ad a b
ad ad ad

رئاسة البرلمان القادم.. صراع الأصوليين الإيرانيين في ظل أزمة «كورونا»

الأربعاء 29/أبريل/2020 - 07:28 م
المرجع
نورا بنداري
طباعة

في ظل انشغال دول العالم بمحاولة التصدي لوباء فيروس كورونا المستجد؛ نجد التيارات السياسية الحزبية في إيران لديها اهتمامات أخرى؛ خاصة بعد إجراء الانتخابات البرلمانية في فبراير 2020 وفوز التيار الأصولي بأغلبية المقاعد مع تدني نسبة المشاركة الإيرانية، إذ أن أعضاء هذا التيار بدأوا البحث عن المناصب التي تمكنها من اعتلاء البرلمان الجديد، بدلًا من أن يسعوا لمحاولة مساعدة الدولة في إيجاد الحلول التي تخرجهم من فيروس كورونا الذي انتشر في إيران بصورة كبيرة أصاب عشرات الآلاف من الإيرانيين.

صراع الأصوليين

وهذا ما أشارت إليه الصحيفة الإصلاحية «أفتاب يزد» في 6 أبريل 2020؛ مبينة أن المشهد السياسي في إيران يشهد صراعات حزبية رغم أزمة فيروس كورونا؛ مبينة أن التيار الأصولى المهيمن على أغلب مقاعد البرلمان البالغ عددها 290، بدأ صراعه مبكرًا للتنافس على كرسي رئاسة البرلمان، رغم أنه لايزال هناك وقت كبير أمام افتتاح الدورة البرلمانية الـ11 للبرلمان المقبل (الذي لم يحدد حتى الآن) فى ظل أزمة كورونا فى البلاد، إلا أن الأصوليين منشغلون بالتنافس مع بعضهم البعض.

جدير بالذكر، أن التيار المحافظ الأصولي استطاع حسم الانتخابات البرلمانية لصالحه؛ خاصة بعد استبعاد صيانة الدستور أكثر من 90% من مرشحى التيار الإصلاحى المنافس لهم، الأمر الذي رفضه الإصلاحيون والرئيس الإيراني «حسن روحاني» المحسوب على الإصلاحيين.

يدل ذلك على أن الخريطة الحزبية القادمة في إيران ستكون مختلفة وسيؤثر البرلمان في دورته المقبلة الممتدة لـ4 سنوات على كافة ملفات الدولة، لأن فقدان التيار الإصلاحي غالبية مقاعد البرلمان يؤكد أن البرلمان المقبل لن يكون على وفاق مع «روحاني» وقد يكون سيفًا على رقبته في حال طرحت الأغلبية المتشددة الكفاية السياسية للرئيس التي ينص عليه الدستور؛ للإطاحة به على غرار الرئيس الإيرانى الأسبق «الحسن بنى صدر»؛ كما أن حصول المحافظين والأصوليين على المزيد من المقاعد في البرلمان سيزيد من فرصهم في انتخابات الرئاسة التي تجرى في 2021.

ومع سعي الأصوليين للحصول على رئاسة البرلمان؛ فإن بعض التقارير الإيرانية أشارت أنه من المرجح وصول «محمد باقر قاليباف» الذي يرأس لائحة المحافظين في البرلمان الجديدة، وهو رئيس بلدية طهران الأسبق والجنرال السابق بالحرس الثورى، إلى رئاسة البرلمان.

 للمزيد: مقاطعة انتخابات الملالي.. الشعب الإيراني يتصدى لأذرع المرشد

رئاسة البرلمان القادم..

عقلية محدودة

ما سبق يوضح أن عقلية نواب إيران من الأصوليين والمحافظين محدودة، إذ لا يهمهم البحث عن سياسات تنقذ دولتهم من الوباء المتفشي فيها نتيجة لعدم اتخاذ نظام الملالي الإجراءات الوقائية الاحترازية في بداية التعامل مع الفيروس، الأمر الذي نجم عنه وفاة وإصابة الكثيرين؛ إضافة إلى أنه على هؤلاء النواب الجدد أن يعوا أنهم ليسوا معصومين من هذا الفيروس للبحث عن المناصب المقبلة واتخاذ نواب البرلمان الذي أصيبوا بهذا الفيروس عبرة.

وكان من بينهم رئيس البرلمان «علي لاريجاني» الذي أصيب بالفيروس في 2 أبريل 2020، ويقود «لاريجاني» البرلمان منذ 2008، إضافة لإصابة عدد من نواب البرلمان الإيراني، وكبار المسؤولين الإيرانيين بفيروس «كورونا».

إضافة إلى أن صراعهم المبكر يدل على أن إيران ستشهد أزمات سياسية كبيرة بعد انتهاء وباء  كورونا (غير المعروف موعد القضاء عليه حتى الآن)، وأن سيطرة هؤلاء على البرلمان المقبل سيمهد لقمع الشعب الإيراني بكافة الطرق والأدوات المقبلة، الأمر الذي قد يؤدي إلى اندلاع ثورة إيرانية للإطاحة بهؤلاء.

 للمزيد: التيارات السياسية في إيران.. كتاب يرصد أوجه الصراع بين الأصوليين والإصلاحيين

الكلمات المفتاحية

"