بعقيدة فاسدة وتشويه للدين.. هكذا زادت عمليات «داعش» الإرهابية في رمضان
الجمع بين ثواب الصيام والجهاد، وسيلة دائمة تستغلها الجماعات الإرهابية، وعلى رأسها تنظيم داعش، لإلهاب حماس أتباعهم لتنفيذ عمليات إرهابية، باعتبارها أكثر وأعظم أجرًا في هذا الشهر، بالإضافة إلى البركات التي تحل على "المجاهد" أثناء القتال أو الموت، وفقًا لعقيدتهم الفاسدة.
وانطلاقًا من هذا الاعتقاد، شهد الأسبوع الأول من شهر رمضان المبارك، نشاطًا مكثفًا من قبل عناصر تنظيم داعش في أماكن متفرقة، خصوصًا أن التوقيت الحالي يجمع بين فرصتين يحاول التنظيم استغلالهما جيدًا، هما الشهر المبارك، وانشغال الأجهزة الأمنية في مواجهة فيروس كورونا.
في العدد 232 من صحيفة النبأ التابعة لتنظيم داعش، الصادرة الخميس 30 أبريل 2020، فند التنظيم هجماته في الأسبوع الأول من شهر رمضان المبارك، والتي شهدت كثافة كبيرة في مناطق مختلفة، يطلق عليها التنظيم اسم "ولايات".
بحسب الصحيفة، نفذ التنظيم 57 عملية في ولايات "العراق، والشام، وغرب أفريقيا، وسيناء، والصومال، وشرق آسيا"، نتج عنها مقتل وإصابة 122، بينهم 9 ضباط وقادة، في الولايات ذاتها، بالإضافة إلى تدمير 15 آلية.
كما أعلن التنظيم مسؤوليته عن هجوم استهدف مركبة مدرعة تابعة للجيش المصري، الخميس 30 أبريل 2020، في بئر العبد بشمال سيناء، ما أسفر عن استشهاد وإصابة 10 عسكريين بينهم ضابط، دون أن يقدم داعش أي دليل على ذلك.
للمزيد.. داعش في رمضان.. احتمالات زيادة الهجمات وظهور زعيم التنظيم الجديد
إلهاب الحماس بعقيدة فاسدة
وفي العدد ذاته، الذي أعلن التنظيم فيه عن عملياته المكثفة في الأسبوع الأول من الشهر رمضان، استغل ذلك أيضًا في بث مزيد من الحماسة في نفوس أتباعه وحضهم على استمرار ما سماه "الجهاد".
نشر التنظيم مقالًا تحت عنوان: "فضائل شهر رمضان والفرح بقدومه"، حث أتباعه من خلاله على الجهاد، قائلًا: هنيئًا لمن جمع بين الصيام والجهاد"، مستدلًا بحديث للنبي صلى الله عليه وسلم يقول فيه: "من أنفق زوجين في سبيل الله نودي من أبواب الجنة: يا عبدالله، هذا خير، فمن كان من أهل الصلاة دعي من باب الصلاة، ومن كان من أهل الجهاد دعي من باب الجهاد، ومن كان من أهل الصيام دعي من باب الريان، ومن كان من أهل الصدقة دعي من باب الصدقة"، فقال أبوبكر رضي الله عنه: بأبي أنت وأمي يا رسول الله، ما على من دُعي من تلك الأبواب من ضرورة، فهل يُدعى أحدٌ من تلك الأبواب كلها؟ قال: "نعم وأرجو أن تكون منهم".
وبعقيدة فاسدة وفهم غير صحيح للدين الإسلامي وتشويه لصورة الإسلام الذي لم يأمر أتباعه بالعنف وقتل النفس "أي نفس" إلا بالحق، عقب التنظيم في المقالة على الحديث المذكور، قائلًا: "فأبشر يا من جمعت بين الصيام والقيام والجهاد والرباط، فإنك قد جمعت بين أبواب الخير إن شاء الله".
واستمرت صحيفة النبأ في إلهاب حماس الأتباع، فذكرت أن من أبرز فضائل الشهر المبارك أنه تضاعف فيه الأعمال، وأن رمضان من الأزمنة المفضلة عند الله تعالى، والتي تكون فيها الأجور والأعمال أعظم من غيرها".
كما وجه "داعش" أتباعه إلى الاستبشار بقدوم شهر رمضان، واستقباله بالفرح والسرور، وحمد الله على بلوغه، وسؤاله الإعانة على صيامه وقيامه، وأن يجعله شهر انتصارات وفتوحات، موضحًا أن هذا كان نهج النبي صلى الله عليه وسلم، غير أن الأخير لم يأمر محبيه بسفك الدماء واستحلال أعراض الناس.
للمزيد.. «داعش» يجيز الإفطار لعناصره.. فتاوى غريبة للتنظيم في رمضان





