قطر في المتاهة.. مشاريع بالمليارات يلغيها كورونا والنظام فشل في المواجهة
السبت 11/أبريل/2020 - 02:11 م
شيماء حفظي
من سار على دروب العداء والإرهاب، لابد أن يصل لمصير محتوم ونهاية واحدة، وهي السقوط المدوي في متاهات اقتصادية وسياسية لا مخرج منها.
هذا تمامًا ما وجد فيه النظام القطري نفسه، وأتت جائحة كورونا لتعجل بنهاية وانهيار نظام هش على المستويين السياسي والاقتصادي؛ حيث يواجه نظام الحمدين تهديدات بتأجيل وتعطل-وفي الغالب إلغاء- مشروعات بمليارات الدولارات في وقت يصعب على اقتصادها تحمل الضربات الناتجة عن تفشي وباء كورونا.
تشكيكات دولية
الصعوبات الاقتصادية أمام قطر تأتي في ظل تشكيكات دولية في الدوحة بخصوص إجراءات مواجهة تفشي المرض والأرقام المعلنة بشأن الإصابات.
ركود متوقع
وفي
خطوة صعبة على الاقتصاد والعمالة؛ طلب أمير قطر تميم بن حمد آل ثاني، من
الحكومة إرجاء عقود غير ممنوحة لمشروعات إنفاق رأسمالي بقيمة 8.2 مليار
دولار؛ وذلك بسبب تفشي فيروس كورونا.
وأوضحت
وثيقة حكومية، نشرت أول أبريل 2020 أن تفشي الفيروس قد يستمر في التأثير
السلبي على الاقتصاد وأسواق المال القطرية وربما يفضي إلى ركود، حسب
رويترز.
يشار إلى أن دولة قطر بدأت اليوم الترويج لسندات دولارية على 3 شرائح، تتراوح آجالها بين 5 و10 و30 عامًا.
تزداد
التقارير الدولية، حول انتهاكات إنسانية ترتكبها قطر بشأن العمالة الوافدة
التي مازالت تمارس نشاطها ضمن مشروعات مونديال قطر 2022.
وتحذر التقارير من التستر على الإصابات بكورونا قد يحول مشروعات مونديال كأس العالم الي بؤرة مرض.
ونقلت إذاعة غرب ألمانيا، أن هناك أكثر من 500 حالة إصابة بفيروس كورونا بين صفوف العمال، وأن العمال أبلغوا أيضًا عن نقص في الأغذية.
لكن
الحكومة القطرية، تنفي ذلك، وتقول إنها أعلنت عزل جزء من المنطقة بعد
تسجيل إصابات في صفوف العمال، وأنه يجرى تزويد المنطقة يوميًّا بالمواد
الغذائية والمياه وأدوات الحماية، إلى جانب تلقي المرضى العلاج في المراكز
الصحية دون دفع تكاليف.
وأضافت
الحكومة أن العاملين الذين يخضعون للحجر الصحى وكذلك المصابين مازالوا
يتسلمون رواتبهم، وقد جرى إبلاغ شركات البناء بتحديد عدد المقيمين في مكان
مشترك بأربعة أشخاص كحد أقصى.
ونفت
قطر، التي تستعد لاستضافة بطولة كأس العالم 2022 لكرة القدم، ما تردد من
ادعاءات حول أن العمال المقيمين في معسكرات العمل يتعرضون لخطر شديد في ظل
أزمة انتشار وباء فيروس كورونا المستجد (كوفيد-19).
وكانت
منظمة العفو الدولية لحقوق الإنسان قد ذكرت في مارس الماضي أن أماكن إقامة
العمال المغتربين في المنطقة الصناعية في العاصمة القطرية الدوحة، خضعت
للإغلاق، بعدما تبين إصابة المئات من عمال البناء بعدوى فيروس كورونا
المستجد.
وأضافت
المنظمة أن معسكرات الإقامة «مكتظة بشكل ملحوظ وتفتقر للمياه والصرف الصحي
المناسبين» وهو ما لا يمكن العمال من حماية أنفسهم من عدوى فيروس كورونا.
وقالت
ريجينا شبوتل، خبيرة شؤون الخليج في منظمة العفو الدولية، في تصريحات
لوكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ) الثلاثاء الماضي إن الظروف الصحية، لا
تحتمل، مضيفة أنه يتم تسكين ثمانية عمال في غرف ضيقة بها أسرة من طابقين،
وأنه من المستحيل الالتزام بمسافة التباعد الجسدي : «لأنه ببساطة لا توجد
مسافة».
للمزيد: كورونا يضرب كأس العالم.. و«فورين بوليسي» تحذر من كارثة مونديال قطر 2022





