إخوان الأردن.. المزايدة على الحكومة بتصدير الدعوة لفتح المساجد
بعد فشل إخوان الأردن في محاولة استمالة السلطات خلال أزمة فيروس كورونا المستجد، من خلال طرح حلول ومبادرات لإدارة التعامل مع الأزمة، لجأت الجماعة إلى استفزاز الدولة؛ إذ أصدر حزب «جبهة العمل الإسلامي» ــــ ذراع الإخوان في البلاد- بيانًا دعا فيه إلى فتح المساجد، مع الحفاظ على شروط السلامة العامة، من خلال عمليات التعقيم، واشتراط لبس القفازات والكمامات، ومنع اصطحاب الأطفال أو المرضى.
كما دعا الحزب إلى فتح باب البيع المباشر، لكل من قطاع المطاعم والحلويات، مع الإبقاء على الشروط المتعلقة بالحفاظ على الصحة والسلامة العامة، أسوةً بالعديد من القطاعات؛ إذ إن اقتصار عمليات البيع في هذه القطاعات على خدمة التوصيل غير مجدٍ لها، ويحول دون عمل جزء كبير منها، لا سيما في العديد من محافظات المملكة، بحسب بيان الحزب، كما اعتبر أن الدعم الذي قدمه البنك المركزي للشركات الصغيرة والمتوسطة غير كافٍ، إضافةً إلى مطالبته الدولة، أن تراجع الشروط المتعلقة بمنح تصاريح التنقل لأصحاب المنشآت التجارية والمهنية والصناعية والعاملين فيه، لا سيما ما يتعلق بشرط التسجيل في الضمان الاجتماعي؛ لما يرتبه ذلك من تكاليف مادية، تثقل من كاهلهم في ظل هذه الظروف.
من جانبه، يرى عامر ملحم، أستاذ العلوم السياسية الأردني، في تصريحات صحفية، أن التنظيم وضع قضية المساجد في مقدمة بيانها؛ لمنحه طابعًا شعبويًّا وعاطفيًّا؛ لاستثارة مشاعر الناس، متابعًا، أنه كان من المتوقع أن يقف الحزب على مسافة آمنة من الاشتباك مع مؤسسات البلاد، ويتجنب أي ملاحظات ومزايدة على الأداء الرسمي؛ حتى لا يضع نفسه في صدام كبير، تكون نتيجته وخيمة.
وأشار إلى أن حزب «جبهة العمل الإسلامي»، لا يتوقف عن انتقاد الدولة، بعدما فشل في محاولة التقرب منها، من خلال طرح الحلول والمبادرات، ومنها الدراسة التي طرحت حلولًا؛ لمواجهة الأزمة الاقتصادية التي ستكون أحد ارتدادات أزمة كورونا، وهو المقترح الذي لم تعلق عليه الحكومة.
وبحسب موقع «الإمارات 24»، فإن بيان الحزب أثار غضبًا بين المسؤولين في الدولة، خاصةً أنه جاء للتشكيك في الجهود الرسمية، ومحاولة الاستثمار على حساب الأزمة، متابعًا، أن جبهة العمل الإسلامي تعيش حالة من القلق، على خلفية إبداء الحكومة الأردنية حزمًا في التعاطي مع تفلتات بعض الأطراف؛ نتيجة الوضع غير المسبوق الذي تمر به المملكة.
وتخشى الجماعة، أن يقيد التشدد الحكومي حركتها، وهي التي لطالما راهنت خلال السنوات الأخيرة على توظيف أي أزمات اجتماعية واقتصادية؛ لفرض حضورها في المشهد، وإعادة البريق لشعبيتها المتآكلة.
ويشار إلى أن دور الجماعة تراجع بشكل واضح، منذ عام 2013، إزاء الخلافات التي عصفت بأركانها؛ ما أدى إلى انشقاق عدد بارز من قياداتها، وتشكيل كيانات جديدة، وحاولت العودة وتصدر المشهد، لكنها لم تفلح؛ نتيجة عزوف الأنصار عنها، وزاد على ذلك رفع القضاء الأردني الغطاء القانوني عنها.
للمزيد: «منهجية التعافي».. مناورة إخوانية جديدة في الأردن تجاهلتها الحكومة





