ثغرات القانون البريطاني تحمي «عرائس» داعش
لعبت نساء «داعش» دورًا بارزًا في التنظيم داخل أوروبا، وتزايد هذا الدور الفعال بعد اعتماده على المرأة خصوصًا الأوروبية لتعويض خسائره المتلاحقة، وأبرزهن البريطانية شميمة بيغوم التي سافرت إلى سوريا، بعدها اتضح أن ثغرات قانون مكافحة الإرهاب البريطاني قد تساعد «عرائس الجهاد» على الإفلات من العقاب.
انضمام الغربيات لداعش
ويشير بحث أجراه المركز الدولي لدراسة التطرف والعنف السياسي بلندن في 2018 إلى أن نحو41 ألفًا و490 شخصًا سافروا إلى سوريا والعراق 12% من النساء.
وأوضح بحث أعده مركز كارتر عن النساء في داعش فبراير 2017، عن دور المرأة في جذب الغربيات من خلال اللعب على وتر «الغرب الكافر» الذي يشن الحرب ضد الإسلام بحسب ادعاءات التنظيم، كما تعتبر مشاعر العزلة والنفور من الإرث الوطني والثقافي عامل دفع آخر لكثير من النساء وهذا ينطبق بشكل خاص على الفتيات اللواتي ينشأن في البلدان الغربية ويجاهدن للتوفيق بين هويتهن الدينية والوطنية وخصوصًا اللاتي تعرضن لنوع من التمييز بسبب لون بشرتهن أو ملابسهن، لذلك يروج داعش نفسه بأنه مجتمع قبول الجميع، وتفهم داعش هذه المشاكل واستغل تنامي الإسلاموفوبيا في الغرب بعدها انضم عدد من الغربيات إلى التنظيم.
وكانت أبرز هذه الحالات هي شميمة بيغوم الفتاة البريطانية ذات الخمسة عشر عامًا، وعادت إلى بريطانيا في 2019 ومعها طفل بعد أن قضت بعض الوقت في مخيم بسوريا، وسحبت منها الجنسية فيما بعد.
ثغرات القانون البريطاني
قال جونسان هول المراجع المستقل لتشريعات الإرهاب، في تقريره السنوي الذي نشر في البرلمان البريطاني في آخر مارس إن قانون الإرهاب البريطاني لسنة 2000 و 2006 به ثغرات قد تساعد عرائس الجهاد على الإفلات من العقاب وهن اللاتي يقدمن مساعدة غير ملموسة للمنظمات المحظورة مثل داعش أو يشاركن في القتال بشكل مباشر.
وأشار جونسان في تقريره الذي تجاوز الـ 200 صفحة، إلى أن 2018 كانت بداية عودة المقاتلين الأجانب من سوريا والعراق إلى المملكة المتحدة، وقالت الحكومة البريطانية في يونيو 2018 إن أغلب هؤلاء العائدين سيدات مع أطفالهن بينما ما زالت العناصر الأكثر خطورة في الخارج، ومن هنا بدأ ملاحظة ضعف القانون في مواجهة هؤلاء.
وتابع أن الفتيات اللواتي يتم إعدادهن في المملكة المتحدة وإقناعهن بالخروج للانضمام إلى داعش، قد يجادلن للحصول على علاج متساهل دون عقاب، وأن الدعم المعنوي الذي تقوم به النساء الغربيات مثل إعداد وجبات الطبخ للمقاتلين والزواج، أو تربية الأطفال وإعدادهم للجهاد جريمة لا يحاسبن عليها، كما توجد جريمة أخرى قد ترتكبها "العرائس الجهادية" ولا يحاسبن عليها وهي عدم الكشف عن معلومات مادية عن أعمال إرهابية يرتكبها الآخرون عندما كانوا في معسكرات داعش.
ولفت إلى أن شميمة بيغوم رغم تجريدها من الجنسية لكنها لم تنل عقابًا، ولا أحد يعرف دورها الحقيقي هناك سواء هي أو الفتيات اللاتي رافقناها لسوريا، كما أنه توجد أدلة تؤكد أن بعضهن يشاركن في النزاع مثلهن مثل الجهاديين الذكور.
وأوضح أن مساعدة هؤلاء الفتيات للجهاديين مهمة ففكرة تقديم المساعدة العاطفية للأزواج الجهاديين والراحة العقلية، كما وصف، ودعم الآخرين يعد جريمة.
واختتم تقريره، أنه بشكل عام الذين يسافرون إلى سوريا والعراق ويقدمون فقط الدعم المعنوي لم نتناولهم بشكل مباشر في أحكام الجرائم الجنائية بموجب قانون الإرهاب لعام 2000 وعام 2006.





