هنا طرابلس من دمشق.. التمثيل الدبلوماسي بين ليبيا وسوريا في ظل ظروفهما المتشابهة
للمرة الأولى منذ اندلاع ما يعرف بالربيع العربي، تشهد العلاقات الرسمية السورية الليبية تحسنًا؛ إذ وصل وفد ليبي مطلع، الأسبوع الجاري، العاصمة السورية دمشق، بعد قطيعة استمرت سنوات على خلفية ما شهدته البلدان.
التفاهم لتقارب الظروف
ووفقًا لما أعلنته وكالة الأنباء الرسمية السورية «سانا»، فالوفد وقع باسم الحكومة الليبية المؤقتة مذكرة تفاهم مع الحكومة السورية؛ لإعادة افتتاح مقرات البعثات الدبلوماسية والقنصلية في البلدين.
وذكرت الوكالة، أن يوم الثلاثاء 3 مارس 2020، شهد إعادة افتتاح السفارة الليبية، بحضور وفد ليبي برئاسة نائب رئيس الحكومة المؤقتة «عبد الرحمن الأحيرش»، ووزير الخارجية والتعاون الدول «عبد الهادي الحويج».
وتحمل هذه الخطوة قدرًا من الأهمية؛ إذ تأتي في ظل تقارب ظروف المشهدين الذين تعيشهما البلدان؛ إذ يحارب كل من الجيش السوري والليبي ضد ميليشيات مدعومة تركيًّا وقطريًّا؛ بغرض إجهاض المشروع التركي الداعم للإسلام الحركي في سوريا وليبيا.
وأمام هذا الوضع، يصبح السؤال عن مدى تأثير التعاون السوري والليبي على تطورات المشهد داخل الدولتين مهمًا، خاصةً وأن ثمة مصيرًا واحدًا ينتظرهما، الأمر الذي يفرض حتمية التعاون الأمني.
رد فعل حكومة الوفاق
ردت حكومة الوفاق المدعومة من الميليشيات، ممثلةً في وزارة خارجيتها، بأن أبدت غضبها مما جرى في العاصمة السورية دمشق، من تسليم الحكومة السورية سفارة ليبيا للحكومة الليبية، التي وصفتها وزارة السراج بـ«الحكومة الموازية في شرق ليبيا».
واستنكرت الوزارة في بيان لها «هذا الإجراء»، زاعمةً أنه مخالف لقرارات مجلس الأمن الدولي، القاضية بعدم التعامل مع ما أسموه بـ«الأجسام الموازية» لـ«حكومة الوفاق الوطني» غير الشرعية، معتبرةً أنها «الحكومة الشرعية الوحيدة في البلاد».
وادعت وزارة خارجية السراج، أن استلام الحكومة الليبية، المنبثقة عن مجلس النواب، لمقر السفارة، يعد سطوًا على «حقوق الدولة الليبية» وانتهاكًا بـ«السيادة»، وهو عمل مرفوض ومستهجن.
خسائر تركيا
وفي تصريح للمرجع، يقول الكاتب الليبي محمد الزبيدي: إن التعاون مع سوريا في قراءة المشهد سيساعد كثيرًا في اتباع نفس الإستراتيجيات من دول أخرى متحالفة او متعاطفة مع الدولتين؛ ما سيكبد تركيا خسائر فادحة على الصعيدين السياسي والعسكري.
وأكد أنها ضربة موجعة لأردوغان، خاصةً بعد القتلى الذين أسقطهم الجيش السوري والليبي في يوم واحد، وتسببوا في إحباط كبير للرئيس التركي.
وأوضح أن التعاون بين دمشق والجيش الليبي، من شأنه أن يظهرهما كجبهة موحدة في مواجهة الجبهة المتطرفة لإرهابي البلدين.
ودلل على توحد الإرهابيين بعمليات النقل التي نفذتها تركيا للإرهابيين من سوريا لليبيا؛ ما أظهرهم كجبهة لها نفس الأهداف والأفكار.
للمزيد... وقلوبهم شتى.. مرتزقة أردوغان وإرهابيو السراج يتناحرون على الكعكة المسمومة





