ad a b
ad ad ad

صفعة «القوة القاهرة».. النفط الكاسد يغرق الدوحة في بحر الخسائر

الأربعاء 15/أبريل/2020 - 04:07 م
المرجع
مصطفى كامل
طباعة

منذ تفشي فيروس كورونا، واعتباره وباءً عالميًّا من قبل منظمة الصحة العالمية، وضربات عدة يتلقاها نظام «الحمدين» القطري خلال الآونة الأخيرة؛ لاسيما في قطاع الاقتصاد الذي تضرر بشكل كبير جراء الصمت المبالغ فيه من قبل الإمارة الصغيرة على الاعتراف بوجود (كوفيد-19) من أجل الحفاظ على مشروعاتها الاقتصادية.

جاءت الضربة القاصمة التي تلقتها الدوحة، عن طريق «الغاز القطري» الذي تصدره إلى باكستان، عقب مطالب من الأخيرة بوقف الطلب نهائيًّا في ظل الوضع الراهن.

وتسعى الدوحة عقب تلقي تلك الصفعة إلى محاولات سد العجز الاقتصادي الذي وقعت فيه، بتحدي الجميع ومواصلة التعامل مع الصين في ظل الأزمة العالمية وعدم التعاون معها في الوقت الراهن، من خلال توريد الغاز لها لتفادي السقوط المدوي لنظام «الحمدين».

للمزيد: لإنقاذ الاقتصاد.. الدوحة تقتل العمالة الوافدة بــ«كورونا»


صفعة «القوة القاهرة»..

الصفعة الباكستانية

تلقت الإمارة القطرية بزعامة «تميم» صفعة قوية من قبل باكستان، عقب إعلان الأخيرة التخلي عن استيراد الغاز القطري المسال؛ حيث تتعرض الحكومة الباكستانية لما يعرف لديها بـ«القوة القاهرة» في قانون الاقتصاد الباكستاني، حيث تشير بنود العقود، الى إعفاء أي من الطرفين المتعاقدين من التزاماته عند حدوث ظروف قاهرة خارجة عن إرادتهما مثل الحرب أو الكوارث الطبيعية، الأمر الذي لم تتوقعه الدوحة من إسلام أباد في الوقت الحالي في ظل الأزمة الاقتصادية التي تمر بها ومواجهتها استنزاف حاد في السيولة والاقتصاد والبورصة المحلية بسبب تفشي «كورونا» ، وإغلاق العديد من دول العالم أبوابها لمواجهة تفشي الوباء واحتوائه.


صفعة «القوة القاهرة»..

إعلان القوة القاهرة

وتعمل إدارة البترول في باكستان مع شركة نفط باكستان «PSO» واثنين من مرافق الغاز في القطاع العام على اقتراح للحكومة الفيدرالية لإعلان «القوة القاهرة» على المدى الطويل في التعامل مع الدوحة لوقف استيراد الغاز الطبيعي المسال منها وسط انخفاض أسعار النفط وانخفاض الطلب، حيث أوقفت شركة باكستان للغاز الطبيعي المسال المحدودة  «PLL» عملية المناقصات الدولية لشراء الغاز الطبيعي المسال، الأمر الذي دعا إدارة البترول الباكستانية إلى أن الأمر قد يتم تناوله مع الحكومة القطرية لإعلان القوة القاهرة من أجل تقليل الإمدادات من الدوحة.

يأتي هذا في الوقت الذي فشلت فيه الحكومة القطرية في إقناع باكستان منتصف العام المنصرم بصفقة الغاز المسال خلال زيارة تميم الأخيرة إلى إسلام آباد، والفوز بصفقة الغاز طويلة الأمد مع باكستان، والذي يتضمن تزويد إسلام آباد بـ200 مليون قدم مكعب من الغاز، بالرغم من محاولات الدوحة تقديم عروض مغرية بتزويد باكستان بحصة أكبر من الغاز الطبيعي المسال بنسبة 11.05% من خام برنت، الأمر الذي رفضه عمران خان رئيس باكستان –آنذاك-، بإبرام الاتفاقيات الخاصة بالغاز التي سافر من أجلها الأمير القطري.


صفعة «القوة القاهرة»..

التعامل مع الصين

وعقب الصفعة التي تلقتها الدوحة من باكستان ووسط تداعيات الوباء العالمي، سعت إلى الحفاظ قدر الإمكان على مشروعاتها الاقتصادية وحل الأزمة التي وقعت فيها، إذ لجأت إلى الصين كحل بديل وسريع لتفادي الخسائر الفادحة التي لحقت بنظام الحمدين، في تحد واضح للجميع وتجاهل تام في التعامل مع الوباء العالمي، حيث قالت شركة «قطر غاز» للتشغيل الموحد التابعة للحكومة القطرية، أنها قامت بتسليم شحنة من الغاز الطبيعي المسال على متن ناقلة «كيو فليكس» ليل الأربعاء 1 أبريل 2020، لمحطة «زهوشان» لاستقبال الغاز الطبيعي المسال في الصين، موضحة في بيان لها أن حمولة الناقلة بلغت ما يقرب من 210 آلاف متر مكعب من الغاز الطبيعي المسال، كما أن المحطة الصينية تضم خزانين تبلغ سعة كل منهما 160 ألف متر مكعب، كما تضم رصيفا مخصصا للغاز الطبيعي المسال بسعة 3 ملايين طن في مرحلتها الأولى، ما يؤكد أن تلك الصفقة جاءت في الوقت الذي تصاعدت فيه تداعيات تفشي الوباء العالمي محاولات الإمارة الصغيرة للتوجه لأي مكان لتلافي الخسائر الاقتصادية دون النظر العالم في تحدي الوباء.

للمزيد: «كورونا» يذبح قطر.. البورصة تنزف والاستثمارات تتراجع والفيروس ينتشر


"