تنشيط مؤسساته وشركاته.. انتهازية نظام الملالي في أزمة فيروس كورونا
يتعامل نظام الملالي مع أزمة تفشي فيروس كورونا المستجد بذات الطريقة التي يتعامل بها مع العديد من الأزمات الأخرى التي تؤدي في نهاية الأمر لتحمل الشعب الإيراني الجزء الأكبر من الخسائر.
ونتيجة لانتهازية مؤسسات الملالي في التعامل مع الأزمة ارتفعت نسبة الوفيات الناجمة عن الإصابة بالفيروس، الأمر الذي أدى إلى صدور تلويح نشرته بعض وسائل الإعلام الإيرانية؛ للرئيس الإيراني «حسن روحاني»، شكا فيها ممن وصفهم «شبكة المستفيدين من آلام الإيرانيين»، دون أن يحدد جهة بعينها.
ووفقًا لما نشرته تقارير صحفية، فإن أصابع الاتهام حول «شبكة الإنتهازيين» وجهت إلى مؤسستين هما: «الحرس الثوري الإيراني»، والمؤسسة الدينية «ستاد»، لأن هاتين المؤسستين لهما باع في المجال الطبي، فالحرس الثوري يمتلك العديد من المستشفيات والمراكز التعليمية والطبية في عموم البلاد، يأتي من أشهرها «مستشفى بقية الله الأعظم» في طهران، بينما «ستاد» فلديها بعض شركات الأدوية، وأصبحت خلال السنوات الأخيرة عملاقًا لتجارة الأدوية في إيران.
الحرس الثوري وكورونا
في 17 مارس 2020،
نشر ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي فيديو مصورًا جاء تحت عنوان «انتهازية الحرس
الثوري في أزمة كورونا»، جاء فيه وقوع اشتباكات بين المواطنين وعناصر
من الحرس الثوري في مدينة «چوار» بمحافظة «إيلام»، لأن الحرس الثوري
يريد الاستيلاء على أراضي المواطنين بحجة بناء المزيد من الثكنات
العسكرية بزعم إيجاد حلول لفيروس كورونا، الأمر الذي وصفه مواطنون بأنه استغلال
لأزمة الفيروس للاستيلاء على أراضيهم.
ويتدخل الحرس الثوري
بتوجيه من المرشد الأعلى للثورة الإيرانية لعدم الكشف عن العدد الحقيقي عن إصابات
ووفيات فيروس كورونا، وهذا ما أوضحه بعض مديري المستشفيات في تصريحات لمواقع إخبارية؛ وبينوا أن مخابرات الحرس تدخلت لحجز المصابين بالمستشفيات وإصدار تصاريح
دفن الضحايا بالتنسيق مع الحرس، وطالبت الكوادر الطبية بعدم الكشف لأي جهة عن
الإحصائيات الدقيقة بشأن المصابين والوفيات، وذكروا أن الإحصائيات التي نشرت
في مارس 2020؛ حول عدد الإصابات والوفيات تمت بالتنسيق مع
مخابرات الحرس الثوري.
ووفقًا لموقع «إيران
واير» فإن الأطباء تلقوا تهديدًا من مخابرات الحرس بعدم الإفشاء عما تم الاتفاق عليه
بعدم إفشاء محتوى الأعداد، بل إن بعض المؤسسات الصحفية تلقت تهديدات من الحرس
بشأن تداول أخبار فيروس كورونا، مع رعاية «الخطوط الحمراء» وعدم الكتابة
بشكل يثير الرعب.
للمزيد: أبرزها
لبنان والعراق.. إيران تصدر «كورونا» للدول العربية
كورونا وستاد
«ستاد» مؤسسة دينية تم تأسيسها عام 1989 وهى بمثابة «مركز لتطبيق أوامر الإمام» وكانت عبارة عن مؤسسة لتنظيم شؤون العقارات التي كان يملكها المهاجرون وأنصار الشاه بهدف مساعدة الفقراء والمساكين، ومنذ ذلك الحين أصبحت من كبرى المؤسسات المؤثرة وهي تابعة مباشرة للمرشد.
وخلال السنوات الأخيرة توسع نشاط المؤسسة الدينية؛ حتي أصبحت ناشطة في صناعات النفط والاتصالات وتربية المواشي، كما تحولت إلى عملاق لتجارة الأدوية، وأطلق عليها «إمبراطورية ستاد»، وكانت ضمن المؤسسات التي وقعت تحت طائلة العقوبات الأمريكية المفروضة ضد إيران، لرؤية واشنطن أنها ليست مؤسسة عادية بل شبكة هائلة تعمل على جمع ممتلكات بتكليف من القيادة الإيرانية.
المرشد و«كورونا»
من الأدلة التي تبين طرق
تعامل نظام الملالي مع أزمة الفيروس لتحقيق أهدافه فقط، أن مرشد الثورة «علي
خامنئي» عارض التوصيات الطبية ودعوات إقامة محاجر صحية في مدينة
«قم» الدينية بل شجع هو ورجاله، الناس على الذهاب للأضرحة
والمزارات للشفاء من فيروس كورونا، إلا أن الهدف الأساسي من ذلك لم يكن الشفاء،
بل الحفاظ على الأرباح المادية التي تجنيها مؤسسات الملالي من وراء المواطنين
والزوار من الخارج.
استياء شعبي
وأعرب ناشطون إيرانيون عن
استيائهم مما تقوم به بعض شركات الأدوية في إيران، ومن بينها «ستاد»، وقالوا إن
مئات الإيرانيين يموتون من كورونا بسبب احتكار هذه الشركات للكمامات والمطهرات
وأجهزة الكشف، إضافة لعدم قدرة البلاد على استيرادها بسبب العقوبات الأمريكية،
الأمر الذي حول البلاد لبؤرة كورونا بالشرق الأوسط، خاصة بعد أن أعلنت وزارة الصحة
الإيرانية في 16 مارس 2020 أن عدد الإصابات وصل إلى 14991 حالة، مع وفاة
853، وتعافي 4996 حالة.
وجدير بالذكر أن
النظام الإيراني اعتقد عقب ظهور فيروس كورونا المستجد في الصين ديسمبر 2019،
أن بلاده بمنأى عن هذا الفيروس، وتعامل بشكل طبيعى مع الأمر درن اتخاذ أي تدابير
وقائية، بل قام بالتواصل في استقبال الزوار والطلاب الصينيين إلى إيران.
وأعلن ناشطون أن القيادة
الإيرانية لم تلتفت إلى الأصوات التي حذرت من احتمال تعرض البلاد لفيروس كورونا،
وضرورة توفير المعدات الطبية اللازمة للتعامل معه، بل قام بعض التجار في يناير
2020؛ بتصدير الكمامات إلى الصين بمبالغ كبيرة، تحت إشراف الحكومة.
للمزيد: الحرس
الثوري يواجه كورونا «عسكريًّا».. والفيروس يحاصر إيران





