يصدر عن مركز سيمو - باريس
ad a b
ad ad ad

الميليشيات الإلكترونية.. أداة نظام الملالي في العالم الافتراضي

الأحد 10/مايو/2020 - 12:04 م
المرجع
اسلام محمد
طباعة

شهدت السنوات القليلة الماضية تصاعدًا ملحوظًا في اعتماد طهران على الميليشيات السيبرانية لشنِّ الهجمات على الدول التي تستهدفها بأشكال شتى، تراوحت ما بين الاختراق والتجسس، وصولًا إلى نشر أخبار كاذبة، ومحاولات التأثير على الاستحقاقات الديمقراطية في الغرب لترجيح كفة من يعتبرهم نظام الملالي أقل ضررًا على مشروعه.

الميليشيات الإلكترونية..

وفي هذا السياق، جاء إعلان إدارة موقع التواصل فيسبوك، يوم الثلاثاء، عن ضبط المئات من الحسابات الوهمية التي تتبع لجانًا إلكترونية إيرانية تورطت في أنشطة غير مشروعة، عبر الترويج لمحتوى زائف على الشبكة العنكبوتية.


وبحسب ما تم التوصل إليه فقد استخدمت هيئة الإذاعة والتلفزيون الإيرانية تلك اللجان الإلكترونية من أجل نشر رسائل مؤيدة لسياسات طهران عبر الفضاء السيبراني سرًّا منذ عام 2011 على الأقل.


وكشفت إدارة موقع الفيسبوك عن حذف 8 شبكات خلال الأسابيع الماضية، منها شبكة لها صلة بالهيئة الإيرانية، كما تم الكشف عن أن بعض الأنشطة التي تم تحديدها في وقت مبكر تعود إلى عام 2012، واستهدفت الانتخابات التمهيدية للحزب الجمهوري في الولايات المتحدة.


وفي عام 2014 استخدمت الشبكة أسلوب نشر الصور والرسوم المعبرة لدعم انفصال اسكتلندا عن المملكة المتحدة خلال الاستفتاء الذي أجرى آنذاك.


وقال مدير سياسة أمن الإنترنت في فيسبوك: إن هيئة التلفزيون الإيراني تورطت سابقًا في حملات تضليل إلكترونية، مبينًا أن الشبكة استخدمت أكثر من 500 حساب على فيسبوك وموقعها الخاص بمشاركة الصور إنستجرام لنشر الرسائل التي كان جزءًا كبيرًا من تركيزها انتقاد الإجراءات الأمريكية في المنطقة.


يأتي هذا بعد أسبوع من تصريح الناطق باسم هيئة الأركان بالقوات المسلحة الإيرانية أبوالفضل شكارجي في مقابلة عبر التلفزيون الرسمي، أنه تم اعتقال 3600 شخص لاتهامهم بنشر الشائعات عبر الفضاء السيبراني؛ ما يعكس الجهود الحثيثة للسلطات الإيرانية في تزييف الوعي، ومحاولة احتكار الحقيقة.


وقد كشف تقرير صحفي الأحد الماضي أن الجامعات البريطانية التي تحاول إنتاج لقاحات ومجموعات اختبار لفيروس كورونا المستجد تعرضت لهجمات إلكترونية، جزء منها جاء من إيران؛ بهدف سرقة نتائج تلك الأبحاث.


يذكر أنه في مايو من العام 2018 وبعد انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق النووي، أعلن مايك بومبيو وزير الخارجية الأمريكي 12 مطلبًا يجب على طهران تنفيذها لتجنب فرض عقوبات عليها، وهو ما لم يحدث.


وكان من ضمن هذه الشروط وقف الهجمات الإلكترونية، وهذا الاهتمام الأمريكي بهذا الأمر يوضح إلى أي مدى تضخمت قوة إيران السيبرانية في الفترة الماضية، بعدما أضحت تشكل إحدى أكبر التهديدات المبتكرة في هذا المجال، فهي لا تستطيع تحمل عبء مواجهة عسكرية مع أمريكا مباشرة، بل تنظر إلى الأفضلية التي تمتاز بها على صعيد الهجمات السيبرانية عبر استهداف قطاعات عائدة للحكومة الأمريكية كالقطاع المالي وبعض الأهداف الحيوية، كما وقع مرارًا سابقًا.

"