«كورونا» يُصعِّد أزمة اللاجئين بالجزر اليونانية ويزيد من أعباء أثينا
الخميس 12/مارس/2020 - 12:43 م
نهلة عبدالمنعم
بين معارك استراتيجية ألجأت مدنيين إلى الهجرة والنزوح، يجتاح العالم حاليًا فيروس «كورونا المستجد»، ليزيد بقوته البيولوجية من معاناة اللاجئين، ومن أبرز المشاهد في هذا الإطار، المهاجرين السوريين العالقين على الحدود اليونانية بعد طردهم من تركيا.
في 29 فبراير 2020 أعلنت الحكومة التركية فتح حدودها مع اليونان لعبور اللاجئين السوريين البالغ عددهم بالبلاد حوالي 4 ملايين إلى أوروبا، وبحلول الأول من مارس 2020 أكدت الوكالة الأوروبية لحماية الحدود الخارجية «فرونتكس» وصول أكثر من 13 ألف لاجئ إلى اليونان التي ترفض استقبالهم لما تعانيه من أزمات اقتصادية، وبناء عليه يتكدس اللاجئون على الحدود أو بداخل مخيمات المنطقة دون رعاية طبية واضحة أو حتى إخضاعهم لأجهزة كشف الفيروس، نظرا لدخولهم من المنافذ غير الشرعية.
كورونا اليونان
تظل الأوضاع الصحية للبلاد هي الحاكم بمدى ضراوة الخطر الذي يتعرض له المهاجرون بداخلها؛ نظرًا لوجودهم في ظروف غير صحية بالأساس، إذ قرر وزير الصحة اليوناني، فاسيليس كيكيلياس الأربعاء 11 مارس 2020 إغلاق المدارس والجامعات لمدة أسبوعين لارتفاع عدد الحالات المصابة بفيروس كورونا فى البلاد إلى 89 حالة.
ومع تكدس المهاجرين في خيام غير آدمية بالجزر اليونانية تتزايد المخاوف من انتشار الفيروس بسرعة أكبر بين العالقين، ومن ثم انتقاله لأفراد الأمن والمواطنين، إذ أن القادمين الجدد لم يخضعوا للكشف الطبي اللازم، كما أن الظروف المحيطة بهم ربما تحفز تزايد انتشار الفيروسات بشكل عام.
وأعلنت وزارة الصحة اليونانية في 9 مارس 2020 إصابة سيدة من جزيرة ليسبوس- البقعة الجغرافية الأكثر استقبالًا للاجئين- بفيروس كورونا ما ضاعف من تخوفات الحكومة من تزايد الإصابات بالمنطقة وصعوبة السيطرة على المرض وتفاقم التأثيرات السلبية على المنطقة الساحلية التي تعد من أهم مصادر الدخل القومي لليونان.
إجراءات الوقاية
ذكر موقع «دويتش فيلا» في 10 مارس 2020 أن مفوضية اللاجئين في اليونان بدأت في إعداد دورات توعية للمهاجرين حول طرق العناية الشخصية التي تمكنهم من التغلب على الفيروسات المنتشرة، إلى جانب الحرص على تواجد فرق طبية مخصصة لاستقبال السوريين للكشف عليهم والحد من العدوى قدر الإمكان.
كما تستعد اليونان اضطراريًّا لتشييد بناء مغلق للاجئين بجزيرة ليسبوس كبديل عن مخيم «موريا» الذي يعيش به الآلاف من المهاجرين في ظروف صحية صعبة ومتردية من الممكن أن تسهم في زيادة انتشار الأمراض، إذ قال المتحدث باسم الحكومة اليونانية، ستليوس بيتساس، إن بناء مركز محكم للمهاجرين سيمكن السلطات من السيطرة على الأوبئة بدلا من المخيمات المفتوحة.
مطامع كبرى
عن التأثيرات السلبية المتفاقمة من الأوضاع الحدودية الحالية بين اليونان وتركيا، يقول أستاذ الاقتصاد وإدارة الأزمات في جامعة «سياتل» الأمريكية، عبداللطيف درويش إن أثينا إذا سمحت بدخول مئات الآلاف للدخول إلى أراضيها ستصبح عالميًا دولة فاشلة أمنيًا، مؤكدًا أن تركيا تروج بشعارات الإنسانية نحو المهاجرين لابتزاز اليونان ودول الاتحاد الأوروبي ليس أكثر من ذلك؛ مؤكدًا أن اللاجئين ليسوا فقط من السوريين ولكن الأكثرية من دول أخرى لا تُعاني حروبًا فهم فقط مجرد ورقة ضغط.
ولفت الباحث إلى أن أنقرة لا تهتم كثيرًا بمصير اللاجئين المتردي أو غيره، بل تريد فقط التكسب السياسي والاقتصادي من خلالهم؛ مؤكدًا أن الدول الكبرى تتلاعب بمصالح سوريا؛ ولذلك هم المسؤولون فقط عن الأزمة وليست اليونان التي ليس لها علاقة بها.
للمزيد.. اللجوء السياسي.. أعباء اقتصادية جديدة على اليونان





