انهيار أحلام أردوغان في إدلب.. وأنقرة تستغيث بالناتو وتهدد أوروبا
بدأت الأحداث في الشمال السوري تأخذ منحى خطيرًا نحو التصعيد، منذ مساء الخميس 27 فبراير 2020، وقبل أقل من 48 ساعة على انتهاء المهلة التي حددها الرئيس التركي رجب أردوغان أمام الجيش العربي السوري من المناطق التي سيطر عليها في كل من ريفي حلب وإدلب، والتي يتقدم فيها الجيش بشكل كبير محققًا انتصارات قد تطيح بتهديد أردوغان التي اعتبرها الرئيس بشار الأسد مجرد «فقاعات كلامية»، خلال كلمته الأخيرة التي ألقاها منتصف فبراير 2020.
للمزيد: أسرار ظهور أعلام «هيئة تحرير الشام» على الدبابات التركية في «إدلب»
إيواء الإرهابيين
وفور الإعلان عن مقتل عشرات الجنود الأتراك في عملية للجيش السوري بإدلب، واتهام موسكو بالاشتراك فيها، كشفت وزارة الدفاع الروسية، في بيان لها الخميس 27 فبراير 2020 مقتل عشرات الجنود من الجيش التركي خلال قصف موجه للجماعات الإرهابية، وأوضحت أنه تبين خلال القصف أنها تضم عسكريين أتراك، مشيرة إلى أن الجانب التركي لم يبلغ موسكو عن وجود عسكريين في المنطقة التي تعرضت للقصف بإدلب، وأنه لم يكن مفترضًا وجود أي من الوحدات التركية في المنطقة، وأن الطائرات الروسية لم تستهدف المنطقة التي تعرض فيها الجنود الأتراك للقصف.
وقالت الوزارة في بيانها: إنه فور تلقي معلومات عن إصابات في صفوف العسكريين الأتراك، تم اتخاذ جميع الإجراءات لوقف إطلاق النار من قبل القوات السورية بشكل كامل، وتأمين إجلاء القتلى والجرحى الأتراك إلى بلادهم.
ومن جانبه، أعلن المرصد السوري لحقوق الإنسان، مقتل 34 جنديًّا على الأقل في غارات جوية على ريف إدلب بسوريا، لافتة إلى أن الغارات وقعت بين بلدتي البارة وبليون.
تضارب
في الأعداد
وعلم
«المرجع» من مصادر سورية، أن أعداد القتلى المُعلن عنهم تقل كثيرًا جدًّا عن
الأعداد الحقيقة، مشيرة إلى أن أكثر من 170 عسكريًّا تركيًّا لقوا مصرعهم في القصف،
وأن المستشفيات مليئة بالضحايا الأتراك، وأضافت المصادر أن طائرات الجيش العربي
السوري قصفت رتلا للقوات التركية كان يستعد لمهاجمته بالقرب من قرية البارة
في جبل الزاوية جنوب إدلب.
وأوضحت
المصادر أن الرتل العسكري تعرض لقصف رهيب، رغم أن أنقرة لم تعترف إلا بسقوط 29
قتيلًا فقط، مشيرة إلى أن مروحيات الجيش التركي دخلت الأجواء السورية؛ بهدف نقل
الضحايا إلى أنقرة.
الجانب
التركي
وعلى
الجانب التركي، فقد شهد الشارع حالة من الغضب العارم، وتداول نشطاء على مواقع
التواصل الاجتماعي تسجيلات مصورة لخروج أعداد كبيرة من المواطنين إلى الشوارع في
المدن الحدودية لسوريا، تعبيرًا عن غضبهم، لسقوط ضحايا من الجيش في سوريا، كما شهد
محيط مستشفى الريحانية- وهو المستشفى الذي استقبل الضحايا- تجمعات كبيرة من أهالى
ضحايا القصف الذين جاءوا للاطمئنان على ذويهم.
كما
ترأس الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، اجتماعًا للأمن القومي، استمر 6 ساعات عقب
قصف للقوات التركية بإدلب.
ورغم
البيان الروسي الذي أكد أن قوات بلاده ليس لها علاقة مباشرة بقصف الرتل العسكري
التركي في بلدة البارة، إلا أن وزير الدفاع التركي، خلوصي أكار، ألمح في بيان له بعد اجتماع أردوغان
إلى أن روسيا ضالعة هي الأخرى في العملية، مشيرًا إلى أن استهداف الجنود الأتراك في
إدلب الخميس جرى رغم التنسيق الميداني مع المسؤولين الروس حول إحداثيات مواقع
القوات التركية.
الاستعانة بالناتو
ولأول منذ إطلاق عملية
غصن الزيتون التركية في يناير 2018، يطلب النظام التركي تدخل حلف الناتو، وهو ما
أعلنه السكرتير الصحفي لحزب العدالة والتنمية الحاكم، عمر شليك، موضحًا أن تركيا
ستبدأ الجمعة 28 فبراير مشاورات مع الناتو فيما يتعلق بالوضع في إدلب بعد العملية
الأخيرة، وقال في لقاء تلفزيوني: «إن الهجوم على تركيا هو هجوم على الناتو».
التهديد بورقة اللاجئين
كما نقلت وكالة «رويترز» عن مسؤول تركي رفيع -لم تذكر اسمه- أن تركيا قررت عدم منع اللاجئين السوريين من الوصول إلى أوروبا، سواءً جوًّا أو بحرًا، وإن أوامر صدرت لقوات الشرطة وخفر السواحل وأمن الحدود بعدم اعتراض اللاجئين.
للمزيد: توابيت العار ملفوفة بالعلم التركي.. «أردوغان» المغرور يقتل جنوده في سبيل العثمانية الجديدة





