صراع الغاز المسال.. قطر تفشل فى صدارة الإنتاج العالمى أمام أستراليا
الأحد 19/أبريل/2020 - 10:18 ص

محمد عبد الغفار
سعى نظام الحمدين فى قطر إلى إيجاد موطئ قدم له في كافة المجالات السياسية والاقتصادية والفكرية حول العالم، وجعله هذا يلجأ إلى طرق ملتوية فى سبيل تحقيق أهدافه، ما دفع دول الرباعي العربي "مصر والسعودية والإمارات والبحرين" إلى مقاطعته، فى يوليو 2015، ما أثر بصورة واضحة على شتى مناحي الحياة فى الإمارة الخليجية، خصوصا الجوانب الصناعية الاساسية مثل الغاز المسال.
ورغم التأثير الاقتصادي الواضح لخطوة الرباعي العربي على الدوحة، فإن نظام الحمدين سعى لإيهام شعبه بأنه يسيطر على الأوضاع داخل البلاد، ولم يتأثر اقتصاده بالخطوات التي اتخذها الرباعي، ولكن الحقائق خصوصا على المستوى الدولي تشير لعكس ذلك.

الغاز المسال.. حلبة صراع بين قطر وأستراليا
يعد
مجال الغاز المسال وتوزيعه حول العالم من المجالات ذات التأثير الاقتصادي
الكبير، وهو الذى تتصارع عدة دول حول العالم للحصول على لقب أكبر مصدر له،
وعلى رأسه قطر وأستراليا، إذ بذلت كل منهما ما تستطيع لكي تصبح أكبر مصدر
للغاز حول العالم، خصوصا وأن حجم الاستثمارات به وفقا لمنظمة الطاقة
الدولية خلال عام 2019 بلغ 50 مليار دولار، وسعت الدوحة عبر ذلك أيضا للتأكيد على أن المقاطعة العربية لم تؤثر عليها.
وللحصول
على هذا اللقب، انسحبت قطر من منظمة الدول المصدرة للنفط "أوبك"، نهاية
عام 2018، معلنة أن السبب الفعلي وراء ذلك يكمن في رغبتها التفرغ لتنمية
مشروعات الغاز التي تملكها، وأكدت الدوحة ثقتها في قدرة مصانعها
ومشروعاتها على الوجود في صدارة الدول المصدرة للغاز الطبيعي بدلا من
أستراليا التي حصلت علي اللقب منذ نوفمبر 2018.
ورأي
النظام القطري في ذلك فرصة لإحراج الدول المعتمدة على "أوبك" بصورة أساسية
خصوصا الخليجية منها، إضافة إلى البرهنة على قدرته الاقتصادية في تحقيق
خطوات للأمام، لاستخدام ذلك عبر مؤسساته الإعلامية في التأكيد على فشل
المقاطعة العربية.
وفي
مقابل الطموح القطري ذي الأهداف الخبيثة، عملت "كانبرا" على زيادة
مشروعاتها الصناعية في مجال الغاز المسال، من خلال بعض المؤسسات مثل
"ويتستوي" و"بريليود"، بهدف زيادة إنتاجها وفتح أسواق جديدة كما حدث في
تصديرها لأول شحناتها إلى آسيا، يونيو 2018.

قطر تخسر المواجهة
وفقا
لتقرير صادر من الحكومة الأسترالية، يوليو 2019، تعمل قطر على منافسة
كانبرا في هذا المجال، خصوصا في أول 5 شهور خلال عام 2019، إلا أن الحكومة
الأسترالية أكدت أنها صدرت كميات أكبر خلال أبريل 2018 ومايو 2019، معتبرة أنها تفوقت على قطر وأصبحت أكبر قوة للغاز المسال حول العالم.
ورغم
أن الخطط القطرية كانت تهدف إلى بناء 6 وحدات لإنتاج الغاز المسال بطاقة
إنتاجية تبلغ 8 ملايين طن لكل وحدة وتكلفة بناء 10 مليارات دولار، ما
يكلفها 60 مليار دولار، إلا أن الدوحة أعلنت مطلع شهر أبريل 2020 عن تأجيل
عمليات البناء والتوسعة في مشروعاتها دون تحديد موعد لاحق، ما يعد اعترافا
واضحا من نظام الدوحة بخسارته السباق أمام أستراليا.
وكانت
الدوحة تعتمد على ميناءي "جبل علي" و"الفجيرة" فى دولة الإمارات للتزود
بالوقود وكلاهما من أكبر الموانئ الخليجية في هذا المجال، وفقا لما أعلنته
شركة الملاحة القطرية مطلع عام 2017، ومع المقاطعة العربية أصبح مستحيلا
الاعتماد عليهما، وهو ما ظهر تأثيره في سفن النقل الخاصة بشركات قطر للغاز
المسال.