«أردوغان» يتراجع.. رد الفعل الأوروبي يصدم «ديكتاتور أنقرة»
يبدو أن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان تراجع خطوات إلى الخلف، عقب إقراره السابق بفتح الحدود أمام اللاجئين السوريين، للتوجه إلى الحدود مع اليونان ومنها إلى أوروبا؛ في محاولة للضغط على القارة العجوز، لدعم عمليته العسكرية في إدلب بالشمال السوري، إذ اتخذ قرارًا بوقف عبور اللاجئين عبر بحر إيجه، وفتح هذا القرار باب التساؤلات حول أسباب هذا التراجع، مع الإبقاء على طالبي اللجوء في تركيا.
وأصدر الرئيس التركي قراره الجمعة 6 مارس الجاري، عقب تعرضه لموجة انتقادات أوروبية، جاءت عقب تصدي اليونان لموجات اللاجئين القادمة من تركيا، وأعلن يوهانس هان مفوض الاتحاد الأوروبي لشؤون الموازنة، السبت 7 مارس 2020، أن المساعدة المالية المقدمة لتركيا للاعتناء باللاجئين على أرضها قد تكون أقل من السابق، وسوف يتوقف ذلك على مدى التزام أنقرة باتفاق الهجرة.
وذكر «هان» في حديث لصحيفة «دي فيلت» الألمانية، أنه جرى تشييد الكثير من المدارس، ودور رياض الأطفال والمستشفيات لخدمة اللاجئين، ولا يتعين تمويل ذلك مجددًا، متابعًا أن الاتحاد الأوروبي سيكون مستعدًا من حيث المبدأ لتقديم مزيد من المساعدة لدعم اللاجئين في تركيا، في حال أنهت أنقرة «سياساتها الابتزازية» بالتهديد بإرسال المزيد من المهاجرين إلى الاتحاد الأوروبي.
للمزيد .. لابتزاز أوروبا.. «أردوغان» يدس الإخوان الهاربين ضمن موجة اللاجئين
وأعلن رئيس الوزراء اليوناني كيرياكوس ميتسوتاكيس، أن الاتفاق بين الاتحاد الأوروبي وتركيا الذي نجح في الحد من الهجرة إلى أوروبا بات «ميتًا»، متهمًا أنقرة بالمساعدة في التدفق المستمر لآلاف المهاجرين على الحدود.
خرق للاتفاقيات
تعلق الدكتورة نورهان الشيخ، أستاذة العلاقات الدولية بكلية الاقتصاد والعلوم السياسية جامعة القاهرة، على قرار أردوغان بالقول إنه يمهد الطريق لتراجعه عن قرار بشأن دفع اللاجئين نحو اليونان، موضحة أن ما يفعله حاليًّا خرقًا للاتفاقيات مع دول الاتحاد الأوروبي، وهذا غير قانوني؛ خاصة أنه حصل على مليارات الدولارات من الاتحاد الأوروبي كي يبقى على اللاجئين في بلاده.
وأضافت في تصريح لـ«المرجع» أن «أردوغان» سيتراجع عن قراره في النهاية؛ لأن أزمة «اللاجئين» حدثت في إدلب، وبالفعل تم تسوية الأمر مع روسيا، وبالتالي ليس هناك داعٍ لمضي أردوغان في تهديداته بإرسال اللاجئين.
الصدمة من رد الفعل الأوروبي
من جهته، قال المحلل السياسي التركي جواد غوك: إن فتح باب اللاجئين أمر مؤقت فقط، وسيتم إغلاقه في أي لحظة، فأردوغان لم يكن يتوقع ردة فعل أوروبية قوية مثل ما حدث معه، متابعًا لـ«المرجع»، أن هناك لقاء سيتم عقده قريبًا بين «أردوغان» والمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، سيتطرق إلى الاتفاق بين تركيا والاتحاد الأوروبي، وستتم تسوية الأوضاع قريبًا.
142 ألف مهاجر
وبدأ تدفق آلاف من اللاجئين والمهاجرين نحو أوروبا من تركيا، في 29 فبراير 2020، عقب إعلان أنقرة أنها لن تعيق حركتهم باتجاه أوروبا، فيما أعلن وزير الداخلية التركي سليمان صويلو، أن عدد اللاجئين والمهاجرين الذي عبروا إلى اليونان من أدرنة بلغ 142 ألفًا و175 شخصًا حتى يوم 6 مارس 2020.





