قبل عدة أيام، وبتاريخ الأربعاء 22 أبريل 2020، ضجت الصحف العالمية، بأنباء القبض على جزار «داعش» عبدالمجيد عبدالباري، وهو واحد من أشهر فناني الراب البريطاني من أصول مصرية، ما أثار جدلا بشأن سر العلاقة بين المتطرفين وموسيقى «الراب».
رابرز دواعش
فعلى مدار عدة أعوام ماضية، انضم عدد من مغني فن«الراب» البارزين إلى صفوف تنظيم داعش الارهابي، ففي أكتوبر 2017، أثار مقتل سالي جونز، مغنية الراب البريطانية سابقًا، التي انضمَّت لتنظيم داعش عام 2014، وذلك في غارة أمريكية، جدلاً هائلاً خاصة وأنها واحدة من نجوم الراب البارزين على الساحة الأوروبية.
وسبق«جونز»، مقتل «دينيس كوسيبيرت» مغني الراب الذي انضم إلى "داعش" عام 2014 هو أول المنضمين للتنظيم، إلى جانب المطرب الأمريكي دوجلاس ماك أرثر ماكين، وكذلك كيمبيرلي مينرز والتي تعد من أشهر النساء اللاتي انضممن إلى "داعش"، وهي واحدة من عارضات الأزياء.
الراب والاحتجاج المجتمعي
ومؤخرا
أصبح فن «الراب» ذا علاقة وثيقة بـ«بالإرهاب»، وأصبح محط الاهتمام بالنسبة لخبراء مكافحة الإرهاب ومسؤولي الأمن القومي خاصة بعد أن لجأت ما تسمى حركة «شباب المجاهدين» الارهابية في الصومال إلى ما اسمته الحركة بـ«الراب الجهادي» أو «الراب الإسلامي» من أجل استقطاب الشباب وتجنيدهم.
الموسيقى والإرهاب
يوضح «هشام عيدي»، الباحث الموسيقي المغربي، أن لفن «الراب» ارتباط وثيق بالإرهاب، وتطرق في كتابه الذي تناول علاقة الموسيقى بالنشاط السياسي للشباب المسلم، إلى مقال بصحيفة Foreign Affairs للباحثة في جامعة هارفرد «جسيكا سترين»، والذي تحدثت فيه عن دراسة تم إجراؤها على مجموعة من الأطفال المسلمين في هولندا حول مصادر التطرف، وحينها تحدث الأطفال عن أن الجهاد أمر ظريف مثله مثل الاستماع لموسيقى راب العصابات.
المقال أن نجاح الجماعات المتطرفة ساهم بشكل هائل في جذب الشباب المهمشين في أوروبا والولايات المتحدة، نقطة التقاء مع الحضارة الغربية، وبما أن «الراب» موسيقى غربية وفي الوقت ذاته أحد أشكال الاحتجاج الاجتماعي المتاح للجميع، فالمتطرفون تمكنوا جيداً من توظيفه جنباً إلى جنب مع وسائل التواصل الاجتماعي، في خدمة جهودهم لاستقطاب الشباب وتجنيدهم في العمل الإرهابي.
وكان الكثير من عناصر داعش لاحظوا التناقض في فكرة تبنّي مثل هذا النوع من الفن الغربي الحديث لتأسيس حركة ترتكز على العصر الذهبي المزعوم للدين الإسلامي، ولذلك نشأ نوع جديد من فن الراب أطلق عليه الإرهابيون «الراب الإسلامي» الذي ركز كثيرا على فكرة الانتماء الثقافي والديني، ونجح في ضم وجذب الكثير من مشاهير الموسيقى ليتحولوا إلى إرهابيين في صفوف التنظيم، ولم يكن ليحظى هؤلاء المقاتلون بهذا الاهتمام الكبير لولا الكاريزما والتأثير اللذان وفرتهما لهم موسيقى الراب.
الراب الإسلامي
وفي عام 2016، نشرت صحيفة «الجورنال» الإيطالية تقرير حول تنامي فن «الراب الإسلامي» في أوروبا، وهو الفن الذي لجأ له الكثير من المغنين والمتتبعين، لمساهمته في المساعدة على التعبير عن المشكلات الاجتماعية، خاصة وأن هذا الفن يستقطب المعزولين عن المجتمع.
وأوضحت الصحيفة أن موسيقى«الراب» تكرس لإحساس التمرد والثورة لدى الشباب، الذي يعاني بدوره من التهميش المجتمعي، وما يصاحبه من إحساس بالظلم وعدم التمتع بنفس الحقوق.
وأكدت الصحيفة أن الدول الأوروبية أصبحت تربة خصبة لأنصار التنظيمات المتطرفة منهم "داعش"، الذين يستعملون الراب الإسلامي كغطاء لمحاولاتهم استقطاب الهواة واستغلالهم في نشر الدعوة، خاصة وأن أغاني الراب الإسلامي تركز كثيرا على فكرة الانتماء الثقافي والديني.
شهوة السلطة
ووفقاً للصحيفة الإيطالية، فإن علماء الاجتماع، يعتقدون أن الهدف من وراء انضمام نجوم موسيقى الراب إلى التنظيمات المتطرفة، هو الرغبة العارمة لإشباع شهوة السلطة والتعامل مع السلاح ولذة السيطرة إضافة إلى حب المال والحاجة إلى الشعور بالانتماء لجماعة تقدم لهم الاستقرار والتعايش.
للمزيد: