة المفصول من الجيش المصري، الذي هرب من الموت مرات عديدة، ليسلم رقبته إلى حبل المشنقة في مصر التي خانها، بالتعاون مع الإرهابيين في الداخل والخارج، ليكون القصاص ثمنًا للخيانة.
واستطاع «العوضي» خلال حلقات مسلسل «الاختيار»
الذي يتناول السيرة الذاتية للعقيد الراحل أحمد المنسي، رصد التحولات التي طرأت على «عشماوي» من ضابط
صاعقة إلى إرهابي.
يُعتبر هشام عشماوي -ضابط قوات
الصاعقة المفصول من الجيش المصري- من أخطر العناصر المتطرفة التي نجحت الدولة
المصرية في القبض عليها ومحاكمتها؛ حيث ارتكب عددًا من العمليات الإرهابية التي
وقعت في مصر خلال السنوات الماضية، بعد سقوط حكم جماعة الإخوان في يونيو 2013.
وكان من أبرز جرائمه، التي وردت في
بيات القوات المسلحة المصرية، بتاريخ 4 مارس 2020، بعد تنفيذ حكم الإعدام عليه،
المشاركة في استهداف وزير الداخلية الأسبق اللواء محمد إبراهيم، بتاريخ 5 سبتمبر
2013، برصد موكبه وتصويره، والتخطيط لاغتياله، بالإضافة لاشتراكه في التخطيط
لاستهداف السفن التجارية لقناة السويس خلال النصف الثاني من عام 2013.
كما شارك في تهريب أحد عناصر تنظيم بيت
المقدس من داخل إحدى المستشفيات الحكومية بالإسماعيلية، وتولى قيادة مجموعة
إرهابية، خلفًا للمكنى «أبو محمد مسلم»، واستهدف المركبات العسكرية؛ ما أدى لاستشهاد
عدد من الضباط والأفراد، وتدمير تلك السيارات، إلى جانب المشاركة في استهداف
المباني الأمنية بالإسماعيلية بتاريخ 19 أكتوبر 2013، من خلال سيارة مفخخة،
والمشاركة في استهداف المباني الأمنية بأنشاص بتاريخ 29 ديسمبر 2013.
كما ضمت لائحة الجرائم، استهدافه
لمدرعتين تابعتين لوزارة الداخلية، بشرق مدينة بدر، طريق القاهرة السويس، واشتراكه
في استهداف سيارة تابعة لعناصر حرس الحدود، وقتل جميع أفرادها، والاستيلاء على كل
الأسلحة بحوزتهم.
تولى إمارة تنظيم بيت المقدس عقب مقتل
الإرهابي المكنى أبو عبيدة، ثم الانتقال إلى التمركز شرقً نقطة حرس حدود بمنطقة
الفرافرة، واتهم بالضلوع بالرصد والاستطلاع، ووضع مخطط استهداف وتنفيذ الهجوم
الإرهابي على نقطة حرس حدود الفرافرة -غرب مصر- وقتل جميع ضباطها وأفرادها، وتفجير
مخزن الأسلحة والذخيرة بها بتاريخ 19 يوليو 2014، والمشاركة في عمليات قنص لغرف
أمن بوابات الوحدات العسكرية المنتشرة في محيط مناطق (أبو صوير- الصالحية –
القصاصين)، واستهداف كمين للشرطة المدنية بمنطقة أبو صوير.
تسلل عشماوي إلى الأراضي الليبية برفقة بعض عناصر التنظيم، وأقام تحت شرعية تنظيم أنصار الشريعة بمدينة أجدابيا، ثم
أسس حركة «المرابطون» المنتمية لتنظيم القاعدة الإرهابي، ومكث بمدينة «درنة»
ثلاثة أعوام تقريبًا، انضم خلالها لما يعرف بـ«مجلس شورى ثوار درنة» قبل تأسيس
«المرابطون»، رغم أنه لم يتجاوز وقتها 38 عامًا.
اسمه بالكامل هشام علي عشماوي مسعد إبراهيم، وله العديد من الأسماء الحركية؛ منها «شريف»، و«أبومهند»، و«أبوعمر المهاجر»، الذي ظهر به في أول تسجيل صوتي له عام 2015 بعنوان: «كلمة صوتية للأخ أبي عمر المهاجر أمير جماعة المرابطين»؛ حيث حرض خلال هذه الكلمة ضد الجيش والشرطة.
التحق «عشماوي» بالجيش منتصف التسعينيات،
والتحق بقوات الصاعقة، ولم يكن ضابطًا عاديًّا، وإنما يمتلك سمات خاصة؛ حيث كان
ضابطًا نابهًا في فرقة الصاعقة، وفرق التدريب الاحترافي في أمريكا، ويتمتع بمهارات
عسكرية واسعة، خاصة القدرة على التنكر، والاختباء؛ حيث تمكن من الهروب من مطاردة 3
أجهزة أمنية، حتى ألقي القبض عليه بمدينة درنة في أكتوبر 2018، وسلمته السلطات
الليبية للسلطات المصرية في مايو 2019، وأعدم شنقًا في 4 من مارس 2020.
واكتسب «عشماوي» خبرة بطبيعة
المناطق المصرية جغرافيًا شرقًا وغربًا، بعد أن قضى مدة خدمته بين سيناء شرق مصر،
والمنطقة الغربية العسكرية بواحة الفرافرة في الصحراء الغربية؛ ليصبح على دراية بنقاط
القوة والضعف في الجوانب التأمينية والخطط العسكرية، كما جمع بين خبرته العسكرية
وقدراته القتالية التي اكتسبها من خلال التدريبات التي تلقَّاها على أعمال العنف
والإرهاب والتفجير.