مطامع أردوغان على حساب اللاجئين تهدد بتحول حدود اليونان لـ«بؤرة كورونا»
الجمعة 06/مارس/2020 - 11:53 ص
أردوغان واللاجئين
شيماء حفظي
«كلعبة الورق» يدفع الرئيس التركي باللاجئين في وجه أوروبا، كسلاح لتحقيق مصالح سياسية واقتصادية لبلاده، لكن في وقت يمر فيعه العالم بأزمة صحية كبيرة؛ بسبب انتشار فيروس كورونا المستجد، ويدفع أردوغان الملايين نحو حافة الموت.
ويتوعد الرئيس التركي، بإرسال «الملايين» من المهاجرين واللاجئين إلى أوروبا؛ للضغط عليها للحصول على المزيد من الدعم في الملف السوري، تزامنًا مع العمليات العسكرية التي يشنها الجيش التركي بمباركة من الولايات المتحدة الأمريكية، عقب إعلان انسحابها من البلاد.
ابتزاز باللاجئين
وتستقبل تركيا على أراضيها أكثر من 4 ملايين مهاجر ولاجئ، غالبيتهم من السوريين، إلا أنها أبرمت اتفاقًا مع الاتحاد الأوروبي في 2016؛ لمنعهم من التوجه إلى أوروبا، مقابل الحصول على المليارات من المساعدات.
وبينما يلوح أردوغان، بأن أوروبا عليها أن تتحمل دورًا في عبء اللاجئين، فإن الرئيس التركي يحصل على دعم مالي بمليارات الدولارات من الدول الأوروبية؛ لمنع تدفق اللاجئين عبر البحر المتوسطـ.
ويبقى الإجماع بين دول الاتحاد الأوروبي على استمرار تقديم التمويل اللازم لتركيا في مجال رعاية اللاجئين، هو مفتاح استمرار الاتفاق، لكن مصير الاتفاق لن تفصح عنه سوى مواقف الدول الأخيرة، تجاه الدعم الذي يحصل عليه أردوغان، لكن مطالب أردوغان، تخطت الآن فكرة زيادة المساعدات المالية، ويطالب أوروبا بدعم تحركاته في سوريا، والتي يصفها بأنها «سبل حل للنزاع السياسي في سوريا».
ومع إعلان أردوغان، أن بلاده تفتح أبوابها أمام من يريد المغادرة إلى أوروبا، احتشد آلاف المهاجرين واللاجئين ومن بينهم أفغان وسوريون وعراقيون، على الحدود التركية مع اليونان، التي أعلنت أنها ستواجه أي تدفق للاجئين.
واندلعت اشتباكات عندما منعت الشرطة اليونانية دخول الآلاف عبر الحدود في عطلة نهاية الأسبوع، وأطلقت الغاز المسيل للدموع على المهاجرين، الذين ردوا بإلقاء الحجارة، كما أعلنت أثينا عن تعزيز دورياتها البرية والبحرية، وتعليق طلبات اللجوء التي تقدم بها الأشخاص الذين دخلوا البلاد بشكل غير قانوني.
تجمعات خطرة
أعلنت الدول الأوروبية – مع انتشار فيروس كورونا المستجد – تطبيق مزيد من الإجراءات الاحترازية على حدودها، سواءً البرية أو الجوية أو البحرية؛ لمراقبة كل من يدخل إلى أراضيها؛ تجنبًا لانتشار المرض داخل البلاد من الوافدين، فيما شددت هذه الإجراءات على طالبي اللجوء والمتسللين عبر الحدود.
ومع إعلان تركيا فتح أبواب الهجرة إلى أوروبا، تقول الأمم المتحدة: إن نحو 13 ألف لاجئ، باتوا يتمركزون الآن على طول الحدود التركية اليونانية، التي يبلغ طولها 212 كيلومترًا، في حين قال وزير الداخلية التركي سليمان صويلو، نهاية الشهر الماضي: إن عدد اللاجئين والمهاجرين غير النظاميين، العابرين أراضي بلاده باتجاه أوروبا، قد ارتفع إلى 47 ألف شخص.
وإذا لم تتمكن تركيا واليونان من حسم الأمر، فإن هذا التجمع، مهدد بانتشار فيروس كورونا، الذي يجتاح العالم حاليًّا، لكن الأمر برمته لا يعني أردوغان، ورغم هذه المخاطر، فإن المهاجرين العالقين في تركيا، يريدون الهرب منها إلى أوروبا؛ بحثًا عن حياة أفضل، وسط حياة يحيط بها الابتزاز والسرقة من قبل أرباب العمل، وأصحاب المساكن والمهربين في تركيا.





