يصدر عن مركز سيمو - باريس
ad a b
ad ad ad

الاعتراف أو الكذب.. صبيان أردوغان في مأزق بعد تفشي كورونا في تركيا

الخميس 02/أبريل/2020 - 11:33 م
المرجع
سارة رشاد
طباعة

لم تقتصر الصدمة التي سببها الارتفاع المفاجئ في عدد المصابين بفيروس كورونا المستجد (كوفيد -19) في تركيا على الأتراك أنفسهم، إذ طالت الصدمة العرب المؤمنين بالدولة التركية أكثر من بلدانهم إما لأصولهم الأولى التركية أو لانتمائهم  لما يروجون له بأنه مشروع الخلافة الإسلامية الذي يقدم الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، نفسه زعيمًا له.

عرب تركيا

وإذ كان تضخم عدد المصابين في تركيا يعكس فشلًا لأنقرة في مواجهة الفيروس الذي سجل حتى الآن 10827 مصابا، ومن ثم يصعد بتركيا في المرتبة 12 عالميًا في حجم الإصابات إلا أن ما يعرفون بالعرب الأتراك لا يعترفون بذلك الفشل مستندين لثقة تركيا التى ترفض الاعتراف بأي فشل.

في المقابل لم يعترف هؤلاء بأي نجاحات تذكر لدولهم، إذ يرفضون الاعتراف بقدرة مصر مثلًا في تحجيم انتشار المرض أو دور الإمارات الإنساني في مساعدة الجنسيات العربية في الخروج من الصين، ومساعدة دول عدة في مواجهة كورونا.

قناة الجزيرة بدورها كانت أبرز المروجين لهذا الخطاب، إذ نشرت تقارير تبرر ارتفاع أعداد الإصابات في تركيا، مروجة لكون تركيا جزء من العالم الذي يعاني الانتشار السريع للفيروس.

واستندت الجزيرة القطرية على مصادر تركية أكدت لها أن العدد في تركيا سيشهد انحسارا في الفترة القادمة، دون تقديم مبرر منطقي لذلك، فيما روجت لما أسمته كفاءة الجهاز الصحي في تركيا.

بشكل متواز كانت تغطية الجزيرة  لانتشار فيروس كورونا في مصر، تعتمد على ترويج الأكاذيب والتشكيك في الرواية الرسمية. وكانت الجزيرة أحد أبرز المنابر التي روحت لتقرير جريدة الجارديان البريطانية التي زعمت فيه أن مصر تضم 19 ألف حالة كورونا، وهو التقرير الذي نفت صحته الدولة المصرية وأغلقت على أثره مكتب الجريدة البرياطانية في مصر.

الاعتراف أو الكذب..
الإخوان وشق التجانس

 جماعة الإخوان هي الأخرى كان لها الدور المشبوه ذاته، عبر إعلامها المذاع من تركيا، إذ عكفت قنوات الجماعة على تقديم خطاب مشكك وشامت في الدولة المصرية متجنبًا التطرق إلى تعامل تركيا وقطر اللتين تجاوزتا مصر في ترتيب الدول الأكثر انتشارًا للمرض.

 وتعيد هذه الموقف الداعم لتركيا من قبل بعض الفئات العرب، فتح ملف الانتماء لهؤلاء الذين يغلبون ولاءهم لتركيا على ثقتهم في قدرات بلدانهم.

وتعتمد تركيا على هؤلاء في تمرير مشروعها إلى جانب العرب من أصول تركيا، بحسب الكاتب السعودي، محمد الساعد، الذي تناول في مقالة بعنوان «الأتراك العرب.. ليبيا نموذجًا»  بصحيفة «عكاظ» السعودية، مطلع يناير 2020، خطاب أردوغان المتحدث عن تدخله في ليبيا لدفاعه عن مليون ليبي من أصول تركية.


وحذر الساعد من الوتر الذي تلعب عليه تركيا وهو شق تجانس الشعوب العربية عبر تعزيز العنصرية لدى العرب المنحدرين من أصول تركية، معتبرًا أن ما يروجه أردوغان هو الأخطر منذ سقوط الدولة العثمانية.

الاعتراف أو الكذب..

محامو أردوغان

وفي تصريح للمرجع قال الكاتب السياسي، محمد فراج أبو النور، إن تركيا كانت تعلم أهمية أن تكوّن لنفسها قاعدة شعبية لدى الشعوب العربية حتى يكونوا محامين عنها أوقات الأزمات أكثر من الأتراك أنفسهم. ولفت إلى إنها عمدت إلى استخدام قوة ناعمة من مسلسلات وإعلام يروج لها على إنها حامية الإسلام حتى تجد في نفوس العرب قبول ملحوظ.

وأضاف أن هذا القبول كشف عن ميل بعض العرب لأنقرة أكثر من بلدانهم، معتبرًا أن مثل ذلك يعتبر مصدر خطر على استقرار المجتمعات العربية.

للمزيد... «العرق».. خطة أردوغان لتمرير التوسعات التركية على حساب العرب

"