وادي الهوتة.. مقصد سياحي سوري جعله داعش مقبرة جماعية
الأحد 10/مايو/2020 - 05:01 م
مصطفى كامل
لجأ تنظيم «داعش» الإرهابي إبان وجوده في العراق وسوريا لاستخدام أسلوب القتل الجماعي للترويع، ودفن ضحاياه في مقابر جماعية، دون شاهد عليها لعدم التعرف على تلك المقابر؛ حيث عثر على الكثير منها أثناء عمليات البحث والتنقيب عن المفقودين، بعد هزيمته ودحره وخروجه من المدن العراقية والسورية الكبيرة، آخرها العثور على حفرة كبيرة في شمال سوريا يبلغ عمقها نحو 50 مترًا في وادي الهوتة بريف مدينة الرقة السورية، استخدمها التنظيم أثناء وجوده فيها كمقبرة لدفن جثامين الأشخاص الذين اختطفهم واحتجزهم أثناء سيطرته على الرقة.
للمزيد: «داعش» بين الهزيمة والعودة.. هكذا استغل التنظيم الصراع الأمريكي الإيراني في العراق
الهوتة.. حفرة الرعب
إبان وجود التنظيم الإرهابي وسيطرته على مدينة الرقة السورية، ارتكب العديد من جرائم الإبادة بحق المدنيين المخالفين لقرارته عقب اختطافهم واحتجازهم في سجونه بالتخلص منهم ودفنهم في مقابر جماعية؛ حيث استخدم التنظيم الإرهابي وادي الهوتة الذي يقع في مدينة الرقة شمال شرق سوريا، ويبلغ عمقه نحو 50 مترًا تحت الأرض لدفن جثامين الأشخاص الذي قتلهم التنظيم الإرهابي في مجازره التي ارتكبها في المدينة؛ حيث يعد وادي الهوتة، الذي يقع على بعد 85 كيلومترًا إلى الشمال من الرقة من أهم المزارات السياحية الحافلة بمظاهر الطبيعة الخلابة، لكنه تحول إلى بؤرة رعب وعقاب في الفترة بين عامي 2013 و2015، التي سيطر خلالها داعش على المكان.
ولجأ «داعش» إلى وادي الهوتة للتخلص من ضحايا كونه حفرة بالغة العمق لن يستطيع أحد العثور على المقتولين فيها، إذ قام التنظيم الإرهابي بعد التخلص من ضحاياه بإلقائهم بداخلها، إضافة إلى قيام عناصره بنشر تهديدات على أهالي المدينة بإلقائهم داخل حفرة الهوتة حال مخالفتهم تعاليم التنظيم أو ارتكاب مخالفات، ومن يحاول الفرار منها.
ويضاف إلى وادي الهوتة أيضًا، العديد من الإعدامات الجماعية التي نفذها التنظيم الإرهابي في سوريا والعراق؛ حيث كانت البداية إعدام ما يقرب من 110 من المدنيين في الرقة بعد 20 يومًا من سيطرته على المدينة، متهمًا إياهم بالعمل لصالح الجيش العربي السوري، ألحقتها عمليات انتقام مروعة في المناطق التي كانت خاضعة لسيطرته، تضمنت إعدامات جماعية وقطع الرؤوس، وأشهرها إعدامه في أغسطس 2014 أكثر من 160 جنديًّا سوريًّا بعد سيطرتهم على قاعدة الطبقة الجوية بالرقة، والعثور في ديسمبر من العام نفسه على مقبرة جماعية في محافظة دير الزور حوى جثث 230 شخصًا أعدمهم التنظيم، وجميعهم من عشرية الشعيطات؛ إضافة إلى مجزرة سبايكر الشهيرة التي ارتكبها التنظيم الإرهابي في يونيو 2014؛ حيث خطف عناصر داعش ما يقرب من 1700 شخص من المجندين العراقيين من قاعدة سبايكر على الطرف الشمالي لتكريت، وقام بقتلهم الواحد تلو الآخر.
وكانت المقابر الجماعية هي الأداة التي استخدمها داعش للتخلص من ضحاياه؛ حيث كانت الرمادي والموصل ودير الزور والرقة أبرز المدن التي شملت مقابر جماعية ضمت رفات ضحايا التنظيم الإرهابي؛ حيث عثر في أغسطس 2017 على مقبرة جماعية أخرى تضم رفات 40 رجلاً أعدمهم التنظيم المتطرف عام 2015 إبان سيطرته على الرمادي.
محاكمات دولية
في الجهة المقابلة، بدأ التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية، باعتزامه إنشاء محكمة دولية في مدينة القامشلي بسوريا؛ من أجل محاكمة عناصر التنظيم الإرهابي المعتقلين في السجون؛ حيث أكد التحالف الدولي أن عملية بناء قاعة المحكمة بدأت بالفعل في الحي الشرقي من مدينة القامشلي بريف الحسكة، وبدعم من دول غربية ضمن التحالف الدولي ضد داعش، وسيتم الانتهاء منها في غضون شهرين إلى 3 أشهر.
وأكد المرصد السوري لحقوق الإنسان أن عملية بناء المحكمة الدولية في سوريا، تأتي في الوقت الذي يقبع فيه آلاف المعتقلين من عناصر التنظيم الإرهابي داخل سجون قوات سوريا الديمقراطية «قسد» من أجل تقديمهم للمحاكمة على جرائم الإبادة التي ارتكبها التنظيم الإرهابي في سوريا والعراق، وتحديدًا بعد ظهور العديد من المقابر الجماعية في كلا البلدين التي تضم الآلاف من ضحايا التنظيم الإرهابي، قُتلوا إبان وجود داعش في سوريا والعراق.
وتأتي تلك الخطوة، عقب قيام فريق التحقيق التابع للأمم المتحدة «يونيتاد»، بالعمل على جمع الأدلة المتعلقة بارتكاب تنظيم داعش انتهاكات، قد تصل إلى حد جرائم الحرب، والجرائم ضد الإنسانية، والإبادة الجماعية؛ لتقديمها إلى المحاكم؛ لمحاكمة عناصر التنظيم الإرهابي في الجرائم، إضافةً إلى تمكنهم من الوصول إلى أكثر من 600 ألف من مقاطع الفيديو المتعلقة بجرائم داعش، إضافةً إلى أكثر من 15 ألف صفحة من وثائق داخلية للتنظيم الإرهابي، جمعها صحفيون متميزون من ساحة المعركة.





